علاء الدين ظاهر
وسط الكثير من رموز وأيقونات الحضارة المصرية القديمة نجد العين الكاملة التي مثلت لغزا للكثيرين ممن رأوها دون الوصول لتفسير لها,لكنها في الحقيقة لها معني وليست مجرد رمز وهكذا,وهو ما يوضحه لنا الأثري أحمد رفاعي العزب كبير مفتشي اثار المنطقة الشمالية بالقرنة
ويقول:العين الكاملة..عين الصواب..فى الفن المصرى القديم , أينما وليت وجهك وجدت رمز العين..العين موجوده فى كل مكان .... لمن يستطيع الرؤية..فهى محفورة على التوابيت , و على اللوحات (stelae) , و على القوارب , و على التمائم التى يحملها الناس . العين حولك فى كل مكان ..... و هى العين الالهية الخفية التى تراقب الأحياء و ترشدهم و تحميهم . و الملك هو رمز علاقة العين بالانسان . فالكوبرا التى يحملها الملك فوق جبينه هى عين "رع" التى تحرق أعداءه ... أعداء النور , جنود الظلام و الفوضى . و فى المجموعة الهرمية للملك زوسر بسقارة نجد حائطا يحمل افريزا يصور صفا من حيات الكوبرا , و هى تقوم بدور عين "رع" التى تحميه من أعداء النور
و تتحدث لوحة مترنيتش عن العين الالهية اليمنى و العين الالهية اليسرى , و هما رمز الرؤية الكلية الشاملة للاله . فعندما ينظر الاله للكون بالعين اليمنى و اليسرى , تتخذ النجوم مواقعها فى السماء , و يمضى الزمن بنظام و اتزان ..... هذا الاتزان هو الذى يضع الانسان فى موضعه المناسب فى منظومة الكون .وعند القيام بعلاج أمراض العين , كان الكاهن فى مصر القديمة يرسم على كف يده صورة عين , و فى داخل العين يقف أونوريس و هو أحد النترو (الكائنات الالهية ) , و يحمل لقب ( الذى يحضر الغائب ) . ارتبط هذا اللقب باسم أونوريس لأن هناك أسطورة تحكى أن سخمت (و يقال أيضا أنها كانت تفنوت) و هى ابنة رع و عينه , تركت مصر و هربت الى النوبة , و أن أونوريس هو الذى ذهب يبحث عنها و وجدها و أعادها بعد فترة طويلة من الغياب , فحمل لقب "الذى يحضر الغائب"
و من طقوس سحر العين أيضا أن يقوم الكاهن بقراءة أكواد سحرية على تميمة فى شكل عين مصنوعة من حجر ال (lapis lazuli) و بعد اتمام قراءة الأكواد السحرية يستخدم الكاهن هذه التميمة كوسيلة لمنح القدرة على الجلاء البصرى (clairvoyance) بأن تتحول كل أعضاء الجسد الى عين لها القدرة على رؤية الماورائيات .يقال أن كل عالم فى الكيمياء و الصيدلة و الخيمياء فى مصر القديمة كان يستخدم "عين الصواب" لمساعدته فى الوصول الى الحسابات و النسب (proportions) الدقيقة اللازمة لاعداد المستحضرات الطبية و الخيميائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق