05‏/03‏/2015

تاريخ مصر البطلمية..8 محاضرات قيمة للدكتور خالد غريب



علاء الدين ظاهر


يسعد بوابة أثار مصر بالتعاون مع جروب الوعي الأثري لصفحة مصر في عيون المرشد السياحي مجموعة من المحاضرات القيمة والمهمة للدكتور خالد غريب استاذ الحضارة المصرية اليونانية الرومانية المساعد بجامعة القاهرة


" المحاضرة الاولي "
حين نبدأ الحديث عن علاقة مصر ببلاد اليونان ينبغي بداية ان نشير الي ان هذه العلاقة لم تبدأ كما يدعي الكثيرون من العصر المتأخر وتحديدا العصر الصاوي ولكن سبقتها امثلة كثيرة ظهرت تباشيرها من الدولة الوسطي الفرعونية حيث كشف عن تمثال للمدعو وسر في اثينا وبعده عثر علي العديد من الامثلة الفرعونية التي ترجع لعصر الدولة الحديثة وهناك نماذج عليها اسم تحتمس الثالث تحديدا مثل ختم علي شكل المصطبة المدرجة عثر عليه في منطقة اركانيس وكذا بعض التماثيل منها ماهو لحتحور وغيرها من المعبودات، وتشير كلمة الكفتيو التي ظهرت في عصر الدولة الحديثة الي مجموعة من المرتزقة كان المصريون يتاجرون معهم واعتقد البعض انهم قد يكونوا الفينيقيين ولكن تميل العديد من الدراسات الان انهم من فصائل الاغريق الذين تاجروا مع مصر وسبق الدولة الحديثة نص رائع يتحدث عن الملكة اياح حوتب ام الملك احمس الاول يذكرها بالعالمة سيدة الحاونبو والحاونبو هي جزر بحر ايجة المعروفة وقبل السرد في العلاقة المباشرة التي قامت بين مصر والاغريق نشير الي ان كلمة اليونان التي تأتي في العديد من المصادر مشتقة من الديموطية المصرية وينن والتي يترجمها الكثيرون بالمهاجر، لذا لانجد هذه الكلمة علي الاطلاق في النصوص اليونانية الكلاسيكية. اما كلمة الاغريق فهي كلمة لاتينية تشير الي منطقة هاجر اليها الهيلينيون في منتصف القرن الاول قبل الميلاد واطلق عليهم الجرايكة واسم بلاد اليونان كما جاء في مصادرهم هو هيليس. وقد استعان الملك بسماتيك الاول بمجموعات كبيرة من الايونيين المرتزقة والتي منها ربما اشتقت كلمة اليونانيون طلبوا من الملك ان يأخذوا مستحقاتهم من خلال وزنات محددة مسكوكة فكانت العملة في القرن السابع قبل الميلاد، وبعدها بدات هذه الجماعات في الاستقرار في مصر وبدات المشكلات تدب بينهم وبين المصريين الامر الذ اضطر معه الملك احمس الثاني امازيس الذي كان يعرف بصديق الاغريق ببناء مدينة خاصة للجاليات الاجنبية هي نوت قار اس اي بيت ربة السماء وهي المعروفة باسم نقراطيس وموقعها الان كوم جعيف بحيرة، وهي اول مدينة يونانية صريحة حيث كانت كل مقاصيرها مخصصة لالهة يونانية ولم يكن فيها اي مؤشر مصري، وفي المراحل التالية استمرت العلاقة تتارجح بين الخير والعلاقات الحسنة والشر والعلاقات السيئة بين الطرفين حتي عام 356 حين انجبت زوجة حاكم مقدونيا فيليب الثاني السيدة اوليمبيا نجلها الاسكندر المقدوني وربته في بلاط ارسطو وعام 336 مات الابن وخرج الابن مكملا مشروع ابيه وحارب الفرس عام 333 وانتصر علي الملك دارا الثاني في معرك ايسوس وزحف الي الشرق حتي وصل الي مصر عبر فرع النيل البيلوزي ومنه الي منف وهنا يبرز السؤال لماذا منف تحديدا ببساطة لانها مركز تتويج الملوك في مصر القديمة كما ان الاسكندر لم يكن يستطيع دخول الصعيد الذي كان رافضا لاي حكم اجنبي ولذا لم يدخل الاسكندر الي الصعيد ولكن اقام له الاتباع والمنافقون مقاصير هناك والاسكندر ليس له علي الارض المصرية من اعماله الا معبد في الواحات البحرية، المهم دخل الاسكندر منف واحتفل مع المصريين بطرد الساتراب الفارس اي الوالي الفارسي واقام جمنزيوم هناك لاراحة جنوده وماقيل عن ان الاسكندر قد اعلن تحالفه مع امون لم يذكر في عصر الاسكندر ولكنه ذكر مع كتاب القرن الثالث الميلادي، المهم خرج الاسكندر من منف في رحلته الي معبد اممون في سيوة وبالمناسبة انا كتبتها بحرفي ميم قاصدا لانها هكذا نطقت عند كتاب الكلاسيكية عن معبد الوحي الذي كان احد اكبر المعابد السبع للوحي في العالم القديم واممون هو اله التراب مقارنة بامون اله الهواء ويميل البعض الان ان اممون سيوة هو عامون اله صحراء مصر الغربية واعتقد في صحة هذا التحليل، اتجه الاسكندر عبر الساحل الشمالي الغربي للدلتا الي سيوة وهنا السؤال لماذا اتجه الاسكندر عبر هذا الطريق ربما لان طبيعة الجو في طريق البحرية الي سيوة وهو طريق العودة كان مليئا بالرمال المتحركة في هذا الوقت من السنة، اضافة الي ان فلول الفرس في مصر هربوا الي احراش الدلتا فاراد الاسكندر التخلص منهم وفي طريقه مر الاسكندر امام قرية ووجد امامها جزيرة سأل عن اسمها فقالوا هذه جزيرة فاروس التي كتب عنها هوميروس في الالياذة والاوديسة، وسال عن القرية فقالوا انها قرية يسكنها مجموعة من جنود الحدود المصريين وليس مجموعة من صيادي السمك كما يدعي البعض وهنا سأل الاسكندر عن اسم القرية فقالوا له ر-ع قدت وتعني حد المبني او الفناء واقترح الاستاذ جون يويوت اسم الحوش لها والحوش هنا ربما يكون حوش منطقة مقاصير للاله اوزيريس والمنطقة هذه هي المنطقة المعروفة الان بكرموز عند عمود دقلديانوس المعروف خطأ باسم عامود السواري وهي راقوتيس وهنا استدعي الاسكندر مهندسه دينوقراطيس وطلب منه انشاء مدينة بين القرية والجزية علي الطريقة الهيبودامية وفي 25 طوبة 331 قبل الميلاد وضع الاسكندر حجر اساس المدينة وكانت الطريقة الهيبودامية تقوم علي تقسيم المدينة الي خمسة احياء متقاطعة هي الفا بيتا جاما دلتا ايبسلون وهي الحروف الابجدية الاولي اليونانية وهنا يبرز تسا}ل هل المقصود فقط هو الحروف الخمسة ام هناك تفسير اخر ويبدو ان الفرضية الثانية هي الاقرب فالحروف الخمسة المعبرة عن الاحياء ترمز الي: الفا اول حرف للاسكندر، بيتا اول حرف من كلمة يونانية تعني الملك وجاما اول حرف من كلمة تعني وليد ، دلتا الحرف الاول من كلمة تعني الاله وايبسلون الحرف الاول من كلمة تعني يشيد فتكون الحروف الخمسة هي الاسكندر الملك وليد الاله يشيد ، وحي الفا هو الحي الملكي، بيتا حي كبار رجال الدولة، جاما حي اليونانيين، دلتا حي الجاليات الاجنبية ماعد اليونانيين، ايبسلون الحي الوطني واكمل لاسكندر رحلته الي سيوة عبر الساحل الشمالي وهناك دخل المعبد الذي كان مشيدا بالفعل من قبله وفي قدس الاقداس انفرد بتمثل الاله، وخرج ليقول لقد سمعت ماسرني عن قتلة ابي وعاد الاسكندر في وقت كانت الرمال المتحركة قد هدأت ولذا اتجه من سيوة الي البحرية الي منف وفي البحرية اقام المعبد الوحيد له علي ارض مصر .


" المحاضرة الثانية "

عند عودة الاسكندر من سيوة بعد زيارته لمعبد الوحي وحينما عاد الاسكندر الي منف بعد ان زار معبد الوحي في سيوة،بدأ في منف الاعداد السياسي والاداري لمصر فوضع حاميات يونانية للسيطرة علي حدود البلاد وترك امور الدين في يد المصريين ولكن عهد الي شخص يوناني كان يعيش في مصر وتاجر علي ارضها وهو كليمونيس فقرر الاسكندر ان يكون كليمونيس نائبا له علي ارض مصر ومسئولا عن بناء مدينة الاسكندرية وغادر الاسكندر مصر مكملا رحلته. بدأ كليمونيس سيطرته علي البلاد من خلال هيمنته علي مصادر الدخل الرئيسية في مصر وهي القمح فقرر شراء القمح من كافة الاطراف التي تزرعه واصبح المسئول الاول والاخير عنه اي اتبع نظام الاحتكار وله قصة طريفة مع الفيوم التي كانت تعد اكثر مناطق مصر خصوبة فرفض مزارعوها اعطاء قمحهم لكليمونيس فما كان منه الا ان اختلق قصة ان احد اصدقائه مات في الفيوم حيث خرج من بحيرة قارون احد التماسيح واكله فقرر قتل كافة التماسيح وهنا اسقط في يد اهل الفيوم لان التمساح كان يمثل لهم الرمز الديني للاله سوبك. وقرر اهل الفيوم ان يعطوه القمح حتي لايفقدوا رمزهم الديني، ويبقي السؤال لمن اتبع كليمونيس نظام الاحتكار وهو سؤال ستجيب عنه الاحداث التاليه. في عام 323 قبل الميلاد ارسل كليمونيس عمله تذكارية للاسكندر مدونا عليها اسوار الاسكندرية اي انه اكمل بالفعل الهيكل الرئيسي للمدينة، ولكن في نفس هذا العام مات الاسكندر الاكبر في بابل عن عمر ياهز ال 33 عام ولانعلم هل مات الاسكندر عن حمي اصابته ام اغتاله بعض جنوده بايعاز من زوجته الفارسية وكان بعض الجنود حسب راي بعض المؤرخين يكرهون ترك بلادهم لاكثر من عشر سنوات المهم مات الاسكندر وترك زوجته حامل في طفل، وكانت الاراء قد بدأت تتشعب بين ترك الجمل بما حمل والعودة الي اليوناني والاستمرار في الفتوحات او تقسيم ممتلكات الاسكندر. هنا يبرز دور برديكاس نائب الاسكندر وذراعه الايمن الذي يذكر المؤرخون ان الاسكندر اعطاه خاتم الملك قرر برديكاس دعوة القادة الي الاجتماع لمناقشة الوضع بعد موت الاسكندر ومن بداية الاجتماع كان رافضا تماما لفكرة العودة الي اليونان لان هذا يضيع عليه فرصة الهيمنة ولذا كان الاقتراح ان يتم الانتظار حتي تضع زوجة الاسكندر اوليدها فإن كان ذكرا كان له جزء من ملك ابيه اما ان وضعت انثي فيكون الحكم بالكامل لاخو الاسكندر غير الشقيق وهو فيليب ارهيدايوس وكان شابا مصاب ببعض المشاكل العصبية او حالة صرع وبالفعل وضعت زوجة الاسكندر ابنها الاسكندر الرابع فاصبح ملك الاسكندر بين طفل رضيع وشاب مصاب بمشاكل نفسية واصبح برديكاس وصيا علي العرش ووافق القادة علي ذلك في مقابل ان يكون كل منهم مسئولا عن ولاية من ولايات الاسكندر ومايهمنا هنا مصر حيث وقع الاختيار علي بطلميوس بن لاجوس ليكون وليا عليها ويبدو انه كان هناك اتفاق علي ذلك حيث وصل بطلميوس الي مصر بعد اقل من اسبوعين وعند وصوله الي مصر استقبله كليمونيس مرحبا مقدما له ميزانية مصر 8000 تالنت فضة وكان هذا مبلغ رهيب وميزانية كبيرة وهنا يكون الرد علي سؤال هل كان كيمونيس يعمل لنفسه ام من اجل مصر خاصة ان الوضع كان رائعا اقتصاديا ولكن بطلميوس لم ينتظر كثيرا فقرر ابعاد كليمونيس من اجل السيطرة علي مصر فقتله. وكان بطلميوس ينظر الي مصر علي انها شقة ايجار يسكنها باشراف برديكاس يدفع له الايجار ولكن كان همه الاول هو السيطرة علي هذا البلد وجعله مثل البناء التمليك وبدأ من هنا مشروعه التوسعي كانت الخطوة الاولي الاتفاق مع قائد موكب الاسكندر للجنازة ان يتم نقل الموكب الي مصر ليدفن الاسكندر فيها وليكون هذا مؤشرا ان مصر هي عاصمة ملك الاسكندر، وهنا يفرض التساؤل هل دفن الاسكندر فعلا في مصر وهل قبل القادة الاخرون هذا ام ان الاسكندر له ضريح رمزي. اظن انه دفن في مصر في منف بداية ثم نقل الي الاسكندرية في عهد بطلميوس الرابع بعد اتمام السوما الملكية هناك، وكان مشروعه الثاني هو لسيطرة علي حدود مصر الشمالية الشرقية المعروف تجاوزا باسم جوف سوريا وعلي حدود مصر الغربية في منطقة برقة اي انه جعل هناك ذراع امتداد لمصر وعند هذه الخطوة تحرك وبقوة برديكاس ضد بطلميوس وحاربه مع بقية القادة ولكن تمكن بطلميوس من هزيمة برديكاس والسيطرة عليه وشراء ذمم جنوده فسقط برديكاس وانهار معه اخر شئ يتصل بالاسكندر بعد قتل بقية اسرته وبدا بطلميوس الذي كان قائدا مقربا للاسكندر وكتب كتابا عن حياته ويعني اسمه العدواني في الهيمنة علي مصر كاملة ودخل في مفاوضات مع القادة لتتحول بذلك اماراتهم الي ممالك مستقلة والسؤال وماذا بعد ؟


" المحاضرة الثالثة"
انتهينا عند مقدرة بطلميوس ابن لاجوس في ان يهيمن علي مصر كلها ويصبح ملكا عليها ويحول وضعه الذي جاء به عام 323 قبل الميلاد كوالي علي مصر الي ملك علي مصر عام 305 قبل الميلاد وذلك بع ان تمكن قادة الاسكندر من الالتفاف علي برديكاس والقضاء عليه في مصر متبعين مبدأ الخيانة ضده من قبل قائد قواته سليوقس الذي كانت مكافأته سوريا

بطلميوس والذي يعني اسمه العنيف أو العنيد بدأ حكمه مسالما بأن قلد الاسكندر في إنشاء مدينة باسمه هي بطلمية وموقعها الآن المنشاة سوهاج وكان يقصد بهذا ان يجد لنفسه مكانا قريبا من طيبة مركز ثقل المصريين في الصعيد والتي لم يتمكن الاسكندر من دخولها وبدأ يدخل فيها اليونانيين مع المصريين سعيا لحالة التمازج بين الطرفين لكن هيهات فالمصريون كانوا دائما وأبدا رافضين العنصر الإغريقي حتي ان المصادر الديموطيقية كما اشرنا من قبل كانت عرف اليونانيين بأنه msy n kmt أي مولود في مصر أو n msy n kmt أي لم يولد في مصر وكانوا يلفظون من لم يولد في مصر ويقول هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد ان المصريين كانوا انفين جدا وموسوسين في النظافة بشكل لم أراه أبدا.
بدأ بطلميوس في نفس الوقت يسعي لمشروعه التوسعي في شرق مصر من جوف سوريا وغربها في برقة وهو ماأزعج القادة الآخرين فبدئوا الحرب الباردة ضده من إشعال الفتن ضده في مثل جزيرة الكيكلاديس في أواسط آسيا وكان لمصر حامية فيها فأرسل انتيجونوس يحتلها فأرسل لهم بطلميوس سلاح وعتاد كبير جدا ساعدها في إيقاف زحف انتيجونوس وأطلق أهل الجزيرة علي بطلميوس لقب سوتير أي المنقذ ومن هنا بدأت فكرة ان كل حاكم من البطالمة يضيف لقب الي اسمه مرتبط بمناسبة أو حدث غير تقليدي.
أكمل بطلميوس الأعمال في الإسكندرية وعمل علي إيجاد مجمع الهي خاص للمدينة وهنا بدأ اليونانيون يسعون ان يكون الثالوث الإلهي يوناني واستعمل المصريون الفكر المصري وحين استشعر الملك هذا الأمر قرر تشكيل لجنة مشتركة من المصرين واليونانيين لاختيار مجمع الهي يرضي الطرفين وكان رئيس الوفد المصري مواليا للإغريق بشكل كبير وهو مانيتون السمنودي الذي كتب كتابا عن تاريخ مصر اغفل فيه ذكر ملوك المرحلة الانتقالية بعد الأسرة الثلاثين والتي كان من أشهر حكامها الملك خباش الذي يحوي سيرابيوم سقارة تابوت حجري له من أروع النماذج الحجرية.
المهم اتفق المجتمعون انه لاخلاف علي ايزيس التي كانت معروفة ولها مقاصير باسمها في اليونان وغيرها كما عبدت في الإسكندرية كربة للفنار وكان الخلاف بعدها علي الزوج فاتجه المصريون نحو هيئة أوزير حب وهي الهيئة المحنطة لاوزير وقرأها اليونانيون اوزيرابيس وحين نزيل ال (أو) في البداية لكونهم اعتبروها أداة تعريف يكون سيرابيس أو زيرابيس وهذا يؤكد ان سيرابيس إلها مصريا وليس كما يدعي بعض المؤرخين انه من سينوب في قبرص وان الاسكندر حلم بأنه سيشيد مدينة كبيرة في الشرق ويكون الهها من سينوب وكان الابن هو هيئة حورس الابن وهو حورباغرد الذي أطلق عليه اليونانيون اسم حربوقراط وماثلوا بين صفاته وبين ايروس الطفل اله الحب.
كان بطلميوس يسعي بكل الطرق الي تجنيب البلاد للحروب وقبل وفاته بعامين عام 286 قبل الميلاد اختار ابنه الأكبر بطلميوس ليكون ملكا في حياته واستبعد ابنه بطلميوس الصاعقة الذي كان يعيش في قبرص وابنته ارسينوي التي كانت متزوجة في اليونان وسيكون لنا معها وقفة طويلة.
وصل بطلميوس الثاني الي الحكم وكان مختلفا كليا عن أبيه المحارب المحافظ علي مكتسبات الأسرة كان محبا للثقافة والفنون لدرجة ان موكب الاحتفالات في الإسكندرية كان يستقطب الكثيرين من جميع أنحاء العالم وانشأ أول حديقة حيوان تحدث عها ابوللونيوس في وثائق زينون واكمل مشروع أبيه بإنشاء مكتبة الإسكندرية وتوسيعها بشكل كبير وكان يقوم بإيقاف إرسال القمح الي اليونان حتي يستغيثوا فيطلب الأعمال الأدبية والشعرية المعروفة لكتابها لنسخها وحين يحصل عليها يقوم بنسخها لليونانيين ويحتفظ للمكتبة بالأصول، والمكتبة شهدت عظمة وأبهة لم تشهدها أي مكتبة أخري وهنا لابد من التوقف ولو قليلا للحديث عن حريق المكتبة فالكثيرين يتهمون يوليوس قيصر بحرق المكتبة وهو أمر لاتؤكده أي من المصادر التاريخية حتي بلوتارخ الذي تناول كل جوانب نهاية عصر البطالمة ولكن مااحترق هو جزء من المكتبة وليس الكل والدليل ان بلوتارخ قال ان ماركوس انطونيوس اهدي لكليوباترا السابعة 200000 كتاب لتضعهم في مكتبة الإسكندرية وكان هذا بعد موت يوليوس قيصر بعشر سنوات ويبدو ان المكتبة احترقت في العصر الروماني إبان ثورات المسيحيين عام 272 ميلادية ضد الإمبراطور اوريليان.

" المحاضرة الرابعة "
انتهينا المحاضرة السابقة من دراسة التحول في مصر مع بداية عصر بطلميوس الاول واليوم مع المحاضرة الرابعة نتوقف قليلا لتقديم ملخص لبعض نماذج اثار مدينة الاسكندرية عاصمة اليطالمةفي الخامس والعشرين من شهر طوبة عام 331 قبل الميلاد وضع الإسكندر الأكبر حجر الأساس للمدينة التي اختارها كحاضرة تحمل اسمه في مصر، حيث اختار موقع قرية قديمة كان اسمها راقوتيس وهو اسم أرجعه البعض إلي تسمية مصرية قد تعني حد البناء او الحيز وتترجم ايضا بمعني الفناء، وموقع هذه القرية الأن منطقة عامود السواري- كرموز.
وقد قام المهندس دينوقراطيس بوضع تخطيط المدينة علي الطريقة الهيبودامية وهو تخطيط يشبه تخطيط المدن اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد، وبداية قام دينوقراطيس بربط القرية بجزيرة فاروس من خلال جسر يطلق عليه الهيبتاستاديوم اي 7 ستاد وهي مسافة تصل لحوالي الميل بين القرية والجزيرة وهذا الجسر مفقود تماما الأن.
قسم مهندس الاسكندرية المدينة إلي خمسة أحياء رمز إليها بالحروف الخمسة الأوائل في الأبجدية اليونانية وبدراسة رمزية تلك الحروف أمكن ملاحظة أن:
: يرمز إلي الحرف الأول من اسم الأسكندر
: يرمز إلي الحرف الأول من كلمة يونانية تعني الملك
: يرمز إلي الحرف الأول من كلمة يونانية تعني سليل او وليد
: يرمز إلي الحرف الأول من اسم الإله زيوس
E: ويرمز إلي الحرف الأول من كلمة تعني يبني او يشيد
ويمكن بناء علي هذا التفسير ان نعتبر تلك الحروف هي اختصار لنص لوحة التأسيس ويكون النص كما يلي:
الإسكندر الملك ابن زيوس يشيد
في عام 323 قبل الميلاد أرسل كليمونيس نائب الإسكندر الذي عين علي الإسكندرية عملة لملكه عليها اسوار المدينة ولكن لسوء حظه مات الإسكندر قبل ان يري درة مدنه وحواضره التي اصبحت سيدة البحر المتوسط وقبلة العالم الهلينستي، وقد خلفت المدينة العديد من الأثار منها ماهو باقي حتي الأن ومنها مانتدارسه من خلال كتابات المؤرخين ومن بين أهم أثار المدينة:
1- جبانة كوم الشقافة
2- مقبرة الألباستر وكشف عنها في موقع جبانة اللاتين
3- مقبرة انطونيادس وكشف عنها عام 1944 في حديقة انطونيادس- حي النزهة
4- مقبرة الدخيلة والتي تؤرخ بالقرن الثاني قبل الميلاد
5- مقبرة الحضرة والتي كشف عنها عام 1941 خلف المستشفي الإيطالي بالحضرة
6- مقبرة سيدي جابر
7- جبانة الشاطبي
8- جبانة مصطفي كامل
9- جبانة الأنفوشي
10- مقابر المنتزة
11- مقابر سوق الورديان
12- جبانة القباري والتي كشف عنها عام 1941 وتقع المقابر إلي الشمال من الكوبري، وفي عام 1997 أثناء إنشاء الكوبري الذي يربط بين بوابة 27 من الميناء الغربي والطريق إلي القاهرة، عهد المجلس الأعلي للاثار إلي معهد دراسات الإسكندرية بالقيام بحفائر طوارئ في الموقع، ولحسن الحظ امكن الكشف عن العديد من المقابر الأخري.
وبجانب المقابر هناك العديد من المعابد مثل معبد الارسينوي وكان يقع إلي الغرب من الحي الملكي ويشير سترابون إلي معبد أخر لارسينوي بالقرب من أبو قير، معبد القيصروم وقد شيدته كليوباترا من أجل ماركوس انطونيوس وقامت بنقل مسلتين من هليوبوليس إلي أمام المعبد، وأكمل المعبد الإمبراطور اوغسطس الذي وضع فيه مقصورة لأفروديت.
ومن أهم الأثار المتبقية في المدينه حتي الأن :
1- معبد الرأس السوداء :
كشف عن هذا المعبد عام 1936 وهو معبد من تلك التي يطلق عليها المعابد النذرية، وقد شيد هذا المعبد القائد الروماني ايزيدورا وكرسه إلي عدة الهة عساهم يساعدونه علي الشفاء من كسر اصاب قدمه إثر سقوطه من علي عجلته الحربية، وقد نقل المعبد إلي جبانة منطقة جبانة اللاتين عام 1994 وكشف فيه عن خمسة تماثيل لإيزيس وحربوقراط وهرمانوبيس إضافة إلي تمثالين للإله اوزيريس كانوب، والتماثيل الخمسة الأن محفوظة بالمتحف اليوناني الروماني.
المعبد مكون من طابقين ويقع مثل غيره من المعابد الرومانية علي ربوة مرتفعة وسيجاوره قريبا بمشيئة الله متحف الموزاييك.
2- جبانة الشاطبي:
تقع الجبانة إلي الشمال من مدرسة سان مارك في اتجاه البحر, وتؤرخ بالنصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد وهي من أقدم جبانات الأفراد وتعد واحدة من اهم مقابر الإسكندرية حيث كشف فيها عن بعض تماثيل التناجرا، وبعض الأواني المعروفة باسم أواني الحضرة.
مدخل المقبرة (رقم 1 في الرسم التوضيحي) يقود إلي صالة عرضية (رقم 2) ثم إلي صالة ثانية (رقم3) وفي النهاية الفناء المفتوح(رقم4)
إلي الشرق من هذا الفناء يوجد حجرة صغيرة (رقم5) قد تكون ممر ثم حجرة الدفن (رقم6)
وقد استخدم في هذه المقبرة ثلاثة طرق للدفن: أما الطريقة الأولي فتتم بوضع الجثة علي السرير الجنائزي وهذا هو الأسلوب المستخدم في حجرة الدفن حيث لايزال موجود سريران، أما الاسلوب الثاني فهو الدفن في فتحات في الحوائط وهو مايعرف باللوكالي، هذا بالاضافة إلي طريقة حرق الجثة ووضعها داخل الاواني المسماة اواني الحضرة، حيث كانت منطقة الحضرة هي أول موقع يتم الكشف فيه عن تلك النوعية من الأواني.
وتتميز هذه المقبرة بزخارفها المتنوعة من حيث الأعمدة الدورية او الأيونية بالإضافة إلي أشكال النوافذ والأبواب الوهمية مما يجعلنا نعتقد بوجود تأثيرات مصرية في المقبرة.
3- جبانة مصطفي كامل
كشف عن هذه الجبانة عام 1933 أثناء تجهيز الأرض لإنشاء ملعب للكرة إلي الشمال الشرقي لثكنات مصطفي كامل.
تضم الجباة اربعة مقابر منفصلة، وتؤرخ بنهايات القرن الثالث وبدايات القرن الثاني قبل الميلاد، وسنكتفي هنا بشرح تخطيط المقبرتين 1،2
المقبرة الاولي: وتبدأ بسلم يقود إلي فناء مربع يحيط به من الجوانب الاربعة حجرات وفي منتصف الفناء مذبح (رقم 1 في الرسم التوضيحي) وطراز الاعمدة المستخدم هو الطراز الدوري والحجرات متعددة لكن اهمها علي الإطلاق هي حجرة الدفن (رقم10) والتي كانت تحوي التابوت لكنه غير موجود الأن، وعلي بابها قائمة بأسماء يونانية ربما لزوار المقبرة.
بجانب الدفنة الرئيسية يوجد كذلك دفنات علي هيئة اللوكالي عددها 9 فتحات، ونلاحظ استمرارية التأثير المصري حيث يوجد قواعد علي كل جانب يحوي تماثيل علي هيئة ابو الهول مما قد يعني ان المقبرة استخدمت كمركز عبادة او معبد.
ومن اهم مايميز هذه المقبرة كذلك نقش الفرسكو الشهير في الحائط الجنوبي ويمثل هذا النقش سيدتين تتوسطان ثلاثة فرسان، وبين الفارس الأول والسيدة مذبح مستدير وكل فارس يمسك إناء ويرتدون الملابس العسكرية، وربما يعكس هذا المنظر ان المقبرة استخدمت لدفن جنود.
المقبرة الثانية: تبدأ مثل المقبرة الأولي بسلم يقود إلي فناء المقبرة، جنوب الفناء يوجد عمودان بينهما ممر يقود إلي حجرة (رقم2) وعلي جانبيها فتحتين كل منهما يحتوي علي دفنتين كل منهما فوق الأخري.
من خلال عمودين اخرين نمر إلي حجرة صغيرة تشبه الممر الذي يقود إلي حجرة بداخلها مائدة قرابين وكذلك بقايا السرير الجنائزي (رقم3)
في الغرب عثر علي حجرة اخري بها تابوت علي هيئة السرير (رقم4)
ومن خلال دراسة تخطيط المقبرتين يمكن ملاحظة انهما تشبهان البيت اليوناني وفي بعض الاجزاء المعبد المصري القديم.
4- جبانة كوم الشقافة:
يقع حي كوم الشقافة إلي الجنوب من حي مينا البصل، وكوم الشقافة هو الترجمة الحديثة للاسم اليوناني وتحريفه اللاتيني وسبب التسمية كثرة البقايا الفخارية التي كانت تتراكم في هذا المكان.
مقبرة كوم الشقافة ذات الثلاثة طوابق من نوع المقابر الأرضية المحفورة في الصخر التي انتشرت في روما وغيرها في القرون الثلاثة الأولي الميلادية ويتميز تخطيط هذه المقبرة بتناسب الأحجام ووضوح الشكل العام، إضافة إلي انها تمثل شكلا جليا لإختلاط الفن المصري القديم مع الفن اليوناني والروماني.
عثر علي هذه المقبرة بطريق الصدفة عام 1900 (كشف عنها سقوط احد الحمير في البئر) وكان تعقيد تخطيط المقبرة مع إختلاف عناصرها الزخرفية هو أحد الأسباب التي دفعت عددا من الباحثين إلي ان هذه المقبرة لم تبن دفعة واحدة
يرجع اقدم أجزاء المقبرة إلي المرحلة مابين القرنين الأول والثاني الميلاديين، ويبدو أنها كانت خاصة بأحد العائلات الثرية ثم استخدمت بعد ذلك لدفن العامة بعد ان تولي امرها جماعة من اللحادين، ولكن المقبرة الرئيسية لم يحدث بها اي تغيير، حيث أن اللحادين كانوا يستخدمون طريقة للدفن تسمي اللوكالي وهي عبارة عن فتحات في الجدار توضع فيها الجثة.
وتتكون المقبرة من:
1- مدخل فوق الأرض
2- سلم حلزوني يدور حول بئر اسطواني او مسقط نور محفور في الصخر قطره حوالي 6 متر، ويصل عمقه الحالي إلي نحو عشرة امتار تقريبا، والسلم مبني من كتل حجرية مربعة شكلت فيها نوافذ مستديرة من أعلي تعتبر الواجهة الداخلية من بئر الإضاءة، وكان الميت يدلي بالحبال من مسقط النور حتي يصل إلي الطابق الاول، ويبلغ عرض السلم نحو متر وعشرون سنتيمتر، وسقفه علي شكل قبو مبني من 5 صفوف من القطع الحجرية المتلاصقة، وكان الأحياء يستخدمونه للنزول، ومن الملاحظ أن درجات السلم السفلية اكثر ارتفاعا من الدرجات العلوية والسر في ذلك هو ان الصاعد من الجبانة بعد اتمام الزيارة يكون اكثر نشاطا وقدرة في القاع، ولكنه يصاب بالتعب كلما اقترب من سطح الأرض ولذا تبدو الدرجات العلوية كأنها طريق حلزوني قليل الإنحدار وليس سلما فعليا.
3- الطابق الاول الأرضي: يتكون من المدخل وصالة مستديرة تسمي الروتندا وصالة التريكلينيوم ذات الثلاثة ارائك والتي تعرف تجاوزا بإسم صالة المأدبة، إضافة الي الصالة التي تعرف خطأ بإسم صالة كاراكلا والتي كانت جزء من مقبرة مجاورة.
اما عن المدخل فهو عبارة عن مكان صغير مغطي بقبو عند اخر لفات السلم، علي جانبيه فجوتان متساويتان اسبه بالمحراب، ولك منهما مقعد نصف دائري بشكل الفتحة وله سقف مزخرف علي هيئة الصدفة المحفورة في الصخر، وزخرفة الصدفة هي زخرفة رومانية انتشرت خلال العصر الانطونيني اي منتصف القرن الثاني الميلادي.
ويبدو ان هذين المقعدين كانا كعامل مساعد لراحة الصاعد، ويؤدي المدخل الي الروتندا التي يتوسطها بئر قطره ستة امتار تقريبا، ويرتكز سقف الصالة علي ستة اعمدة وعلي حافة الحائط كانت توجد خمسة رؤوس ادمية معروضة الأن بالمتحف اليوناني الروماني في الاسكندرية.
الي اليسار من الروتندا توجد صالة المأدبة وفيها كان يجتمع اهل المتوفي لتناول الطعام عند زيارة المقبرة والصالة عبارة عن حجرة مربعة وبها ثلاثة ارائك واربعة اعمدة من الطراز الدوري.
اما إلي اليمين فتوجد الصالة المعروفة خطأ بإسم صالة كاراكلا وكان السبب في هذه التسمية هو الكشف عن عدد كبير من العظام وظن البعض انها عظام لادميين قتلوا إبان مذبحة كاراكلا في الإسكندرية عام 217، ولكن لوحظ ان هذه العظام بعد فحصها تبين انها كانت لخيول كانت تدفن في هذا المكان بعد موتها في السباقات الرياضية، كما كشف كذلك عن نقش للإلهة نمسيس ربة الرياضة، وعليه فإن هذه الصالة كانت صالة للخيول المقدسة وليست للادميين.
4- السلم المؤدي إلي حجرة الدفن الرئيسية: ويقع في نهاية الصالة المستديرة من ناحية الغرب وهو سلم مصمم بإنحدار شديد ويتكون من 15 درجة واسعة الاربعة الولي منها يبلغ عرضها مترين وعشرين سنتيميتر والدرجات الباقية اقل عرضا، نلاحظ ان سقف السلام مزخرف بنفس زخرفة الصدفة وفي نهاية السلم نجد منصة تشبه منصة الملقن في المسرح، تخفي اسفلها سلم كان مغمورا بالمياه وقت اكتشاف المقبرة.
خلف هذه المنصة نجد دهليز يتكون من عمودين مستديرين في الوسط يرتكزان علي قاعدتين ذات زوايا مثمنة الشكل، وتيجان وقواعد الاعمدة مزخرفة بعناصر نباتية مختلطة من الفن الروماني والفن المصري
في الجدارين الايمن والايسر نجد دعائم مزخرفة بأوراق البردي والأكانتوس وفوق الاعمدة نجد افريز وعتب منقوش عليه قرص الشمس المجنح بين صقرين، ويعلو هذا العتب افريز مسنن نهايته عند السقف علي شكل قوس يتوسطه قرص الشمس.
يلي هذا الدهليز دهليز اخر يشبه في تخطيطه الدهليز الاول وعلي جانبيه نجد في الحائط تجويفين علي شكل ناووس يحتويان علي تمثالين لرجل وامرأة مصنوعين من الحجر الجيري الابيض ويمثلان بلا ادني شك صاحب وصاحبة المقبرة، وهما من حيث الحركة والملابس علي الطراز المصري، اما من حيث ملامح الوجه وتصفيف الشعر فيغلب عليهما الطابع الروماني
يلي ذلك حجرة الدفن التي تتكون من باب مصري الطابع اعلاه كورنيش علي الطراز الفرعوني يتوسطه قرص الشمس المجنح وينتهي من اعلي بصف من زخرفة الصل الملكي المقدس.
علي جانبي الباب نجد قاعدتين علي شكل الناووس المصري يعلوهما ثعبانان كبيران يلبس كل منهما التاج المزدوج ويرمز هذان الثعبانان لاله الخير في العالم الاخر (الاجاثادايمون) وبجانب كل ثعبان من الخلف كماشة ترمز للاله هرميس وهو رسول الالهة ومرشد الموتي الي العالم الاخر، ومن الامام صولجان رمز الاله ديونوسوس ويعلو كل ثعبان نقش مستدير علي هيئة الدرع يتوسطه رأس الجورجون او الميدوزا والتي كانت حسب اساطير اليونان يتحول كل من يراها الي حجر، وربما كان المقصود بها ارهاب اللصوص وحماية المقبرة ممن تحدثه نفسه بالعبث في المقبرة.
حجرة الدفن مربعة وهد ذات ثلاثة فجوات واحدة في مواجهة المدخل واثنتان علي الجانب، ونلاحظ وجود نحتين بارزين علي الجدار الخلفي للحجرة يمثل المعبود المصري انوبيس ولكن بملامح رومانية تماما.
سقف حجرة الدفن مقبب يستند علي اربعة دعامات مزخرفة بعناصر فنية مختلطة، وفي كل فجوة من الفجوات يوجد تابوت منحوت في الصخر وربما كانت الجثث توضع في فجوة داخل التابوت من فتحة من الممر الخارجي المحيط بهذه الحجرة وربما كان السبب في هذا التصميم هو ان التابوت ليس من الرخام ولكن من الحجر الرملي وكان مصمم المقبرة يخشي ان يؤثر تحريك التابوت علي كيان المقبرة المعماري، فجعل التابوت والغطاء كتلة واحدة.
التوابيت من النوع الروماني وزخرفتها تتكون من فستونات وجماجم الثيران وعناقيد العنب ورأس الميدوزا
اما عن المناظر علي حوائط التابوت فهي ذات طابع جنائزي مصري قديم وهي منقولة من علي جدران طيبة من عصر الدولة الحديثة.
التابوت الموجود قبالة المدخل ممثل عليه زخرفة عبارة عن عقود من الزيتون والغار يتدلي منهما قناعان احدهما ينتمي الي ابيمن السليني احد اتباع ديونوسوس، والاخر يرمز الي الميدوزا، ويعلو العنقود عند منتصفه نحت بارز يمثل سيدة مضطجعة ربما كانت صاحبة التابوت.
يزين الحائط خلف التابوت منظر يمثل اوزيريس اله الموتي علي هيئة مومياء ترقد علي سرير مقدمته علي شكل رأس الاسد يحمل تاج اوزيريس ويعلوه قرص الشمس، وبين رجلي الاسد الاماميتين ريشة رمز ماعت ربة العدالة، وعند رأس الجثة يوجد الاله جحوتي ممسكا بيده اليمني صولجانا وبيده اليسري علامة الحياة، اما عند القدمين فنجد الاله حورس برأس صقر عليها التاج المزدوج ويمسك بيده صولجان وبيده اليمني اناء يخرج منه نبات.
يقف خلف السرير الاله انوبيس رب التحنيط برأس ابن اوي يلبس رداء روماني يعلو رأسه قرص الشمس بين حيتين وفي يده اليسري اناء علي شكل زهرة اللوتس
تحت السرير ثلاثة اواني كانوبية لحفظ الاحشاء، وعادة ماتكون اربعة وعدم وجود الاناء الرابع ربما جهل من الفنان او ربما ضيق الحيز او ربما وهذا هو الارجح ان يكون الاله انوبيس قد ادي الدورين، دور اله التحنيط من ناحية ودور احد ابناء حورس من ناحية اخري ويؤكد هذا ان الاناء الغير موجود كان الذي يمثل هيئة انوبيس.
علي جانبي التابوت منظران: الايمن يمثل كاهنا يلبس جلد الفهد ويضع علي رأسه تاج ذو ريشتين، ويقدم زهرة اللوتس وكأسا لسيدة ربما تكون هي المتوفاة، تضع هذه السيدة علي رأسها شعر مستعار يعلوه قرص الشمس، وترفع السيدة يدها كأنها تتقبل التقدمة وبين الكاهن والمرأة يوجد مذبح علي شكل زهرة اللوتس. اما المنظر الايسر فيمثل كاهنا يتلو ادعية من ملف بردي بين يديه، وامام هذا الكاهن يقف رجل هو المتوفي يمسك بيده اليمني شيئا غير واضح، ربما يمثل قرن الخيرات او مشعل، ويرفع يده اليسري علي رأسه التي يعلوها قرص الشمس ويفصل الكاهن والمتوفي مذبح تخرج من جانبيه زهور اللوتس وعلي المذبح إناء صغير يحتوي علي نبات او بخور.
التابوت الايمن: يتوسط واجهته رأس ثور يرمز الي التضحية او القرابين وعلي جانبيها عنقودي عنب يتوسطهما من اعلي رأس الميدوزا، علي الحائط خلف التابوت موجود الاله سيرابيس علي هيئة العجل ابيس يقف علي قاعدة وامامه هيئة امبراطور يلبس تاجا مزدوجا يقدم قلادة الاوسخ للعجل ويقف خلف العجل الهة مجنحة ربما تكون الالهة ايزيس
المنظر الجانبي الايسر للتابوت يمثل الاله بتاح علي هيئة مومياء ممسكا بكلتا يديه بصولجان ويضع فوق رأسه قرص الشمس وامامه هيئة ادمية بينها وبين الاله مذبح تخرج من جوانبه غصون علي شكل زهرة اللوتس وعلي المذبح إناء، اما المنظر الجانبي الايمن قيمثل هيئة ادمية وامامها اله برأس الكلب وعلي رأسه قرص الشمس.
المناظر المصورة علي التابوت الايسر يشبه تماما مايمثل علي التابوت الايمن مع بعض الاختلافات مثل:
1- وجود اشكال نصف دائرية فوق صورة العجل ابيس معلقة علي مايشبه الحبل
2- رداء الالهة المجنحة مزخرف بالحيات المقدسة
3- اجنحة الالهة مصورة بدقة ووضوح اكثر من الالهة الموجودة علي الناحية اليمني
علي جانبي التابوت منظران: الاول يمثل الها ربما يكون اوزيريس في شكل المومياء، علي رأسه قرص الشمس وذراعاه متقاطعتان علي ظهره، وامام الاله يقف امبراطور في زي مصري يمسك بريشة العدالة وعلي رأسه تاج الاتف وبين الاله والامبراطور مذبح.
المنظر الثاني يمثل الها برأس صقر وعلي رأسه التاج المزدوج وامامه الهة برأس ادمية ترمز الي ايزيس ممسكة في يدها صولجان وبين الاله والالهة مذبح عليه اناء
حول حجرة الدفن الرئيسية يوجد منظر يتميز بتخطيطه البسيط وسقفه المسطح ونحت في جداره الايمن صفان من فتحات الدفن المعروفة باسم اللوكالي يبلغ عددها نحو الثلاثمائة.
يتضح لنا من وصف هذه المقبرة ان الإسكندرية في العصر الروماني قد احتفظت بحضارة ذات طابع خاص وان روما فضلت احترام عادات وتقاليد المصريين، حيث نلاحظ وجود العديد من المناظر المأخوذة من مقابر الدولة الحديثة الفرعونية.
5- السيرابيوم
معبد سيرابيس الذي يمثل رأس الثالوث السكندري مع ايزيس وحربوقراط، ويقع في حي كرموز في شارع عمود السواري، وقد كشف الان رو عن لوحات تأسيس المعبد ومن هذه اللوحات يتضح ان المعبد اكتمل بناؤه في عهد الملك بطلميوس الثالث ايورجيتيس، في العصر الروماني اعاد الإمبراطور هادريان تجديد المعبد ووضع فيه تمثال لسيرابيس محفوظ الأن في المتحف اليوناني الروماني
وقد تهدم هذا المعبد تماما وتحول الي كنيسة باسم يوحنا المعمدان.
6- عامود دقلديانوس
اقيم هذا العامود علي تل في منطقة السيرابيوم وهو مهدي من والي الاسكندرية بوستوموس الي الامبراطور دقلديانوس والذي اعفي سكان الاسكندرية بعد ثورتهم ضده وحصاره للمدينة
بدن العامود من الجرانيت الاحمر ويرتفع قرابة الستة وعشرون مترا وخمسة وثمانون سنتيمترا وهو بذلك اعلي عامود اثري في مصر معروف حتي الان.
يطلق بعض المؤرخين علي هذا العامود اسم عامود بومبي بناء علي رواية مفادها ان يوليوس قيصر قد وضع رأس بومبي بعد قتله فوق هذا العامود، بينما اطلق عليه العرب اسم عامود السواري لارتفاعة مثل السارية
وطبقا لرواية المقريزي فإنه كان يوجد في هذا الموقع 400 عامود اقيموا ايام صلاح الدين لحماية المدينة وان هذا العامود كان اعلاهم وان تاج العامود كان يسمح بجلوس 22 شخص لتناول الطعام.
7- مايسمي المسرح الروماني بكوم الدكة
تعد منطقة كوم الدكة من اهم المناطق في الاسكندرية حيث يضم عددا كبيرا من أثار المدينة، وقد اطلق المؤرخون علي هذا الموقع عدة تسميات من بينها كوم ديماس وكلمة ديماس تعني حمام وربما كانوا يعنون بذلك الحمامات الكثيرة التي كانت منتشرة في هذا الموقع.
كان الاثري Hogarth من اوائل العلماء الذين تحدثوا عن الحمامات في كوم الدكة ثم جاء البولنديون وكشفوا عن الموقع الذي يعرف باسم المسرح الروماني، وهذا المبني علي شكل نصف دائري ومدخله الي الغرب وعدد مدرجاته 13 مدرج وجد علي بعضها ارقام باليونانية ربما كانت لتحديد اماكن المتفرجين.
هذا المبني يؤرخ بالقرن الرابع الميلادي، وهو في هيئته الاخيرة هذه لايمثل مسرحا بل ربما يكون قاعة استماع او قاعة غناء (اوديون) بينما يميل البعض الي انه يمثل المجلس التشريعي للإسكندرية (البولي) والذي صدر بناء علي مرسوم من الامبراطور سبتيموس سفيروس عام 200 ميلادية.
والسؤال لماذا ننكر علي هذا المكان كونه مسرح المدينة؟
1- من المعروف ان الإسكندرية كانت عاصمة لمصر ايام البطالمة وكانت اهم المدن ايام الرومان، لذا فليس منطقيا ان يكون بها مسرح لايحوي الا 500 كرسي فقط

2- العديد من الاشارات التاريخية اكدت وجود المسرح، كما اكدت نفس تلك المصادر إلي كبر مساحة هذا المسرح، ولاادل من قول عمرو بن العاص حين ارسل لعمر بن الخطاب يقول انه فتح مدينة الإسكندرية، وأن تلك المدينة كانت من المدن العجيبة حيث وجد بها 400 مسرح، كما اشار المقريزي إلي مسرح الإسكندرية الذي كان يحوي 1000000 فرد وعلي الرغم من المبالغة في الرقم الا انه يؤكد اهمية ومكانة مسرح الإسكندرية


 ( المحاضرة الخامسة )
كانت محاضرتنا الرابعة هدنة أثرية قدمنا فيها لبعض النماذج الأثرية من الإسكندرية وفي هذه المحاضرة نعود الي التاريخ البطلمي وكنا قد توقفنا عند شخصية بطلميوس الثاني وكيف انه كان مهتم بالفنون والآداب عكس أبيه بطلميوس الأول وقام كما اشرنا بإكمال مكتبة الإسكندرية التي كان أبيه بطلميوس الأول قد بدأ في إنشائها بناء علي نصيحة صديقه الأثيني ديمتريوس الفاليري الذي تحتفظ منطقة سقارة له بتمثال مع الفلاسفة اليونانيين.
لكن طبول الحرب كانت تأبي إلا ان تدق علي رأس بطلميوس الثاني حين تحركت القوات السليوقية علي حدود مصر الشرقية مطالبة بحق الأسرة السليوقية في منطقة جوف سوريا وهي منطقة قد تقترب من رفح الفلسطينية ودخل الجيش المصري في حرب لم يخرج إليها الملك كعادة الجيوش ولكنه أرسل قائد قواته وتمكنت القوات المصرية من تحقيق انتصار كبير وهو مايعرف تاريخيا بالحرب السورية الأولي وبعدها قام الملك انطيوخس الأول حاكم سوريا بمخاطبة قادة الاسكندر القدامى ليقفوا ضد أطماع البطالمة وأنهم سيقوموا بالهيمنة علي ممتلكاتهم فزحفت قوات متنوعة الأشكال والأطياف وتمكنت من هزيمة الجيش المصري في الحرب السورية الثانية وكان من نتائجها ان تزوجت ابنة بطلميوس الثاني من ابن الحاكم السليوقي وكان حسب العقيدة اليونانية ان السيدة هي التي تدفع المهر فقدمت الفتاة مهرها جزء من ممتلكات البطالمة علي حدود مصر الشرقية ولذا تعرف هذه الفتاة بأنها حاملة المهر.
وبعد هذا جاءت الي مصر أخت الملك بطلميوس الثاني الملكة ارسينوي الثانية بعد ان فقدت زوجيها ووقع أخوها في حبها وهام بها عشقا وابعد زوجته برينيكي الثانية وتزوج من ارسينوي الثانية وأطلق علي نفسه من هذه اللحظة اسم فيلادلفيوس أي المحب لأخته بينما أطلقت هي اسم فيلادلفيا أي المحبة لأخيها وأهداها إقليم الفيوم وبعد موتها أطلق اسمها علي الإقليم كله.
مات بطلميوس الثاني عام 246 وانتقل الحكم لابنه بطلميوس الثالث الذي كان نموذجا للملك الحق الذي جمع بين أبيه بعلومه وفنونه وبين جده بقوته وكان ان تلقي خبر ان زوج أخته ابن ملك السليوقيين والذي أصبح ملكا قد مات فسعد كثيرا لان أخته كانت قد وضعت طفلا فأصبح بهذا من حق أخته ان تكون ملكة وصية علي ابنها لكن لم تكتمل فرحته حين علم بباقي الخبر وهو ان أخته وابنها قد قتلا علي يد زوجة الملك السليوقي الثانية، حينها خرج بطلميوس الثالث في حرب ضروس ووصل الي حد انه فتك بكل قيادات السليوقيين وأصبح حكمهم سهلا في يده فيما يعرف تاريخيا بالحرب السورية الثالثة لولا ان جاءه الخبر ان الفيضان في مصر لم يكن كافيا وانه سبب مجاعات للمصريين الذين ثاروا علي الملك وهنا كان قرار الملك بكل جرأة ان يترك كل ماكسبه من هذه الحرب ويعود الي مصر مسرعا وحين عاد كان المصريون يتوقعون انتقاما ملكيا لكنه فتح مخازن الغلال للمصريين ورفع عنهم الضرائب وسامح من أساء إليه وهنا اجتمع الكهنة المصريون في كانوب وأصدروا مرسوم كانوب 1 وفيه شكروا الملك وأطلقوا عليه اسم ايورجيتيس أي الخير أو الطيب وسمح الكهنة لملوك البطالمة بالبناء في الصعيد ولذا نجد تباشير الخير في دندرة وادفو ومعابد البطالمة تظهر مع هذا الملك الذي مالبث ان انشأ كذلك معبد السيرابيوم في الإسكندرية لثالوث المدينة الأكبر، وأصبح العالم الخارجي كله يعرف قيمة مصر ومكانتها.
عام 221 قبل الميلاد توفي بطلميوس الثالث وترك الحكم لابنه بطلميوس الرابع الذي حمل لقب فيلوباتور أي المحب لأبيه وكان شخصا مختلفا تماما عن أبيه محبا للملذات والدنيا واجتمع حوله أصدقاء السوء وكان أشهرهم سوسيبيوس واجاثوكليس اليهوديان الذين صورا له الأمور أنها هادئة يمكنه السيطرة علي أي مشاكل فورا وصدق هذا ولكنه كان لايعلم ان السليوقيين كانوا يعدون العدة للانتقام للإذلال الذي مر بهم أيام أبيه وهو لم يكن يدرك كل هذا حتي انه من باب الاستهانة قال انه سيدرب المصريين الذين لم يكونوا يعملون في الجيش وفي عام 217 قبل الميلاد وقعت المعركة الفارقة في تاريخ البطالمة والتي تعتبر المسمار الأول في نعشهم وهي معركة رفح أو الحرب السورية الرابعة حيث زحف السليوقيون علي مصر فقابلهم الجيش المصري مقسما الي ثلاثة أقسام الأول القسم الملكي علي الخيول والثاني الجيش اليوناني علي الأفيال والثالث علي الأرض بالعصا وهم المصريون وبدأت الحرب ولم يدم وقتا طويلا حتي انسحب الملك وجيشه بالخيول والأفيال مسرعا ولم يتبق إلا المصريون وكان أمامهم أمرين لثالث له إما الهروب أمام جحافل السليوقيين أو الاستمرار في الحرب وكان القرار سريعا بالوقوف علي الأرض والاستمرار وتحققت المعجزة وتمكن المصريون من تحقيق انتصار علي السليوقيين الذين شغلتهم الغنائم فسقطوا وهنا شعر المصريون أنهم يستطيعوا حكم بلادهم فثاروا رافضين الملك بطلميوس الرابع بل أصدروا في رفح مرسوما أطلقوا علي الملك فيه الملك الطفل كنوع من الإذلال وقام الملك بإصدار إعفاء عام عن كل المتهمين في أي قضية وانتهي الأمر بأن أقام الملك معبدا في دير المدينة اعتذارا للمصريين وقام الفنانون المصريون برسم الملك أمام آمون وحتحور وماعت متذللا بل وصل الأمر انه للمرة الأولي والأخيرة في التاريخ المصري يصور محاكمة الملك أمام اوزيريس في معبد وكان كل هذا مؤشرا ان أسرة البطالة تتجه نحو النهاية,وهو ماسوف نتابعه في المحاضرة التالية

 (المحاضرة السادسة)
كنا في المحاضرة السابقة قد تناولنا عصر بطلميوس الرابع فيلوباتور ومدي تأثير الحرب السورية الرابعة أو مايعرف بمعركة رفح علي البطالمة وحكمهم في مصر وكيف ان الملك قد خسر جزءا كبيرا من مكانته وشعبيته واستشعر المصريون للمرة الأولي في تاريخهم مع البطالمة بقوتهم وإمكانية ألا يكونوا مزارعين فقط فقامت الثورات والاحتجاجات والملك يقدم التنازلات لهم وانتهي الأمر عام 205 قبل الميلاد بوفاة بطلميوس الرابع وكانت زوجته ارسينوي الرابعة قد أنجبت له طفل هو بطلميوس الخامس عمره خمس سنوات وفي هذه الحالة ستكون الأم وصية علي الطفل الصغير وهو ما لم يرضي به اجاثوكليس سوسيبيوس فقتلوا الملكة الأم وخرجوا الي شرفة القصر معلنين وفاة الملك العظيم بطلميوس الرابع وزوجته الملكة ارسينوي الرابعة وقدموا وصية مزورة ان الملك عهد إليهما بالوصاية علي ابنه بطلميوس الخامس وهنا ثارا لمصريون وهجموا علي القصر الملكي وامسكوا باليهود وحاكموهم في الجمنزيوم ( الجمنزيوم كلمة يونانية معناها العاري ثم حرفت الكلمة بعد ذلك لتصبح المكان الذي تمارس فيه الرياضة بدون ملابس وكان جمنزيوم الإسكندرية يستخدم مكانا للتقاضي) وعينوا بيتوزيريس وصيا علي الطفل وحين وصل بطلميوس الخامس الي سن الحكم استقل بحكم مصر وحمل لقب ابيفانس أي الظاهر وكان عليه مواصلة تقديم الإعفاءات للمصريين ولكنه كان أكثر خبثا فقد صادف نهاية حكم أبيه إعلان بعض الوطنيين المصريين لاستقلال الصعيد فقام بمحاصرة الصعيد ماديا ومعنويا واشترط لرفع الحصار ان يتخلي قادة الانقلاب عن عملهم وبالفعل أعلن القادة استسلامهم للحفاظ علي بلادهم فقام الملك بالقبض عليهم وقتلهم وهو مااوجد حالة من الحنق ضده وبدأ من ناحية أخري يصدر قرارات لإرضاء الكهنة لعلمه بمدي تأثيرهم في البلاد وقام الكهنة بالاجتماع عام 196 قبل الميلاد في منف شاكرين للملك إعفاءاته للمعابد وللكهنة وأصدروا مرسوم كانوب2 وفيه قالوا نشكر الملك العظيم ابيفانس علي مافعله لنا ولكنه فعل مايقضي به القانون وفعل مافعله من قبل أبيه وجده وهنا نلاحظ في هذا المرسوم عدة نقاط:
1- ان لهجة المصريين ابتعدت عن احترام الحاكم واجتمعوا في منف العاصمة المصرية وليس كانوب
2- أنهم لم يشكروه شكر النفاق ولكن شكرا انه نفذ القانون
3- ان الكهنة وللمرة الأولي بدئوا النص بالهيروغليفية تلاه الديموطيقية وفي النهاية اليونانية أي قدموا اللغة المصرية القديمة علي اللغة اليونانية
هذا المرسوم هو نموذج من مرسوم للكهنة وزع علي أقاليم مصر وعثر الفرنسيون علي نسخة منه عام 1799 حين حفر قناة سان جوليان برشيد وهو المعروف بحجر رشيد والمحفوظ الآن في المتحف البريطاني بلندن ومن خلاله تمكن جان فرانسوا شامبليون من قراءة بعض رموز اللغة المصرية
في هذه المرحلة المتدهورة من تاريخ مصر قام السليوقيون بزعامة انطيوخس الرابع بمهاجمة مصر واستولوا علي جوف سوريا فيما يعرف بالحرب السورية الخامسة ووقعت معاهدة بين مصر والسليوقيين بمقتضاها أصبحت جوف سوريا ملك للأسرة السليوقية ويتزوج الملك بطلميوس الخامس من ابنة انطيوخس الرابع الملكة كليوباترا الأولي وكان هذا أول ظهور لاسم كليوباترا في التاريخ البطلمي ويعني اسم كليوباترا ذات الأب المجيد.
انتهي حكم بطلميوس الخامس دون أي شئ يذكر سوي ضياع هيبة مصر داخليا وخارجيا وانتقل الحكم من بعده لزوجته كليوباترا الأولي التي أنجبت ثلاثة أبناء بطلميوس السادس فيلوماتير أي المحب لأمه وبطلميوس الثامن وكليوباترا الثانية وكان ليها ان تختار الحكم بين أبنائها فاختارت بطلميوس السادس مع زوجته وأخته كليوباترا الثانية، بينما يتجه بطلميوس الثامن الي قبرص لممتلكات مصر هناك المتبقية وكان ان قرر الملك السليوقي الدخول الي مصر محاربا ومحتلا لمصر وقبض علي الملك وآسره وأزله وهنا ظهرت للمرة الأولي بصورة مباشرة في مصر دولة روما التي كانت قد خرجت من حربها ضد هانيبال ملك قرطاجة منتصرة منتشية حيث أرسلت مندوبا للملك السليوقي يطلبه بالخروج من مصر فرفض في البداية وهنا قال له لتخرج قال لنتفاوض قال لتخرج قال لأفكر فقام ورسم علي الأرض بعصاه دائرة وقال له اخرج من مصر قبل ان تخرج من هذه الدائرة.
خرج بطلميوس السادس من الآسر فوجد مفاجأة من العيار الثقيل حيث استولي أخوه بطلميوس الثامن علي العرش وقتل ابن أخيه الذي أعلنه الكهنة ملكا وهو بطلميوس السابع واغتصب ابنة أخيه كليوباترا الثالثة وهو مادفع المصريون للثورة عليه وساعدهم ان بطلميوس السادس هرب الي روما طالبا عونها ضد أخيه فساعدته وأبعدت أخيه، الذي خرج من مصر ومعه ابنة أخيه التي اتخذها له زوجة
عاد بطلميوس السادس الي مصر وبدلا من البحث عن حلول لكوارث البلاد نجده يقرر الدخول في حرب ضد السليوقيين وبالطبع لم يكتب له أي نجاح وان كان القدر كان رحيما بمصر فمات الملك قبل الوصول الي حدود سوريا.
قرر المصريون ان يسامحوا بطلميوس الثامن ويعيدوه الي مصر ملكا مع ابنة أخيه التي أصبحت زوجته كليوباترا الثالثة وهربت زوجة أخيه الي سوريا وهناك أسس لها السليوقيون مدينة انطيوخيا التي حورت الي أنطاكية بعد ذلك.
جاء بطلميوس الثامن واصدر عفوا عاما كبيرا عن كل المصرين وكل الجرائم وكل الثورات وسامح الجميع فأطلق عليه المصريون لقب ايورجيتيس الثاني أي الخير أسوة بجده بطلميوس الثالث.
لم يستمر حكم بطلميوس الثامن طويلا وان كانت مصر قد بدأت تستعيد معه بعض قوتها الاقتصادية ومات تاركا الحكم لزوجته كليوباترا الثالثة التي أنجبت له بطلميوس التاسع الاسكندر الأول ، وبطلميوس العاشر الاسكندر الثاني ن وكليوباترا الرابعة وكليوباترا الخامسة المعروفة باسم كليوباترا سيليني أي القمر

ماذا حدث بعد هذا دخلت مصر في مرحلة الفوضى الشاملة؟المحاضرة التالية نتناول فيها نهاية حكم البطالمة وكليوباترا السابع ودخول روما الي مصر مستعمرة

 (المحاضرة السابعة )
انتهينا في لقائنا السابق الي ان أسرة البطالمة أصبحت في حالة فوضي وشدت فوضي الأسرة مصر الي مستنقع الفوضى وأصبحت مصر تحت حماية روما تختار من تشاء لتعينه وتبعد من تشاء.
جاء بطلميوس الثامن ايورجيتيس الثاني وفتح صفحة مع المصريين أساسها المحبة والتسامح لكن بموته انتقل الحكم الي زوجته كليوباترا الثالثة التي كان لها من الأبناء أربعة اختارت ابنها الأكبر بطلميوس التاسع ليكون ملكا وتزوج من أخته كليوباترا الرابعة وحمل لقب سوتير الثاني ولكن الملكة الأم لم تحب كثيرا ابنتها زوجة الملك فأبعدتها وزوجت ابنها من أخته الاخري كليوباترا الخامسة سيليني أي القمر ولكن الابن كان عاشقا لزوجته فترك مصر الي روما هاربا واختارت الملكة إلام ابنها بطلميوس العاشر ليكون ملكا وحمل لقب الاسكندر الأول ولكنه لم يلبث في الحكم إلا شهورا قليلة وثار عليه المصريون وقتلوه وأصبح عرش مصر خاليا وهنا دخلت روما مرحلة جديدة من هيمنتها علي مصر من خلال إعلانها بوجود ابن لبطلميوس التاسع أنجبه من سيدة رومانية حين وجوده في روما وجاء بطلميوس الحادي عشر الذي حمل لقب الاسكندر الثاني ولكنه لم يمكث إلا ثلاثة أشهر نهب فيها باسم روما مااستطاع نهبه وهرب من مصر وحاولت روما فرض سيطرتها للمرة الثانية علي مصر لكنها فشلت في إرسال مندوب عنها حيث أعلن المصريون رفضهم للأمر واختاروا ابنا لبطلميوس التاسع كما أعلنوا ورشحوه ملكا وهو الملك بطلميوس الثاني عشر الذي حمل لقب نيوس ديونوسوس وكان محبا جدا للناي والعزف عليه فأطلق عليه المصريون لقب الزمار وكان موضع سخرية من المصريين وكانت زوجته تحمل لقب كليوباترا السادسة وأنجبت له بنت هي كليوباترا السابعة وولد هو بطلميوس الثالث عشر وفي عام 58 قبل الميلاد قام المصريون بثورة كبيرة عليه اضطر معها الملك للهرب من مصر الي قبلة البطالمة روما تاركا ابنه في العاشرة من عمرها وابن في السابعة وهناك كان عليه ان يدفع الرشاوى من أموال مصر محاولا العودة للحكم ولكن رجال السيناتو كان عليهم ان يكملوا حلب ماتبقي من خير مصر وهنا نشير الي مايرويه بعض المؤرخين من ان يوليوس قيصر سئل لماذا لاتهاجم مصر الآن فكان رده ولماذا إنها تموت بالفعل وعلينا الانتظار بدلا من إرهاق جنودنا وظل بطلميوس الثاني عشر الزمار محاولا العودة دافعا ومستدينا بالربا من الرومان حتي عام 51 حين قرر السيناتو أعادته الي مصر وكانت الحملة بقيادة بومبي وماركوس انطونيوس وعند بوابة مصر الشرقية كان ينتظر الملك زوجته وابنته الجذابة كليوباترا ابنة ال 17 ربيعا فتاة مكتملة الأنوثة وابن هو بطلميوس الثالث عشر عمره 13 عام وبمجرد ان رأي ماركوس انطونيوس هذه الفتاة إلا وسقط في هواها لكنه لم يكن هناك مايسمح من الوقت ليكون معها لكنه لم ينساها.
كان النشاط الوحيد الذي قام به بطلميوس الثاني عشر هو إنجابه لطفل أخر هو بطلميوس الرابع عشر وتوفي الملك عام 48 تاركا ابنته الكبرى التي تمرست علي الحكم مع أخيها في غياب أبيها ولكن كانت المشكلة هي من يحكم المصريون يرفضون حكم المرأة لكن كليوباترا السابعة تري نفسها أحق الناس بالحكم ورفض السكندريون وهربت كليوباترا الي الصحراء لتعد جيشا ضد أخيها.
في هذا الوقت كانت الحرب مشتعلة بين يوليوس قيصر وبومبي في روما وفكر بومبي في الهروب الي مصر التي لايمكن ان تنسي انه ساعد بطلميوس الثاني عشر في العودة الي مصر وبالفعل وصل الي مصر لكن الجنود الرومان الذين كانوا في مصر نصحوا بطلميوس الثالث عشر ان يتخلص منه ليكسب ود يوليوس قيصر الذي كان في طريقه الي مصر خلف بومبي وبالفعل قتل بومبي في الإسكندرية وحين وصل يوليوس قيصر بكي صديقه جدا، وبدأت رحلة مصر مع يوليوس قيصر الذي طلب مقابلة كليوباترا وبطلميوس الثالث عشر ليتابع معهما مشاكل الحكم ولكن كليوباترا كانت بعيدة عن الإسكندرية وبطلميوس معد أموره لقتلها ان اقتربت من الإسكندرية ولكن كليوباترا كانت تشعر بالاهانة ان لم تقابل يوليوس قيصر وهنا اقترح عليها خادمها الفارسي ان تدخل الإسكندرية ملفوفة ومحمولة علي الأعناق وبالفعل خلعت كليوباترا ملابسها إلا من ملابس رقيقة ولفها الخادم في سجادة ووصلت الي الإسكندرية وهناك سأله حرس القصر فقل إني تاجر فارسي ارغب في تقديم هدية الي يوليوس قيصر ودخل الي القصر الذي كان موجودا فيه بطلميوس الثالث عشر مع يوليوس قيصر وفتح السجادة أمام يوليوس قيصر فخرجت كليوباترا كأنها فينوس ربة الجمال الرومانية تخرج من الصدفة وهنا غلب الإعجاب يوليوس قيصر بينما صرخ بطلميوس الثالث عشر صرخة مدوية اعتبرها أتباعه استغاثة فهجموا علي القصر لكن كليوباترا اختبأت خلف يوليوس قيصر طالبة حمايته وهنا كان السكندريون بين أمرين إما قتل يوليوس قيصر والدخول في حرب ضد روما أو الاستسلام وقامت الحرب في الإسكندرية وهي حرب الإسكندرية 47 قبل الميلاد ونجا خلالها يوليوس قيصر مرتين من القتل وكان عليه ان يستدعي بقية أسطوله من عرض البحر فنصحه بعض اليهود بحرق الأسطول الموجود في ميناء الإسكندرية ليلفت نظر أسطوله خارج المدينة وبالفعل هجمت جيوش روما علي الإسكندرية وعندها قرر بطلميوس الثالث عشر التخلص من حياته حماية للمدينة ومصر,وأصبحت كليوباترا ملة علي مصر بموجب قرار روما.

 (المحاضرة الثامنة )
نختتم اليوم محاضراتنا في تاريخ البطالمة في مصر وكنا قد توقفنا في لقائنا الماضي عند كليوباترا السابعة وطلبها المساعدة مباشرة من يوليوس قيصر ضد شقيقها بطلميوس الثالث عشر وكيف ان الأمر انتهي بموت الأخ وإعلان كليوباترا ملكة علي مصر وتزوجت صوريا من شقيقها بطلميوس الرابع عشر ولكن كان عليها ان تسدد فاتورة مساعدة روما لها فخرجت في رحلة نيلية مع يوليوس قيصر استمرت أربعة أشهر عادت منها حامل من يوليوس قيصر الذي تركها وعاد الي روما ليواجه مشكلات المعارضة من ناحية ومشكلة انه متزوج من رومانية والقانون الروماني يحرم الزوجة الثانية ويحرم الزواج الثاني.
سعت كليوباترا من كل جهاتها لدعم اقتصاد مصر ونجحت الي حد كبير ووضعت سياسة لمصر بمساعدة ابنها من يوليوس قيصر هذا الابن الذي أطلقت عليه بطلميوس الخامس عشر لكن المصريون رفضوا وأطلقوا عليه اسم قيصرون أي قيصر الصغير وهناك رواية لأحد المؤرخين تشير الي ان كليوباترا كانت بكرية أي ولادتها الأولي وتعبت كثيرا وطلبت مساعدة من يوليوس قيصر فأرسل لها طبيب فتح في جانب البطن ليخرج الجنين وهي ماعرفت بعد ذلك بالعملية القيصرية أي التي بدأت مع أبناء القياصرة.
عام 44 قبل الميلاد قامت كليوباترا وطفلها بزيارة روما الي يوليوس قيصر ليساعدها ورحب بها كثيرا وأقامت في قصر فخم لكن أتت الريح بما لاتشتهي السفن حيث تجمع معارضوه عليه في السيناتو وبدئوا يلقفوه بالسهام وجاء ابنه بالتبني بروتس وطعنه طعنة قاتلة فقال له حتي أنت يابروتس إذن فليمت قيصر فقال له يموت قيصر وتعيش روما ياابي.
عادت كليوباترا الي مصر تجر أذيال الخيبة فقد دخلت روما في دوامة الصراع بين أصدقاء وأعداء يوليوس قيصر، والذي انتهي بانتصار أصدقائه وكان يتزعمهم اوكتافيوس وماركوس انطونيوس وبعد الانتصار اتفق الصديقان علي رعاية أملاك ونفوذ روما في الخارج والداخل فتزوج ماركوس انطونيوس من أخت اوكتافيوس وخرج الي الشرق لمتابعة ممتلكات روما وفي طرسوس طلب من حكام سوريا ومصر ان يلتقوا معه فحضرت كليوباترا ومعها ابنها وبمجرد ان رآها ماركوس انطونيوس إلا وتذكر هذه الفتاة الجميلة التي لاقاها مع أبيها فهام بها إلا أنها كانت قد تعلمت من درس يوليوس قيصر فلم تستجب له إلا من خلال الزواج فوافق وأنجبت له ابنين توأم وأعلن ان ابنها من يوليوس قيصر ابن شرعي وإنها ملكة لمصر مع ابنها، وهنا وقع في الخطأ فكليوباترا زوجة أجنبية وزوجة ثانية هذا من الناحية القانونية كما أنها جرحت قلب أخت اوكتافيوس زوجة ماركوس انطونيو.
بدأ اوكتافيوس يعد العدة للإطاحة بالعاهرة التي تتلاعب برجال روما حسب وصفه وبدأ يحاول مع ماركوس انطونيوس ان يترك كليوباترا لمصيرها معه، ولكن ماركوس انطونيوس رفض الأمر وهنا اتخذ اوكتافيوس قرار بمباركة السيناتو ان يقضي علي حكم كليوباترا فقام بضرب القوات المصرية في اكتيوم علي سواحل اليونان، فتحركت القوات المصرية الي اكتيوم دفاعا عن القوات المصرية وهناك لقيت كليوباترا وماركوس انطونيوس هزيمة قوية دفعتهم للتحرك الي مصر وطاردهم اوكتافيوس الي مصر حيث حاصرهم في الإسكندرية وابتعدت كليوباترا عن ماركوس انطونيوس حين شعرت ان حبه لها أضعفه ولم يقويه فآثرت ان تتحرك بمفردها للدفاع عن بلادها وملكها ومات ماركوس انطونيوس حزنا علي ترك حبيبته له.
انتصر اوكتافيوس وحاصر كليوباترا التي بدأت تراسله من اجل ان تخرج من مصر وتترك الحكم لأبنائها لكنه رفض فطلبت ان تبتعد هي وأسرتها عن مصر لكنه اخبر رسولها ان اتفاقه مع روما ان تأتي كليوباترا مقيدة بالسلاسل في شوارع روما.
ولما يئست كليوباترا كان أمامها خياران إما الحرب أو الموت كملكة ففضلت الحل الثاني فتجرعت السم من الكوبرا وماتت وان كان بعض المؤرخين يشيرون الي ان اوكتافيوس نجح في الوصول إليها وقتلها وهو مايفسر عدم وجود قبر لها معروف حتي الآن.
دخل اوكتافيوس الي الجمنزيوم ووقف متحدثا الي المصريين بيونانية ركيكة معتزا بحضارة مصر، ولكنه رفض للكهنة ان يقدس العجل أبيس لأنه لايعبد حيوانات، كما رفض كذلك ان يزور قبور البطالمة لأنه لايزور اموات وان زار قبر الاسكندر وهنا السؤال لماذا يزور قبر الاسكندر ويرفض زيارة قبور البطالمة؟ هذا راجع لان ملوك الرومان كانوا دائما يزورون قبر الملك الذي يخلفونه في الحكم وهو بهذه الزيارة يعلن انه خليفة لاسكندر ويسقط 300 عام من حكم البطالمة.
من هذه اللحظة أصبحت مصر ولاية رومانية تتبع الإمبراطور ويحكمها والي من طرفه طبقا لإرادته وحمل اوكتافيوس لقب اوغسطس أي المهيب تكريما له من السيناتو عام 27 قل الميلاد
كيف أصبحت مصر في العصر الروماني وماهي سياسة الرومان فيها هذا هو محور حديثنا في الموسم القادم بإذن الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق