01‏/01‏/2015

التاريخ يكذب"ملوك وألهة"..اليهود لم يبنوا الأهرامات..وفرعون الخروج ليس رمسيس


علاء الدين ظاهر

جدل كبير ومعارك فكرية أثارها الفليم الأمريكي"ألهة وملوك"الذي كان مقررا عرضه في مصر الشهر الحالي إلا أنه تم منعه..ومن هنا ثار الجدل حيث أن سبب المنع جاء بعد ما ورد في الفيلم من مغالطات ومحولات خبيثة كما وصفتها وزارة الثقافة لتهويد الحضارة المصرية,وعددت المغالطات التي جاءت بالفيلم,في حين كان موقف وزارة الأثار غريبا جدا خاصة أنها لم تعلق علي كل ما أثير حول الفيلم رغم أنه وللمفاجأة إذا كانت الأثار لا تعلم,تم تصوير أجزاء من الفيلم في المناطق الاثرية فى اسوان

وقد عدد تقرير الرقابة على الأفلام الأجنبية المغالطات التي جاءت بالفيلم كأسباب للمنع,وأولها ظهور العبرانيين على أنهم قضوا فى مصر 400 سنة يقاسون فيها ويلات العبودية والسخرة فى بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية,ولموجهة هذا الظلم قام موسي بتكوين جماعات مسلحة من بنى إسرائيل لمجابهة المصريين ، ليحررهم من العبودية,وعلى الرغم من أن مادة الفيلم مستمدة من منظور توراتى إلا أن أحداثها جاءت بعيدة تماما عن قصة (نبى الله موسى عليه السلام) التى وردت فى الكتب السماوية الثلاثة,كما يظهر طفل صغير عدة مرات علي أنه الذات الإلهية الذى تجلى لموسى فى طور سيناء,كما ظهر يهود موسى في الفيلم علي أنهم الطبقة القادرة على المقاومة المسلحة ويحرقون بيوت المصريين ويجبرون الفرعون على الخروج

كما أظهر الفيلم المصريين على أنهم متوحشون ، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم ، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم فى الشوارع ، بصورة بشعة,وبسبب ظلم المصريين ليهود موسى تتوالى اللعنات على مصر,فتتلوث مياه النيل بالدماء ، والضفادع ، والذباب ،والجراد ، ليتحول أهل مصر إلى الصراخ ، والعويل ، والبكاء,وفى نهاية الفيلم يعود موسى لزوجته ومعه أتباعه ، لتسأله:(هل عدت وحدك ؟) فيرد قائلا : " لقد نجوت بالصفوة " ، أى شعب الله المختار ، فى إشارة عنصرية واضحة


# خرافات..وتزييف

توجهنا لعدد من خبراء الأثار والتاريخ كي نستوضح الأمر منهم,الأثري مصطفى نور الدين مدير منطقة آثار سرابيط الخادم بجنوب سيناء قال أنه دائما ما يستغل اليهود وسائل الاعلام للترويج لافكار مغلوطة محاولين تزييف التاريخ بوجود حقيقة ينسجون حولها الخرافات , وقد خرجوا الينا بفيلم ( الهة وملوك ) حيث يتناول قصة وجود وخروج الاسرائيليين من مصر,ووالباحث فى التاريخ يجد صعوبة فى بحث قصة بنى اسرائيل دخولهم – فترة تواجدهم  ثم الخروج حيث لا يوجد لها ايه اثار او وثائق تاريخية مصرية قديمة او يهودية , ولكنها القصة التى جاءت فى القرأن فى اكثر من صورة , وتناولتها التوراة فى اسفار التكوين  , الخروج , اللاويين , العدد  و التثنية

وتابع:الاختلاف بين علماء الاثار حول من هو فرعون الخروج كبير ولكن الاحداث التاريخية معروف الى حد كبير اين جرت , وانا هنا من واقع الحفائر التى قمت بها فى وادى الطميلات وعملى لسنوات ما بين منطقة القناة وسيناء سأسرد بعض الحقائق التى قد يختلف معى فيها البعض,فأحداث قصة سيدنا يوسف دارت خلال عصر الاسرة 12 حيث كانت عاصمة مصر هى اللشت او مكان قريب منها حيث شيد امنمحات الاول مؤسس الاسرة هرمة,ودخول اخوة يوسف وابوية كان من وادى الطميلات وقد قابلهم سيدنا يوسف عنده وقد سمح لهم ملك مصر بالاقامة فى ارض جاسان وهى المنطقة ما بين صفط الحنة حتى  بحيرة التمساح , اما سيدنا يعقوب فقد اقام فى تل المسخوطة واسمه وقتها (سكوت )


وإستطرد:معنى ان اليهود كانوا بمصر ايام الدولة الوسطى انهم عاصروا حكم الهكسوس لمصر ابان عصر الانتقال الثانى ولكن الغريب ان احمس لم يطردهم مع الهكسوس؟,وواعتقد ان اليهود كانوا دائما مع الكفة الغالبة فقد عاونوا الهكسوس واستفادوا منهم اثناء حكمهم لمصر وعندما رأوا جيوش احمس هى الاقوى انقلبوا على بنى جلدتهم وعاونوا المصريين والدليل ان احمس لم يقم بالهجوم على اواريس عاصمة الهكسوس اولا بل هاجم حصن ثاروا عند القنطرة اة قام بعملية التفاف وقطع لطرق امداد الهكسوس ويتم الامر عن طريق وادى الطميلات حيث يقيم اليهود وهذا هو السبب من وجهة نظرى بعدم طرد احمس لليهود مع الاسيويين الهكسوس

وأضاف:على الرغم من اقامة بنى اسرائيل فى مصر حوالى 400 سنة كما جاء فى التوراة الا ان اليهود لم يحبوا المصريين ليس لشيئ الا انهم يعتبروا انفسهم افضل من غيرهم وبالمثل اعتبرهم المصريين حيث جاء بالتوراة (أَنْ تَقُولُوا: عَبِيدُكَ أَهْلُ مَوَاشٍ مُنْذُ صِبَانَا إِلَى الآنَ، نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا. لِكَيْ تَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ.لأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ رِجْسٌ لِلْمِصْرِيِّينَ(  سفر التكوين 46 ,أي ان المصريين اعتبروا اليهود نجس كونهم رعاة اغنام , بالاضافة ان اليهود كثروا وزادت ثرواتهم بدرجة كبيرة وما هو معروف عنهم من مؤامرات وجشع والدليل كيف وصف القرأن الكريم ثراء قارون وكيف ان مفاتيح كنوزه يصعب حملها,أما الجزء الاخر من القصة وهى قصة سيدنا موسى فتدور احداثها فى الدولة الحديثة وانا اؤيد الرأى القائل ان فرعون الخروج هو امنحتب الثالث لاسباب ودلائل عديدة


# تهريج..وسذاجة

أما الكاتب والروائي محمد العون عضو اتحاد كتاب مصر قال هناك مشكلة تاريخية كبرى فى قصة سيدنا موسى,فهى غير موجودة نهائيا فى التاريخ المصرى القديم ولم يرد ذكرها نهائيا فى أى بردية أو نقش فرعونى,وقد قتل الباحثون اليهود التاريخ الفرعونى بحثا وتنقيبا ليعثروا على أثر للوجود اليهودى فى مصر الفرعونية فلم يجدوا شيئا,وهناك فقط بعض التخمينات عن فترة وجود سيدنا موسى,وهي مجرد تخمينات وظنون لا أكثر منها مثلا أن فرعون موسى هو الملك خوفو أو رمسيس الثانى أو مرنبتاح ابن رمسيس الثانى,لكن لا شواهد تاريخية أو أثر واحد يدل على ذلك

وتابع:لذلك فإن المصدر الوحيد لقصة نبى الله موسى الكتب المقدسة نفسها وما جاء فيها من تعريف به وبقصة اليهود, والقصة فى التوراة والقرآن بها بعض الاختلافات,لكن توجد آيه فى القرآن توضح بجلاء سبب أختفاء فرعون موسى من التاريخ اختفاءا تاما وعدم وجود أثر له وهي{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137, والله سبحانه نسب فعل التدمير لنفسه  بما يعنى أن شيئا دمره الله بنفسه فلا يمكن أن يتبقى منه أثرا,وفى رأيى أن هذا هو سبب اختفاء تاريخ فرعون ومحو أثره تماما وكأن هذه الحقبة محيت من التاريخ,ومن المدهش أن البعض برغم نص الآية الواضح يقولون على أصحاب اكبر المنشئات الفرعونية أنهم فرعون موسى مثل خوفو ورمسيس

وأضاف:الغرب وأوروبا يتعاملون مع الموضوع وفقا لنصوص التوراة والكتاب المقدس من ناحية ومن خيالهم و نظرتهم للشرقيين من ناحية أخرى,والفيلم لا يزيد عن كونه فيلما تجاريا يحمل مواد الجذب الجماهيرى,وقد يكون من صنع بعض السينمائيين اليهود الذين يقدمون تاريخهم وفقا للنظرة التى يتعاطف معها الغرب والضغط على نغمة تعرضهم للاضطهاد, لهذا فمن المتوقع أن فيلما كهذا يكون من وجهة نظرنا نحن كمصريين أولا وكمسلمين ثانيا أن يكون مليئا بالمغالطات والأخطاء الفادحة,وطبعا تمثيل الوحى كطفل يعد بالنسبة لنا ولثقافتنا تهريج وسذاجة,وموضوع ان اليهود بنوا الاهرامات او شاركوا فيها محاولة قديمة منهم وفاشلة ولا أساس لها من الصحة,وحسب ما قرأت الفيلم لم يلتزم بنصوص التوارة بل أحداثه تعبر عن وجهة نظر صناع الفيلم وأهدافهم,فلا قيمة للرد عليهم


# أفكار..صهيونية

الدكتور خالد غريب أستاذ الآثار والحضارة المصرية طرح تساؤلا بقوله:لماذا يركز الفيلم علي منف ولم يذكر العاصمة الفعلية وهي طيبة أو بررعمسيس عاصمة الرعامسة وهذا إسقاط تاريخي لأن أبناء الملوك كانوا يربوا في منف وكان الملوك يتوجون هناك,أما رقم ال 400 فهو ارتباط بلوحة ال 400 عام التي تؤرخ لدخول عبادة ست في الدلتا وربطها البعض بالهكسوس,أما حكاية الأهرامات فهي كذبة أخري وارجو هنا أن نصحح سويا ترجمة اسم موسي بأنه ابن الماء لكن الترجمة السليمة هي الوليد لأن الهيروغليفي مثل العربي فلو كان الاسم بمعني ابن الماء لكان اسمه سامو

وتابع:يتبقى هنا القول أن قيام اليهود بفتن في المجتمع كان هو الشئ الوحيد الصحيح لأن سفر الخروج قال إن فرعون قال لنطرد اليهود لأنهم أن اتانا عدو سيكونوا معه أي أنهم جواسيس يخربون البلد التي تاويهم,ومؤلف الفيلم استعان بمجموعة آثار غير مترابطة زمنيا لكنها تحتك بشكل أو بآخر باليهود ووظفها لخدمة فكرته,وكل هذه أفكار صهيونية يعتمد الكاتب من خلالها علي تمثيل اليهود انهم المغلوبين على امرهم,ويعتمد هنا علي إنتاج قوي يبهر المشاهد ويبعده عن مراجعة التاريخ,وعودته الي منف تعني العودة باليهود الي مكان التتويج



وفند الغريب المغالطات التي جاءت بالفيلم قائلا:العبرانيون لم يكونوا موجودين في هذه المرحلة إلا عمال بالأجر في منشآت الملوك,ولدينا نص كاوسر الذي يرسل الي سيده يطمئنه أن العابيرو يحصلون علي مستحقاتهم بعدما سحبوا الاحجار الي معبد رمسيس,وكذب اليهود يمثل إطارا عاما حيث يربطون لوحات أثرية بما يخدم النصوص التوراتية, كما أن ما جاء بالفيلم عن التوحش عند المصريين يخالف طبيعتنا والتوراة أثبت ذلك بالفعل حين أشارت الي ان اليهود استعملوا الخديعة وطلبوا من المصريين استعارة ذهبهم لأنهم في عرس وهربوا بالذهب..ومن هنا يأتي السؤال:من المذنب والمتوحش؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق