06‏/10‏/2015

صور..حكاية فنار بناه صاحب برج"إيفل"في رأس غارب



علاء الدين ظاهر

قال الباحث الأثرى محمود تونى شعبان يقع الفنار بمنطقة السقالة على ساحل  مدينة رأس غارب – بمحافظة البحر الأحمر و تعتبر مدينة رأس غارب ثانى أكبر مدينه فى محافظة البحر الأحمر بعد مدينة الغردقة,وتم انشاء فنار رأس غارب على يد المهندس الفرنسي الشهير غوستاف إيفل وهو مهندس ومعماري فرنسي اشتهر بتصميم المنشآت المعدنية سواء كانت الجسور أو سكك حديدية ولكن أكثر ما أشتهر به كان تمثال الحرية في نيويورك وبرج إيفل في باريس. 

وتابع:تم انشاء فنار رأس غارب فى عام 1871 م فى عهد الخديوى اسماعيل على يد المهندس الفرنسى غوستاف إيفل و قد قرر الخديوى انشاء الفنار ضمن مجموعة فنارات عديدة على سواحل البحر الأحمر وتأمين جزره ومداخله وأنشاء العديد  من الفنارات والعلامات الملاحيه خاصةً  على  جزره لتأمين الملاحه البحرية به  و لإرشاد السفن لتهتدي بنوره السفن و حرصا علي سلامة الملاحة الدولية التي قد تتعرض لها بعض السفن في مناطق الشعاب المرجانية وقد لعب دورا كبيرا ومهما في حركة التجارة التي تتم بواسطة السفن حيث كان المرشد والعلامة التي لاتخطئها العين للوصول إلى الميناء بكل سهولة وأمان وخصوصا في ظلام الليل الـتي تتردد علي المدينة .

وتم الأهتمام ببناء الفنارات و خاصة بعد افتتاح قناة السويس حيث  دعا الخديوى إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح والذي تم  في 16 نوفمبر 1869 وقد كان حفلا أسطوريا ووصلت الحفلة إلى مستوى فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة وليلة و كان من الطبيعى بعد افتتاح قناة السويس يتم الأهتمام بالمجرى المائى للبحر الأحمر و الملاحة البحرية فى البحر الأحمر وعمل مجموعة من الفنارات لتهتدي بنوره السفن الـتي تتردد علي المدينة و خاصة على ساحل البحر الأحمر و البحر الأبيض المتوسط . 

و يصف "علي باشا مبارك"  هذا الحدث فيقول: ولما قرب انتهاء أشغال القناة وتهيؤ لسير المراكب فيه أمعن النظر في ضرورة تنوير ساحل البحر في نقاط معينة من الساحل لتهتدي بنورها السفن التي تتردد علي القناة فعقد لذلك مجلس من علماء فرنسا وغيرهم وحصل اختيار النقط بمعرفة المهندسين من البحارة وغيرهم وصدر أمر من الخديوي إسماعيل باشا إلى الكومبانية بعمل تلك الفنارات .

والفنار كمصطلح لغوى عبارة عن برج مرتفع يتم بناءه عند مدخل الميناء في مكان واضح وتتم انارته في أعلى نقطة منه ليكون دليلا لقائدي السفن لدخول الميناء  والآن وفي ظل التطور والتكنولوجيا تغير الإسم إلى (برج الملاحة) وأصبحت تستخدم فيه أجهزة الملاحة المتطورة في إرشاد السفن ولم يعد الفنار إلا ذكرى عابرة عفى عليها الزمن وطواها النسيان.

ويحيط بالفنار بناء دائرى  مبنى من الأحجار الصابونية و الكلسية و هى الأحجار المتواجدة فى تللك البيئة الجبلية و قد شغل فى هذا البناء الدائرى مجموعة من الغرف المجهَّزة لساكنى الفنار من الفنيين القائمين على تشغيل الفنار ومنها غرفة مأمور الفنار وغرف للماكينات و المعدات وغرفة  الطعام و غرف الحراسة و يتوسط البناء الدائرى برج الفنار وقد تم تشييد برج الفنار علي 3 محاور مقامة علي يايات (سوست) وذلك لمقاومة أي اهتزازات أرضية محتملة بالمنطقة ويبلغ ارتفاع الفنار نحو 50 مترا من سطح الأرض أي ما يقارب مبني بارتفاع 16 طابق وخامة تصنيعه بالكامل من الحديد الأحمر 

ونظام إضاءته هو شعاع متقطع عبارة عن 4 ومضات من النور ثم ظلام لمدة 30 ثانية وذلك للتمييز بين الفنارات المختلفة  وكل فنار له شعاع يميزه عن الفنار الآخرويري ضوء الفنار من علي بعد نحو 30 ميلاً بحريا أي نحو 55 كم. و بدن الفنارهو بدن اسطوانى  فتحت بة مجموعة من الفتحات  الرأسية  لتوفير عناصر التهوية و الأضاءة من جميع الجهات  و يتم الدخول الى البدن عن طريق فتحة باب حديدى تؤدى الى درج  حلزونى الشكل يدور حول العمود الأسطوانى الداخلى للصعود الى قمة الفنار  و ينتهى الدرج الحديدى الى قمة الفنار وهى دائرية الشكل حيث يستقر بها الفانوس و هو مصدر الإضاءة في الفنار و يحيط بقمة الفنار شرفة دائرية  من الحديد .

هناك تعليق واحد: