08‏/11‏/2013

هل يمكن تحنيط الأنبياء؟ يعقوب ويوسف؟




بقلم ثروت محمد حجازى


هل يمكن تحنيط الأنبياء؟ والمقصود بالأنبياء هنا تحديداً "إسرائيل" (سيدنا يعقوب) الذى ذكرت التوراة تحنيطه، وابنه يوسف. ولكن ما هو التحنيط؟        التحنيط هو تطبيق معالجات مادية عبر فترة زمنية ممتدة بهدف حفظ الجسد الميت.         والحديث النبوى يفيد تحريم أجساد الأنبياء على الأرض(صل الله علية وسلم) ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) رواه أبو داود) ، ووفقاً لذلك فقد تنتفى ضرورة التحنيط لنبى من أنبياء الله. ويفيد الحديث أن الأرض محرمٌ عليها أن تأكل أجساد الأنبياء عند دفنهم فيها.        لكن التوراة ذكرت تحنيط إسرائيل "يعقوب" ، ويمكن الاحتجاج لنفى وقوع تحنيط يعقوب بتحريف التوراة.        ولكنه احتجاج لا ينفى احتمالية حدوث التحنيط، وإن كان يضعه فى مرتبة الاحتمال، بدلاً من اليقين المطلق.   ويبقى الاحتمال (احتمال تحنيط يعقوب) وارداً وفقاً للمحددات التالية:   1)    أن التحنيط لا يسئ لمقام النبوة، خاصةً إذا تم تطبيق بعض خطواته دون البعض الآخر (دون خطوة استخلاص الأحشاء)، خاصةً إذا تم تنفيذه تحت إشراف يوسف الصديق (عليه السلام) ابن يعقوب (إسرائيل).   2)    أن إسرائيل (يعقوب) لم يتم دفنه فور وفاته، بل تم دفنه (حسبما تقول التوراة) فى أرض كنعان، وهى رحلة تستغرق أياماً من السفر الشاق فى ظروف غير مناسبة. . (..5 أبى استحلفنى قائلاً ها أنا أموت. فى قبرى الذى حفرتُ لنفسى فى أرض كنعان هناك  تدفننى. فالآن أصعدُ لأدفن أبى وأرجع. 6 فقال  فرعون اصعد وادفن أباك كما استحلفك)، وهى رحلة تستوجب استعداداً خاصاً.   3)    إن حرص كاتب التوراة على تسجيل القصة يشير إلى أن لها أصلاً التصق بذاكرة كاتب التوراة، وبنى يعقوب (إسرائيل)، وأن أباهم إسرائيل قد تم تحنيطه، ولا بد أنهم يذكرون ذلك على سبيل الفخر، بتقليد النموذج الحضارى الأعلى (وهم المصريون).   4)    استخدام لفظ التابوت فى قصة موسى يعطى إشارات واجبة الدراسة، رغم ما فيه من غموض، يجعله رصيداً لإعجاز قرآنى، ندعو ونعمل على تأمله.   5)    يظل احتمال التحنيط، (على المواصفات التى ذكرناها من عدم استخلاص الأحشاء) يظل قائماً فى حق يوسف عليه السلام. ويرى البعض احتمال وجود جسده فى المتحف المصرى (يويا)، وهو أمرٌ يصعب القطع به.   6)    ويبقى احتمال وقوع التحنيط على الصورة التى اقترحناها وقدمناها قائماً فى حق يعقوب، ويوسف، (عليهما السلام) دون انتقاص من حرمة بدنيهما، أو تقليل من قدرهما، ويبقى النفى هو الآخر محتاجاً إلى الدليل.   ***        وليس من المحتم أن يتم تحنيط يعقوب بالإلتزام الكامل بالصورة النهائية التى وصلت إليها تقنيات التحنيط، وهو التزام من يحفظ الخطوات عن ظهر قلب ولا يفهمها، ولا يمكنه التصرف فيها، خاصةً مع وجود يوسف عليه السلام، متابعاً ومشرفاً على تجهيز أبيه للدفن.        هذا مع مراعاة أن استخراج الأحشاء لم يكن متبعاً فى كل العصور القديمة، فلم يكن إجراءً ثابتاً فى الدولة القديمة رغم ممارسته، كما أن مومياوات العصرين اليونانى والرومانى كان الكثير منها محتفظاً بالأحشاء دون استخراج، وكذلك مومياوات المسيحيين فى هذه العصور.        وإذا قام المحنط بتجاوز خطوة استخراج أحشاء الميت بناءً على طلب ذويه (يوسف عليه السلام)، لم يتبق فى عملية التحنيط ما يسئ إلى نبى الله أو ينتهك حرمة جسده، وتصبح بقية خطوات التحنيط بمثابة عملية تجهيز للجسد للسفر الطويل فى الصحراء ثم الدفن فى الأرض.        وإذا كان وقوع التحنيط على هذا النحو محتملاً، فإن نفى وقوعه يحتاج إلى دليل.   انبياء على طاولة التحنيط، على الرابط: http://pharaohs.3abber.com/post/198706  هل يمكن تحنيط الأنبياء؟ يعقوب ويوسف؟ بقلم ثروت محمد حجازى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق