18‏/06‏/2015

إبن الناظر يكشف حكايـة مدفـع الافطـار مـن البدايـة حتي الأن



Salah Ebn Elnazer

في قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوي إسماعيل ، يوجد مدفع إفطار تاريخي يسمى “مدفع الحاجة فاطمة” الذي تباينت روايات المؤرخين حول أسباب تسميته بهذا الاسم، ولكن الرواية الأشهر بهذا الصدد تقر بأن اسمه يقترن بالأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من 18 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879
وصف المؤرخ المصري إبراهيم عناني في أحد كتاباته أن مدفع الإفطار الذي خرجت منه أول قذيفة بأنه ينتمي إلى نوعية مدافع “كروب”، ويزن ما يقرب من نصف طن، وهو ما ينطبق على المدفع الذي يوجد بمتحف المقتنيات الفنية، الذي يتخذ من قصر الأميرة فاطمة إسماعيل مكانا له
وتذكر الروايات التاريخية أن ان القاهرة هى أول مدينة اطلق فيها مدفع رمضان. فعند غروب شمس اليوم الاول من رمضان عام 865 هـ أراد خوش قدم أوالي مصر في العصر الإخشيدي أن يجرب مدفعاً جديداً أهداه له أحد الولاة فى وقت الغروب .
ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك .
وهناك رواية تقول : 
ان انطلاق مدفع الإفطار فى عهد محمد على باشا جاء بمحض الصدفة حيث كان محمد علي مهتماً بتحديث الجيش المصري، وبنائه بشكل قوي يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، وكان ذلك سبباً في إسعاد الناس الذين اعتبروا ذلك أحد المظاهر المهمة للاحتفاء والاحتفال بهذا الشهر المبارك، واستخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه لوقتي الإفطار والسحور.
أما في منتصف القرن التاسع عشر، وتحديداً في عهد الوالي «عباس حلمي الأول» عام 1853:
كان ينطلق مدفعان للإفطار في القاهرة، الأول من القلعة، والثاني من سراي عباس باشا الأول بالعباسية وبمضى الوقت توقف المدفع عن الانطلاق
فى عهد الخديوي اسماعيل :
ذهب العلماء والأعيان لمقابلة الخديوى لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان،ولكنه يكن موجودا فقابلوا (الحاجة فاطمة) ابنتة التى اصدرت فرمانا بانطلاق المدفع وقت الإفطار والسحور وأضيف بعد ذلك في الأعياد، فأطلق عليه الأهالي اسم (الحاجة فاطمة ومنذ ذلك الوقت ومدفع رمضان ينطلق من قلعة صلاح الدين (بالقاهرة)،) واستمر هذا حتى وقت قريب.
وتوقف مدفع الإفطار عن عمله لفترة، وكانت الجماهير تفطر على صوته المسجل في الإذاعة، إلا أنه عاد مرة أخرى بناء على أوامر وزير الداخلية أحمد رشدي الذي أمر بتشغيله ثانية، ومن المكان نفسه فوق سطح القلعة، طول أيام شهر رمضان وخلال أيام عيد الفطر أيضاً.
واعترضت هيئة الآثار المصرية لأن المدفع يهز جدران القلعة، والمسجد، والمتاحف الموجودة في المكان، ووافقت وزارة الداخلية على نقله مرة أخرى من القلعة إلى جبل المقطم القريب أعلى القاهرة، مما يتيح لكل أبناء العاصمة الكبيرة سماعه.
وقد انتقلت هذه العادة بإطلاق مدفع رمضان إلى الكثير من محافظات مصر لأنها تضفي البهجة على هذا الشهر الكريم، ويخصص لكل مدفع مجموعة من صف الضباط الأكفاء حتى لا تتقدم أو تتأخر الأوقات ويكون ذلك تحت إشراف الجهات الأمنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق