09‏/09‏/2020

مفاجأة في ألف ليلة وليلة عن مسرور السياف..سراديب التاريخ 1

علاء الدين ظاهر 

لا أحد ينكر أن حلقات ألف ليلة وليلة كانت الدراما المفضلة لدي الكثيرين منا خاصةً في مرحلة الصغر،حيث كنا ننتظرها بشغف لمتابعة حكاياتنا وما بها من أحداث مثيرة،رغم علمنا أنها خيال كبير يستند علي بعض الحقائق التاريخية،ولا ننسي شخصية مسرور السياف الذي اتضح أنه حقيقة تاريخية،وهو ما كشفه الباحث الأثري حسام زيدان عضو فريق سراديب الأثري.


لمتابعة سراديب علي فيس بوك من هنا


يقول حسام:فاكرين ألف ليلة وليلة وشخصية مسرور السياف..طبعًا الكلام اللي بيتقال عن هارون الرشيد وعدد الجواري وغيره من روايات كلها خيالية مالهاش أساس من الصحة، ولكن شخصية السياف مسرور مأخوذة عن شخصية حقيقية في البلاط العباسي زمن خلافة الرشيد..


البيت العباسي استكثر من جلب الأتراك، وأتراك هنا هم أهل بلاد التركستان والقفجاق، وغيرها من المناطق الجبلية الوعرة دي، وهم قبائل ذات عدد ضخم جدًا سكنت الجبال والسهول دي لفترة طويلة جدًا، وبعد كده إما بدأوا ينزحوا في هجرات متتالية، أو تعرضوا لحروب أو مجاعات أو أزمات مما جعل البلاد دي مصدر غني للغاية لأي حاكم عايز يكون قوة عسكرية أو يستجلب خدم، فالاستجلاب من الترك أصبح ظاهرة.


وكان الأمويون هم أول من استقدم الأتراك من بلادهم بعد أن اعتنقوا الإسلام، واستخدموهم في الجيوش وأجهزة الدولة، وصاحب السبق دا كان عبيد الله بن زياد، حيث نقل 2000 منهم من بخارى إلى البصرة، وانضم كثير من الترك إلى جيوش المسلمين وشاركوا في فتوحاتهم، حتى إننا هنلاقي إن سعيد بن عثمان، والي معاوية على خراسان شكل جيش من سكان بلاد ما وراء النهر الأتراك (الحموي جـ 2 صـ 350).


أبو جعفر المنصور كان أول خليفة عباسي يتخذ من الأتراك بطانة وموظفين مقربين، فقرب منه حماد التركي ووثق به واستأمنه على سجلات الدولة، وكان أبو جعفر ينفر من استخدام العرب في قصوره وفضل عليهم عناصر أخرى كالأتراك (الطبري جـ 8 صـ 99)


مسرور


توسع هارون الرشيد أيضًا في استخدام الترك، بعد أن سبقه الحكام العباسيين في دا بكثره، واعتمد عليهم الرشيد في قصوره، ودوائره، وجيشه، فكان أبو سليم فرج الخادم التركي قائد الجيش، ومن الأتراك اللي اعتمد عليهم هارون الرشيد بشدة رجل يدعى "مسرور".


ومسرور كان مهم في بلاط هارون الرشيد، لذا طلب منه الخليفة تعمير طرسوس وإكمال بنائها (170هـ)، وصار الخادم مسرور من أقرب الشخصيات إلى هارون الرشيد.


حتى أن الرشيد كلفه بالتخلص من أحد أهم الشخصيات البرمكية في دار الخلافة العباسية، وهو يحي بن جعفر البرمكي، فنفذ مسرور المهمة بدقة، كما أسند إليه أعمال البريد والأخبار، فكان يتقلد البريد والخرائط، وينوب عنه في ذلك ثابت الخادم.

المصدر: الجهشياري صـ 265


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق