علاء الدين ظاهر
أصدر حسين حسني مدير عام منطقة اثار القليوبية توجيهات بدراسة كل المواقع التاريخية ذات الطراز الفريد فى المحافظة وتأصيلها،ومنها تحفة فنية قد لا يعرفها كثيرون وهي صهريج مياة القناطر الخيرية،والذي كشف قصته الدكتور معاذ علام من تفتيش آثار القليوبية إسلامي.
وقال:الصهريج أنشأه الملك فؤاد عام 1932 م وهو مصنوع من المعدن،والشركة التى قامت بتصنيعه"ورش أتميدا - فيس وبرت ديجان وشركاه"
وقد بدأ المهندسون في تصميم خزانات مزخرفة تندمج مع المناظر الطبيعية، وتطورت التصميمات الهندسية والمعمارية لأبراج المياه، وتغيرت أشكالها على مر السنين بين الخشبية والحديدية والخرسانية، فيما لا تزال الأنماط القديمة محتفظة برونقها في العديد من المدن المصرية.
ومن الأمثلة البارزة لأشكال الخزانات الأولى، خزان مياه قصر الزعفران بالعباسية، والذي أنشئ عام 1904، من تصميم المهندس اليوناني ديميتري فابريسيوس باشا مدير القصور الخديوية خلال الفترة من 1892 و1907، أي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
ومع أواخر القرن التاسع عشر، بات الصلب من المواد المعدنية المفضلة لبناء خزانات المياه، بهياكلها الجذابة المزخرفة وأسقفها مخروطية الشكل، ولعل صهريج منطقة المنتزه بالزقازيق الذي بني إبان فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر أحد أبرز معالم المدينة.
وأبرز مثال على ذلك أنماط التصاميم للصهاريج في تلك الحقبة، تبدو متشابهة إلى حد كبير، خاصة تلك التي تحتضنها مدينة المحلة الكبرى والقناطر الخيرية وشبين القناطر، ولا غرابة في ذلك إذ كانت بعض الشركات متخصصة في تلك الأعمال البنائية.
وهو ما يظهره إعلان قديم يتوسطه صهريج لـ"ورش أتميدا - فيس وبرت ديجان وشركاه"، والتي كانت تعرض خدماتها للمقاولين لمدهم بكافة الأشغال المعدنية من الحديد والكباري والهياكل، فضلا عن الأعمال الميكانيكية الدقيقة، بأفضل الخامات وأقل الأسعار.
وأنهي علام حديثه قائلاً:وما يدعو للأسف، هو إزالة الكثير من تلك التحف المعمارية القادمة من الماضي وطمس هويتها، خلال فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأبرزها خزان بني سويف الذي كان يقبع في ميدان المديرية، وخزان الكباس بشارع الجلاء بدمياط والذي تم هدمه في أوائل الألفية،وخلال بدايات القرن العشرين بدأ الاتجاه نحو بناء خزانات الخرسانة المسلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق