12‏/09‏/2015

مستندات..الأثار تتخلي عن 50 مليون سنة تاريخ شمال بحيرة قارون


علاء الدين ظاهر

أكدت مستندات التحذير الذي أطلقه الدكتور أحمد سعيد أستاذ الحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، والاستاذ الزائر بكلية الاداب جامعة الكويت، من كارثة تهدد موقعا اثريا مهما شمال بحيرة قارون بالفيوم، وذلك من خلال تحويله الى ملاه وقرى سياحية وترفيهية، وذلك من خلال المشروع الذي تريد وزارة السياحة ممثلة في هيئة التنمية السياحية إقامته لاستغلال مساحة مجاورة لبحيرة قارون بالفيوم في إقامة مشروعات سياحية وترفيهية.

المستندات أكدت أن الموضوع بدأ منذ أن كان الدكتور زاهي حواس يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار, حيث مورست عليه عدة ضغوط لتمرير الأمر وكتابة تقرير أن الأرض غير أثرية, إلا أن حواس رفض ذلك بشدة خاصة أنه أجري حفائر بالمكان ويعلم قيمته التاريخية جيدا,ورفض حواس أن تذهب الأرض الأثرية للمستثمرين وإقامة مشروع عليها,وعندما جاء الدكتور ممدوح الدماطي وزيرا للآثار وافق علي المشروع,وقام بتغيير اللجنة الدائمة التي رفضت المشروع وأعاد تشكيلها مرة أخري من رؤساء القطاعات لتأكيد عدم أثرية الأرض,رغم عشرات الصفحات من التقارير التي تؤكد قيمة وتاريخ وأثرية الموقع.

أحد المستندات عبارة عن تقرير صادر بتاريخ أبريل 2008 من الأمانة العامة للمجلس الأعلي للأثار بتوقيع الدكتور زاهي حواس,وخاص بالحفائر التي أجريت في شمال بحيرة قارون بالفيوم في المنطقة المخصصة لهيئة التنمية السياحية بالساحل الشمالي لبحيرة قارون,وجاء فيه أنه تم عمل أكثر من 80مجس عميق ومسطح بالموقع,وكانت النتائج كما وصفها التقرير مذهلة في كثير من الأحيان ومرضية في مواقع قليلة,حيث عثر علي أثار من عصور التاريخ المختلفة,ومنها العصر النيوليتي وعصر ما قبل الأسرات5500-3800,وعصر الدولة القديمة 3800-2700والعصر البيزنطي,وحفريات جيولوجية كثيرة منها حفريات لحيتان كاملة من الحجم المتوسط وفقرات من عروس البحر,وأكد حواس في نهاية التقرير أن نتائج الحفائر تؤكد أنه بما لا يدع مجالا للشك أثرية الموقع وأهيمته للعالم كله وليس مصر فقط

مستند أخر عبارة عن تقرير عن أعمال حفائر الإدارة العامة لأثار ما قبل التاريخ بشمال بحيرة قارون أعده خالد سعد مدير عام الإدارة,حيث كشف التقرير عن جوانب جديدة في أثرية وتاريخ المنطقة,وجاء فيه أن البعثة التي عملت في الموقع مصرية خالصة وإستطاعت الكشف عن أكثر من موقع لأثار ما قبل التاريخ إستخرجت منها كنوزا وأثارا متنوعة وكثيرة,وأن أفراد البعثة فحصوا بعض التلال القريبة من موقع الحفائر والتي تقع في منطقة وسط ما بين شمال بحيرة قارون ومنطقة ديمة السباع,وأدركت البعثة أنها تقف فوق إحدي الجبانات الأثرية التي ترجع إما للعصر البيزنطي أو اليوناني الروماني .

وطبقا لتقرير خاص عن أعمال البعثة الجيولوجية الأثرية بشمال بحيرة قارون,فإن محافظة الفيوم تعتبر من أهم وأغني المناطق الحاوية علي الحفريات الفقارية,حيث تضم صحرائها العديد من الأنواع والأجناس ممثلة لفترات زمنية مختلفة تتراوح ما بين 28-50مليون سنة,وذلك بجوار بحيرة قارون وقصر الصاغة وجبل قطراني,وتبين أن المنطقة عبارة عن صخور رملية وطفلة وتغطيها رواسب رملية حديثة,ويعتبر هذا التكوين إمتداد طبيعي للتكوين المتواجد به وادي الحيتان,والذي أعلن كمحمية طبيعية ذات تراث طبيعي عالمي 

المثير للجدل أن حواس قال في تقريره السابق ذكره أن الموقع عبارة عن مساحة تبلغ 2760فدانا أي حوالي 10كم تقريبا,إبتداءا من حدود قصر الصاغة وحتي شاطء البحيرة متقابلة مع الطريق الأسفلتي,وهي نفس المساحة التي أعلن عنها المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم ضمن خطة تنمية الساحل الشمالى لبحيرة قارون بالتعاون مع السياحة والآثار باستغلال مساحة 2760 فدانا بالساحل‪ ‬الشمالى لبحيرة قارون لإقامة فنادق ومنتجعات سياحية وترفيهية,هذا فيما لم يحدد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الأثار مساحة محددة للمشروع عند سؤاله,مؤكدا أن المشروع المزمع إقامته لن يقترب من الموقع الاثري أو يمس الاثار


هناك تعليق واحد: