22‏/12‏/2014

محمد محسن يكتب لنا عن..الموروثات الثقافية بين الحقيقة والاسطورة



محمد محسن
مفتش اثار متحف التمساح
islam939@yahoo.com




الموروثات الثقافية بئر ﻻينضب ,ابدآ ملىء بالأسرار والقصص القديمة واﻻساطير , ننهل منه ونملأ كفوف ايدينا لنروى ذلك الظمأ القاسى , لاننا نعيش اﻻن فى حياه صاخبة سريعه أنستنا هويتنا وموروثاتنا القديمة التى تميزنا عن باقى الشعوب فقيرة التاريخ والموروثات.تلك الموروثات الشعبية مليئه بالقصص والاساطير الممتعه التى لها اصل وجذور وان تغيرت تفاصيلها وتبدلت ولكن يبقى هناك شىء مستمد من الواقع وان كان ضئيلا.ومن اهم مصادر نا فى جمع تلك القصصالسرد القصى والاغانى الشعبية القديمة التى تحكى قصص الابطال كسيره الهلالى حيث كانت تلك القصص والاغانى تتم فى جلسات السمر والاحتفالات.

وكان الهدف منها تمجيد بطوﻻت لأبطال شعبيين وان انعدم اﻻبطال تقوم الاسطورة على تغير بعض الحقائق لصنع بطل , فمن موروثاتنا اننا كشعوب عربية نحب المقاوم العنيد وان كان على غير الحق , وتستمر تلك العاده حتى فى حاضرنا فقد اصبح من (عزت حنفى) الرجل الشقى بطلآ لانه أظهر جانب نفتقده نحن كمواطنين اﻻ وهو الشجاعة والتحدي للسلطة والقوه , وان رجعنا لتراثنا القديم لوجدنا قصص واساطير نسجت من وحى خيال الناس مع بعض الحقائق حتى تصدقها الأذان ومنها مثلآ قصة ياسين الشقى العنيد الذى قام بإثارة الرعب والخوف فى نفوس المواطنين فى جنوب مصر فى بدايه القرن الماضى اﻻ ان قتل على يد احد ضباط الجيش اللواء (محمد صالح) الذى اصبح فيما بعد وزير الحربية ما بين 1939 ل1940.

تبدأ القصه عندما ذاع صيت ياسين الذى ينتسب لقبيله العبابده الموجوده فى جنوب مصر باعمال السلب والنهب وترويع المواطنين .وقد فشلت كل المحاولات فى القبض عليه. فى ذلك الوقت كان الضابط الشاب محمد صالح فى مهمه رسمية لوادى حلفا فى شمال السودان لجلب الجمال للهجانه الا ان وصل لجنوب اسوان (وادى العلاقى الملىء بالكهوف )

رأى احد الجنود رجل فى زى البدو معه بندقيه فاخبر الضابط بما رأى , وعندما اقتربوا من المكان اطلق عليهم الرجل الرصاص واختبأ فى كهف حاول الضابط وجنوده اخراجه بكل الطرق الا ان خطرت على باله فكره اجباره بالخروج عن طريق الدخان فاشعل حزمه بوص وانزلها من اعلى الكهف الا ان خرج مجبرا فاطلق عليه الرصاص فاردوه قتيلاوخرجت بهيه فرحه بمقتله لانها اذاقها من الذل والهوان (مذكرات اللواء محمد صالح حرب) 

لكن عند تلك اللحظه لم تنتهى قصتنا ولكن بدأت لان سيره ذلك الرجل اصبحت يتغنى به الرجال والنساء ,ويسردون عنه بطولات وقصص عشق بينه وبين بهيه ووصل ببعضهم ان يشبهوا مصر ببهيه المظلومه المنكسره.ونسبوا لياسين صفات لم تكن من شيمته فربما سبب هذا التحول بطش رجال الشرطه وقتها والظلم الذى جعل اى شخص معادى لها محبوب من اهل مصر او لشجاعته الغير عاديه واقباله على الموت دون خوف.

ومازال بحثنا جارى عن الحقيقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق