بداية تصنيع الأسلحة المحلية تعود إلى فنيى مصانع الأسلحة التى أنشأها محمد على، بحسب اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية، الذى أكد أن هذا النشاط الذى أصبح أقرب لـ«الصناعة» بدأ كحرفة، كان يطلق على العاملين بها اسم «الطفشجى»، هو الشخص الذى يعمل فى خراطة الأجزاء الدقيقة للأسلحة، مثل إبرة ضرب النار، ودائرة الزناد: «الزناد، وقنطرة التتك، والسوستة الموصلة بينهما»
وهى الأجزاء التى لم يكن من الممكن لغير المتخصصين صناعتها أو معرفة آلية عملها، لولا «الطفشجية» الذين احترف بعضهم إصلاح الأسلحة، فيما اتجه البعض الآخر إلى العمل فى ورش «الخراطة» وتشكيل المعادن مع تراجع صناعة الأسلحة، وعن طريق هؤلاء خرجت أسرار تصنيع الأجزاء الدقيقة فى الأسلحة، ما سهل تصنيعها خارج المصانع المخصصة لذلك، حتى أصبح الأمر أقرب لحرفة مرتبطة بأعمال الحدادة وتشكيل المعادن
«الطفشجية» الذين توارث بعضهم المهنة أبا عن جد، قادرون على تصنيع جميع أجزاء السلاح الدقيقة، وأضاف أن مهارة الطفشجية وصلت إلى قدرتهم على «ششخنة» مواسير السلاح، وهو أمر يصعب تنفيذه دون معدات خاصة فى الأحوال الطبيعية
فنى المعادن العادى يمكن أن يعتمد على الطفشجى فى تصنيع هذه القطع فقط، فى حين يمكنه هو - بسهولة - تصنيع بقية القطع، خاصة الهيكل الخارجى، ثم يقوم بتجميع هذه القطع. وأشار إلى أن بعض الحدادين والعاملين فى مجال تشكيل المعادن أصبحوا يملكون الخبرة الكاملة لتصنيع جميع أجزاء السلاح، حتى القطع الدقيقة، وهذا هو سر انتشار صناعة الأسلحة النارية «المحلية»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق