26‏/07‏/2015

خاص..شارع"المعز"من تحت تاريخ وحضارة..ومن فوق عشوائيات وكراكيب



علاء الدين ظاهر

وقف الفنان عادل امام ناظرا للقاهرة ليلا من نافذة فندق مرتفع وهو يقول:"البلد دي اللي يشوفها من فوق غير تحت خالص"..هكذا لخص الزعيم في واحد من أفضل أفلامه"طيور الظلام"حال كثير من المصريين والتفاوت بينهم في أشياء كثيرة جدا علي مستوي الحياة والسكن..ماذا لو طبقنا تلك النظرة ما بين فوق وتحت علي شارع المعز الذي يعد أكبر متحف مفتوح للآثار التي تلخص عصور وازمنة كثيرة مرت علي مصر؟

منطقة خان الخليلي هي بداية شارع المعز..تبدأ منها رحلتك في هذا المتحف المفتوح لتطالع عيناك كنوزا تمثل علامات في تاريخ المعمار..آثار ضخمة وشاهقة ما بين مساجد واسبلة وخنقاوات وغيرها من مسميات تلك الآثار..لكن وانت تطالع هذا الجمال المعماري تخيل نفسك تراه من أعلى..هل سيكون بهذا الجمال الذي طالعته عيناك بالأسفل؟..أشك أن الإجابة قد تكون نعم

قررنا خوض المغامرة,حيث صعدنا إلى أعلى نقطة في مئذنة مسجد ومدرسة وخانقاة السلطان الظاهر برقوق التي كانت مظلمة إلى حد كبير كما أن سلمها كان عموديا,وحين وصلنا لأخر موقع يمكن الصعود إليه في المئذنة كان المشهد صعبا,هذا الجمال المعماري والأثري من تحت,تراه من فوق مشوها بالكراكيب والمخلفات والعشوائيات التي تمثلت في المنازل المحيطة به,حيث تمتلئ أسطحها بالكثير من الكراكيب


شارع المعز الذي يضم أكثر من 200أثر بات مختنقا بالمباني وكثير منها مخالف لإرتفاعات وإشتراطات المباني في القاهرة التاريخية,ولا يمكن أن تصدق أن هذه المشاهد لشارع المعز,خاصة أن كثر من الأثار ومنها المساجد بمأذنها تكاد تختفي وسط البيوت التي أصبحت شبه مغطاة بأطباق الدش,ليس هذا فقط,بل إن كثر من الأثار الموجودة بالشارع وإن كانت مرممة إلا أن أسطحها هي الأخري تمتلئ بمخلفات وكراكيب,خاصة أنه لا يكاد أحد من العاملين بالأثار يصعد إليها إلا فيما ندر,ولذلك ليس غريبا أن طيورا خاصة الحمام تجدها نافقة أعلي الأثار الموجودة في الشارع 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق