13‏/09‏/2020

مستشفي الدمرداش..تاريخ بناه رجل الإنسانية تلبية لرغبة ابنته ودفن فيها

علاء الدين ظاهر 

يحمل تاريخ المستشفى الخيري (الدمرداش) تفاصيلا تاريخية مثيرة،كذلك قصة صاحبها رجل الإنسانية عبد الرحيم باشا الدمرداش،وهو ما كشفه إبراهيم محمد عضو فريق سراديب الأثري.


قال:هو عبدالرحيم مصطفى صالح الدمرداش ولد عام ١٨٤٩ ،وهو اقتصادى وأزهرى مصري وعضو مجلس شورى القوانين وأبرز من عملوا بالحركة الوطنية، كما شغل منصب شيخ الطريقة الدمرداشية بعد وفاة والده مصطفى صالح بك الجركسي، وظل شيخاً لهذه الطريقة قرابة ٥٤ عامًا.


وجالس عبد الرحيم باشا الدمرداش الكثير من العلماء مثال الإمام محمد عبده والشيخ مصطفى المراغي، كما تأثر بالشيخ عبدالرحمن الرافعي، وكان الدمرداش رجلًا تقيًا ورعًا غير أنه كان من أبرز رجال الأعمال آنذاك.


وأنجب عبد الرحيم باشا الدمرداش إبنة وحيدة هي قوت 

ّالقلوب، وهي أديبة مصرية متفتحة وذات ثقافة عالي، وفي إحدى الأيام عرضت على والدها إنشاء مستشفى خيرى يتم العلاج فيه بالمجان وتكون فى نفس الوقت مدرسة للطب. 


وعلى الفور رحب بالمشروع الذي سيخدم الإنسانية،وتبرع هو وابنته وزوجته ب١٠٠٠٠٠  جنيه مصري وكان مبلغاً ضخمًا فى هذا التوقيت، كما تبرع بجزء كبير من حديقة قصره بالعباسية لإنشاء المستشفى عليها وبلغت مساحة هذه الأرض حوالي ١٥٠٠٠ متر مربع.


المثير أنه قبل البناء اشترط الدمرداش على الحكومة عدة شروط،وعلي رأسها أن يعالج بالمستشفى أي إنسان بغض النظر عن جنسة او دينه،و أن يدفن داخل المستشفى بعد مماته،و عمل تمثال نصفي له أمام المستشفى لكي يتذكره الناس وبالتالي يدعون له بالرحمة،ووافقت الحكومة على كل هذه الطلبات المشروعة.


وتم وضع حجر الأساس عام ١٩٢٨ بحضور كوكبة من كبار رجال الدولة آنذاك مثل محمد محمود باشا رئيس الوزراء وحافظ عفيفي بك ونخلة المطيعي باشا وأحمد لطفي السيد بك ومصطفى المراغي، وتم الانتهاء من البناء عام ١٩٣١


وتوفي عبد الرحيم باشا الدمرداش عام ١٩٢٨قبل اكتمال بناء المستشفى عن عمر يناهز ٧٨عام ودفن بقبرة داخل المستشفى حسب وصيته،حيث مات بعد أن أعطى لنا درسًا فى الإنسانية وأن لن يتبقى من الإنسان سوى عمله الطيب، تاركًا إرثًا كبيرًا وصرح طبي عظيم يُعد من أهم المستشفيات التعليمية في مصر والتي تعالج المواطنين بالمجان حتى الآن، ليستحق #الدمرداش أن يُلقب برجل الإنسانية عن جدارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق