28‏/11‏/2014

"المؤيد شيخ"..المسجد الذي بناه صاحبه بعد أن سجن فيه







وسط عبق التاريخ في القاهرة التاريخية وعندما تتجول فيها لن تخطئ عيناك واحدا من أبرز المساجد الأثرية التي تفخر بها مصر,مسجد"المؤيد شيخ"الذي يعد من المساجد المعلقة حيث أن أسفل المسجد تم إستخدامه كدكاكين ليتم من دخلها الإنفاق علي المسجد,وصاحبه هو المؤيد أبو النصر شيخ بن عبد الله المحمودي الجركسي الأصل أحد مماليك الأمير برقوق،وأنشأه بداية من818 هـ/1415 م وانتهى في عام 824 هـ/1421 م. حتى تاريخ انتهائه،وكانت أجزاء من ملحقات الجامع لم يشرع في بنائها بعد، مثل القبة القبلية وبيوت الصوفية بالخانقاه,وقد ظل المسجد قائما حتي قيام الدولة العثمانية، وأثناء ولاية أحمد باشا كان هناك مجموعة من الخارجة عن الحكم احتمت بالمسجد، فأمر الوالي بضربهم بالمدفعية ونتج عن ذلك أن تهدم ثلاثة أروقة من المسجد



و"المؤيد شيخ"يعد من أجمل وأضخم المساجد الجامعة بالقاهرة,وترجع قصة بناء المسجد إلي أن "المؤيد" قد حُبس في خزانة شمال مصر التي كان يسجن فيها المجرمين، وذلك أيام تغلب الأمير منطاش وقبضه على المماليك الظاهرية، وحدث أن قاسى "المؤيد" في ليلة من البق والبراغيث، فنذر لله تعالى إن تيسر له ملك مصر أن يجعل هذه البقعة مسجدا لله عز وجل، ومدرسة لأهل العلم، وقد أوفى بنذره,وفي رواية أخرى أن سبب سجن المؤيد هو وصول وشاية للسلطان برقوق بأن المؤيد يريد أن يقوم بانقلاب علي الحكم فأمر بسجنه في هذا المكان.


ويتميز المسجد بقبة داخلية ضخمة يبلغ ارتفاعها تقريبا أربعون مترا، ويتوسط صحن المسجد ميضأة دائرية كان المصلون ولا زالوا يستخدمونها في أغراض الوضوء,وكان المهندس الذي أسس المسجد ويقال أن اسمه محمد القزاز، قد انتهز فرصة وجود برجى باب زويلة فهدم أعلاهما وأقام مئذنتى المسجد عليهما,وقد زوَّد السلطان المؤيد المسجد بخزانة كتب عظيمة تحوي كتبًا في مختلف العلوم والفنون، وهو ما أورده المؤرخ المقريزي، فيُذكر أن السلطان المؤيد شيخ نزل إلى المسجد ودخل خزانة الكتب التي عُملت هناك وقد حمل إليها كتبًا كثيرةً في أنواع العلوم كانت بقلعة الجبل وقدَّم له القاضي ناصر الدين البارزي خمسمائة مجلد، قيمتها ألف دينار فأقر السلطان المؤيد شيخ ذلك بخزانة الكتب بمسجده




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق