الإهمال يهدد بإنهيار سبيل كتخدا الأثري بالحطابة..هل من منقذ؟..جولة بالصور

 

علاء الدين ظاهر 

اذا كنا في بوابة آثار مصر حريصين علي رصد ونشر الإيجابيات،فإننا بنفس القدر حريصين علي رصد السلبيات وانتقادها بمنتهي الحيادية على الأقل للتنبيه لها،خاصة إذا كان هذا يتعلق بكنوز مصر الأثرية،ومنها سبيل وحوض دواب كتخدا ويقع في شارع الوداع داخل منطقة الحطابة بحي القلعة.

السبيل الذي رأيناه ضمن جولة لنا بالمنطقة،احزننا ما رأيناه فيه بسبب الإهمال الشديد الذي يتعرض له منذ سنوات،وهو نفس الشعور الذي أصاب كل من الباحث الأثري حسام زيدان وابو العلا خليل المؤرخ والباحث في الآثار الإسلامية،حيث كانا في رفقتنا خلال الجولة.

مشهد السبيل حالياً لا تكفيه كلمات مثل الإهمال والضياع والمزري لوصف حالته،خاصة أن سقفه متهدم من سنوات ووجدنا سقفا خشبيا مهترئا مكانه،حيث قال الباحث حسام زيدان احد الآثار المهمة التي تركها كتخدا ومنها سبيله الشهير في شارع المعز لدين الله الفاطمي.

السبيل كما قال زيدان مسجل ضمن الآثار الإسلامية لكنه في نفس الوقت ملك لوزارة الأوقاف،والتي قامت بتأجيره كمسكن لأحد المواطنين وآل بالوراثة لأولاده،ورغم أن السبيل له وقف إلا أن وزارة الأوقاف لم تقم بصيانته أو عمل الترميمات اللازمة له.

وأضاف زيدان أن السيناريو المكرر في كل المباني الأثرية المملوكة لوزارة الأوقاف،حيث يطل الإهمال برأسه فيها، خاصة إهمال في صيانة وترميم الأثر وتأجيره لأغراض مخالفة لقواعد السلامة مما يتسبب في وقوع الحرائق، وهو ما تكرر في 6 أبنية أثرية على مدى عامين، أو وقوع سرقات مثل ما حدث في جامع قاني باي رماح، ومدرسة قايتباي، ومسجد الرفاعي.  

وتابع، السبيل في غاية الروعة المعمارية، حيث أن مدخله عبارة عن بائكة من عقدين تستند في المنتصف على عمود جرانيتي، وعلى كل جانب من جوانب باب السبيل "جشمة" وهي وسيلة يشرب منها المارة مباشرة، وفي الداخل المكان مقسم لقطاعين كل قطاع كان مغطى بقبو لتغطية الأحواض المخصصة لشرب الدواب.

هذا وقال عبده ابن المستأجر للسبيل، إن المبنى تعرض لشروخ وهبوط أرضي على فترات آخرها عام 2011م، وقام هو بعمليات ترميم على نفقته الشخصية، لتثبيت الوضع على ما هو عليه وأنفق 11 ألف جنيه دون أي تحرك من الوزارة المالكة للأثر.

من جانبه أبو العلا خليل الباحث الأثري أن المكان عبارة عن سبيل وحوض دواب مزود بجشمتين على الجانبين لشرب المارة، والسبيل يحتاج لصيانة عاجلة، ومشروع درء خطورة،ولو لم يتم التحرك سريعاً قد يسقط بالكامل.