30‏/09‏/2020

براعة المصري القديم في ركوب البحر..تجارة وصيد ومحاربة الأعداء..بحار في التاريخ 1

علاء الدين ظاهر 

لعبت الملاحة دوراً هاماً في مصر عبر العصور،فقد أنعم الله على مصر بالكثير من المسطحات المائية"البحر الأبيض المتوسط شمالاً والبحر الأحمر شرقاً إلى جانب نهر النيل وأيضا مجموعة من البحيرات المالحة والعذبة.

وبالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون العلمية والتدريب والجرافيك في الآثار نبدأ في نشر سلسلة جديدة عن الملاحة البحرية في مصر القديمة وعبر العصور،وذلك من خلال مادة علمية تمت تحت إشراف راندا روفائيل وإعداد أماني قرني وأميرة عرابي،وتصميم عبير أحمد.

وقد أصبح المصري القديم مغرماً بالملاحة وركوب البحر، بل وأصبح ذلك جزءاً من عقائده الدينية كما نرى في مذهب الأشمونين،الذي صور فيه المصري القديم أن العالم والأرض كانت على مياه تسمى المياه الأزلية إلى جانب إعتقاده في رحلة المعبود رع في مركب الشمس ورحلتي الليل والنهار.

والغرض من الإبحار جاء من منطلق شغف المصري القديم بمعرفة ما وراء تلك البحار العظيمة،والتجارة وتسويق المنتجات المصرية مثل البردي والكتان وغيرها،وجلب بعض المنتجات مثل الأخشاب والبخور والتي يتم إستخدامها في الحياة اليومية وفي الأغراض الجنائزية والدينية.

كذلك كان الغرض من الإبحار محاربة الأعداء وتوسيع المملكة المصرية،والصيد وقد مارسه الملوك والأمراء كنوع من الرياضة كما نرى في المناظر المصورة على جدران المقابر.

وقد تعددت أنواع المراكب في مصر القديمة،ومنها مراكب دينية وهى المخصصة للمعبودات المصرية القديمة في رحلات التزاور فيما بينهما،مثل زيارة المعبود (آمون ) للمعبودة (موت) وابنهما (خونسو) من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر،وسط إحتفال كبير بخروج تمثال آمون من قدس الأقداس في مركبه الذي يحمله الكهنة ويتقدمهم الملك ليصل الموكب إلى النيل لتبدأ رحلته حتى معبد الأقصر.

والمراكب الجنائزية والتي استخدمت في نقل تابوت المتوفى الى المقبرة التي سوف يدفن فيها، بالاضافة إلى المراكب المستخدمة لنقل الملك لزيارة الأماكن المقدسة للمعبود أوزير في أبيدوس جنوبًا أو بوتو شمالًا.

والمراكب الدنيوية المستخدمة في الحياة اليومية مثل مراكب الصيد والسفن التي تنقل الأحجار عبر النيل والمراكب المستخدمة في البعثات إلى البلاد الأجنبية لجلب منتجاتها. 

ومراكب الشمس وهي مراكب رمزية لإعتقاد المصري القديم برحلة المعبود رع في مركب الشمس ورحلتي الليل والنهار،مما يشير إلى أثر الملاحة في عقيدة المصرى القديم فكان المعبود رع يسير في الفجر في سفينة الصباح وعند الغروب يسبح في سفينة الليل، أما النجوم فكانت تسبح في قواربها الخاصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق