ياسمينا
يوسف
هما نوعان
من الأقزام :
الأول : وكان
معروفا منذ الأسرة الأولى وهم من المصريين الذين أصيبوا بتشوهات خلقية وكان هؤلاء
يكلفون بحرف أو أعمال معينة مثل الحياكة والصياغة والنحت أو تربية الحيوانات
الأليفة أو تسلية السادة فى حين عمل البعض في الحقول .
أما النوع
الثاني : فكان من الأفارقة وكانوا يعملون في المعابد ولقبوا براقصي الآلهة .
وجاء أول
ذكر للأقزام في الأسرة السادسة ( حوالي سنة 2370 ق . م ) أحضر الرحالة " حرخوف
" قزما معة عند عودتة من رحلتة إلى الجنوب , وهو عمل لم يحدث لة غير مثيل
واحد قبل ذلك بقرن , في عهد الملك " اسيسي " ذكر هذا القزم في النصوص
المصرية باسم ( دنج ) ويقابلها باللغة الحبشية كلمة بمعنى " قزم " . ولاشك
في أن مجيئة إلى مصر كان حدثا بارزا كما يتضح من خطاب كتبة الملك " بيبى
الثاني " إلى " حرخوف " يقول فية ( أسرع بالمجئ فورا بالسفينة , إلى
البيت , وأحضر معك القزم الذي جئت بة من الأرض التي في نهاية الدنيا , حيا وسعيدا
وبصحة جيدة , ليقوم برقصات الاله ويمتع سيدك , واذا ماركب السفينة معك , لاحظ أن
يحيط بمقصورتة أناس موثوق فيهم , وراقبة عشر مرات أثناء الليل , لأن جلالتي يريد
أن يرى هذا القزم أكثر من جميع كنوز سيناء وأرض البخور ) .
بعد ذلك
بوقت طويل انتشرت الأسطورة في حوض البحر المتوسط تصور الأقزام يقاتلون الكر*كي
ويتضح ذلك تماما من لوحات الفسيفساء الهلينستية والرومانية ومن التصاوير الزيتية .
لم يكن الأقزام في عهد الدولة القديمة سوى راقصين يحيون إله الشمس بألعابهم
وقفزاتهم البهلوانية .
وكان
الأقزام بصفة عامة رجالا صغار الأجسام ولكنهم أقوياء البنية أشداء , أذرعهم
وسيقانهم قصيرة , وكان يعهد إليهم في كثير من الأحيان بالمحافظة على ملابس رب
المنزل وأدوات زينتة . ونجدهم مصورين في الدولة القديمة وهم يعدون ما يتصل بملبس
العظماء في الحفلات من قلائد الخرز , أو وهم يمسكون حبلا يقودون بة كلاب وقرود
سيدهم . ويبدو أن أحد هؤلاء الأقزام واسمة " خنم – حتب " كان يشغل مركزا
ملحوظا في عهد الأسرة الخامسة فقد عين كاهنا جنازيا لمقبرة أحد العظماء , وكان هو
نفسة يملك مقبرة فخمة في سقارة . وتمثالة الذي يمثل صاحبة الصغير الجسم بشكل صادق
يثير الإعجاب وينبض بالحياة يعد من خير أعمال المثالين وأشهرها في الدولة القديمة .
كما أنة مما يذكر أن ملوك الأسرات الأولى كان لهم أقزامهم المدللون الذين كانوا لا
يستطيعون البعد عنهم حتى أنهم هم وكلابهم المخلصون كانوا يدفنون فى أدنى مكان منهم
.
هذا ولقد
اشتهر الأقزام بصناعة الحلي في مصر القديمة وذلك نظرا لصغر أطرافهم التي كانت
تمكنهم من تشكيل الحلي بسهولة ويسر ويتضح ذلك من خلال أحد المناظر المصورة على
جدران مقبرة " مريروكا " بمنطقة سقارة .
وقد وجد في
إحدى المقابر التي يرجع عهدها إلى أواخر الدولة القديمة " بننى حسن " هيكل
عظمى لأحد الأقزام , وقد رسم القزم في نقوش هذة المقبرة نفسها واقفا إلى جوار مقعد
سيدة ولا تظهر من عظامة أية تغييرات مرضية , وكل مافى الأمر أن سلسلتة الفقرية
مقوسة وأن أعضاءه أصغر منها عند أسوياء الرجال ..
ويظهر أن
الدور الذي لعبتة هذة المخلوقات التي ظهرت ملازمة لأمراء الأقاليم في عصر الدولة
الوسطي يختلف اختلافا بينا فقد وجد إلى جانب الأقزام الذين سبق الكلام عنهم قوم
كسيحون ( مقعدون ) وكذلك أحدب , وهذا مما يجعل أقرب الفروض احتمالا أن يكونوا
مهرجين من أصحاب المجون للأمراء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق