27‏/11‏/2014

مغلوطة تاريخية..والي عكا ليس هو"توفيق الدقن"





علاء الدين ظاهر

كشف لنا صلاح عادل الباحث في الأثار مغلوطة تاريخية,حيث قال:بمجرد القول ‘والي عكا‘ يتبادر في الأذهان العمل السينمائي ‘الناصر صلاح الدين‘ الذي جعل اسم والي عكا مثالاً للخيانة في المشهد الشهير الذي جسد فيها الفنان ‘توفيق الدِقِن‘ حينما أمَر برَمي السلاح في الأبيار المؤدية للبحر و الصيحة الشهيرة : « أين السلاح .. خيانة .. خيانة » و ما تَبِع المشهد من احتفال والي عكا بدخول الفرنجة بسهولة و مقولة الفنان ‘حمدي غيث‘ الذي جسّد شخصية الملك ‘ريتشارد‘ قائلاً : « معركة عكا كانت نزهة عسكرية لا حرب بالمعني الصحيح » ؛ طبعاً كل ما سبق ذِكره كان لزوم الحبكة السينمائية , أكمل قراءة الموضوع لتتعرف علي الحقيقة …

من هو بهاء الدين قراقوش
هو أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأســدي الملقب بأسم بهاء الدين كان من رجال الدرجة الأولي في ولاية ‘صلاح الدين’ وأسند الأخير له تنفيذ خطة لحماية القاهرة
التي تشمل قاهرة المُعز والفسطاط والعسكر والقطائع بسور , كما قام ببناء قلعة الجبل ‘قلعة صلاح الدين‘ لتأمين القاهرة من الغارات الخارجية. وقد كان قائداً مشهوراً بالصرامة وأرتبط اسمه بالعديد من المواقف الشجاعة.

ولايته علي عكا
بعد ما قام ‘صلاح الدين‘ بتحرير عكا من قبضة يد الصليبيين أسند ولايتها إلي ‘بهاء الدين قراقوش‘ نظراً لحنكته وذلك لتعمير وتحصين المدينة ؛ ولكن داهمت المدينة الحملة الصليبية الثالثة تحت قيادة ‘ريتشارد قلب الأسد‘ ملك إنجلترا وحاصرت المدينة حصاراً دام لمدة طويلة , و ما كان لوالي عكا إلا انه قرر مهاجمة الصليبيين فقام بفتح أبواب المدينة وخرج في قتالهم فوقع في الأسر , ثم نال حريته في صفقة لتبادل الأسري بين ‘صلاح الدين‘ و ‘ريتشارد‘.

وفاته
ظل ‘بهاء الدين قراقوش‘ في خدمة ‘صلاح الدين‘ و ولديه لفترة تزيد عن 30 عاماً , توفي في القاهرة سنة 597 هجرية – 1201 ميلادية.

التاريخ يظلم قراقوش
تعرضت سيرة ‘بهاء الدين قراقوش‘ و العديد من أعلام المسلمين للتشويه والانتقاص ونظراً لأنه يعتبر شخصاً مغمور لا تُذكر سيرته , فقد لا تري اسمه الا اذا بحثت في سيرة ‘صلاح الدين الأيوبي‘ وإذا شرعت في ذلك سوف تجد بصمات واضحة لـ ‘قراقوش‘ في إنجازات السلطان ‘صلاح الدين‘ .

أكتسب ‘بهاء الدين قراقوش‘ شهرة مزيفة علي مر التاريخ حيث نقلته من قائمة المحاربين والمهتمين بالعمارة الإسلامية إلي قائمة الحمقي والطغاة إذ مار رأي اي شخص اي تصرفاً ظالماً يصفه بـ « حُكم قراقوش »

التصحيح على البوست " المغلوطة التاريخية
.....................................................
استاذ دكتور : احمد ذكى
كلية الاداب
جامعة الاسكندرية
.............................
1: عهد الناصر صلاح الدين ببناء القلعة إلى نائبه أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الآسدي، وهو أحد مماليك عمه أسد الدين شيركوه، وقد عُرِفَ بـ "قراقوش"، وهى كلمة تركية بمعنى "طائر العُقاب – العُقاب الطائر"، وقد كانت شخصيته موضعاً للعديد من الأساطير والروايات الغريبة في بعض كتب التاريخ، والتي تتحدث عن ظلمه وتعسفه وتصفه بالديكتاتورية والاستبداد، وأنه كان صاحب المتناقضات؛ ومن ثم كانوا يطلقون على أي حُكم استبدادي في التاريخ المصري لقب: "حكم قراقوش"، ولكننا لا نستبعد أبداً أن تكون تلك الروايات التي حيكت حوله من نسج خيال بعض الناقمين عليه؛ نظراً لعلو همته وحزمه، فضلاً عن تلك الأسباب الأتية،
وهي: - أن النصوص أثبتت عدله وكفايته.
2- اعتمد عليه صلاح الدين منذ أن كان وزيراً للخليفة العاضد فجعله قائداً من قواد جيشه، فاستعان به فى حملته إلى بلاد المغرب فى سنة (568هـــ/ 72– 1173م)، فاستولى على طرابلس الغرب، فضلاً عن الكثير من بلاد إفريقية؛ وبالتالى ضمن سيادة صلاح الدين على برقة، ومن ثم حماية حدود مصر الغربية.
3- أسند إليه صلاح الدين منصب "زمـام القصر" أى المشرف على شئونه، وذلك عقب مؤامرة مؤتمن الخلافة جوهر والجند السودانيين (564هـــ/ 1169م).
4- أوكل إليه صلاح الدين الأعمال الجِسام فى مصر والشام أثناء انشغاله بمحاربة الصليبيين، وذلك بعد توليه السلطنة على مصر والشام، فأقام السور الدائر (أجزاء منه) وقلعة الجبل بمصر، كما أقامه نائباً عنه فى ولايتى عكا ويافا، وقد نجح فى المقاومة والزود عن الأولى (عكا) ضد الهجوم الصليبى الكاسح بقيادة ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا، ولمدة سنتين تقريباً سنة (587هـــ/ 1191م)، ويذكر المؤرخ شهاب الدين أبو شامة الدمشقى فى كتابه "الروضتين فى أخبار الدولتين (النورية والصلاحية)" – (ت 665هـــ/ 1268م) – أن: "صلاح الدين قد استغل الهدنة الناتجة عن صلح الرملة الذى عُقد مع ريتشارد سنة (588هـــ/ 1192م) فى العمل على خلاص أصحابه من الأسر ومنهم بهاء الدين قراقوش والى عكا السابق والذى تلقاه السلطان بالبشر والبر"، وهو دليل على عظيم شأنه وارتفاع مكانته لدى صلاح الدين.
5- كل بطانة صلاح الدين كانت صالحة وعادلة ومنهم مستشاره أبو على محيى الدين اللخمى المعروف بالقاضى الفاضل، حتى أن صلاح الدين قال عنه:
"ما انتصرت بحد السيف وإنما انتصرت بقلم القاضى الفاضل".
6- يكفى لتبرئة قراقوش أنه كان نائباً للناصر صلاح الدين قمة العدل؛ فكيف له أن يولى ظالماً النيابة عنه أثناء انشغاله بمحاربة الصليبيين.
وقد توفي بهاء الدين قراقوش الأُسدى بمصر، ودُفن بسفح المقطم بالقرب من بئر وحوض أنشأهما هناك، وكان قبره معروفاً حتى القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق