18‏/09‏/2020

القاهرة بأسوارها وأبوابها العالية حصن حصين"صور"..#حكاية_تاريخية

علاء الدين ظاهر

اكتسبت إسمها من أبوابها وأسوارها العالية التي جعلتها حصنا حصينا..هي القاهرة التي تمثل أروع حكاية تاريخية كشفها ورصدها حسام زيدان الباحث المتخصص في الآثار وأدمن جروب #سراديب.



قال زيدان:تحرك جوهر القائد، في  14 ربيع الأول عام 358 هـ، بجيش جرار قاصدًا مصر، فوصل الإسكندرية أولًا واستولى عليها، ثم زحف إلى الجيزة وعبر النيل عند منية شلقان، وقضى على الجيوش التي كانت قد أعدت لملاقاته  على الشاطئ الشرقي من النيل، ثم دخلت قوات جوهر إلى الفسطاط وعسكرت في السهل الرملي الواقع إلى الشمال. 



هذا السهل كان يحده من الشرق جبل المقطم، ومن الغرب الخليج، وهو الخليج الواصل بين شمال الفسطاط ومدينة هليوبوليس القديمة (عين شمس)، وينتهي عند القلزم (البحر الأحمر). 



هذا السهل الرملي الفسيح الذي عسكرت فيه قوات جوهر كان خاليًا من البناء إلا بضع منشآت كانت ملحقة ببساتين كافور الإخشيد، ودير يقال له دير العظام، وحصن صغير يسمى قصر الشوك يشغل مكانه الآن جامع الأقمر، وفي بحث حديث له أثبت الدكتور محمد حمزة الحداد أن الأقمر ليس أسفله شئ،وفي مساء نفس يوم وصوله بدأ جوهر الصقلبي في تأسيس القاهرة، وكان أول ما أسس القصر الكبير عام 358 هـ حسب ما ذكر المقريزي. 



وبنى جوهر الأسوار حول القاهرة وكانت من اللبن وشكلت تلك الأسوار مربع طول ضلعه 1200 يارده، فكانت مساحة المدينة ما يقرب من 340 فدانًا، وكان الغرض من بناء القاهرة أن تكون حصنًا حصينًا لرد القرامطة فيكون القتال ضدهم خارجها لذلك أدار حولها سورًا ضخمًا. 



كان اسمها المنصورية:

وكان سور جوهر حول القاهرة أربعة أضلاع وفتح في كل ضلعين بابين، وأطلق جوهر على المدينة الجديدة اسم المنصورية، على اسم المدينة التي بناها المنصور والد المعز خارج القيروان. 



ولما قدم المعز إلى مصر بعد تأسيس المنصورية بأربع سنوات أطلق عليها اسم القاهرة، لما رأى من تحصيناتها، ويقال هنا قصة عن أن جوهرًا أحضر المنجمين ليستعين بهم في تسمية مدينته الجديدة، فيختاروا له طالعًا سعيدًا، فوقع غراب على حبال الأجراس فرمى العمال ما في أيديهم من أساسات، فصاح المنجمون "القاهر في الطالع"، والقاهر هو المريخ قاهر الأفلاك، ولكن القصة تبدو غير منطقية إلى حد كبير إذ بقيت القاهرة باسم المنصورية 4 سنوات كاملة، والأرجح أن المعز هو من أطلق الاسم على المدينة الجديدة لتختلف عن مدينة أبيه في التسمية.


نشأت القاهرة مدينة خاصة للخليفة الفاطمي وجنده وخواصه، ولم يكن يسمح لسكان مصر بدخول أبواب القاهرة إلا بإذن، ولكان بمرور الأعوام الحال اختلف. 


الأسوار الفاطمية

كان سور جوهر الصقلبي سميكًا من الطوب اللبن يدور حول المدينة الجديدة بإحكام، وفتح فيه الأبواب الضخام، وهذا السور ليس له أثر الآن، فبعد مائة عام كما أخبرنا المقريزي أصبحت أسوار جوهر كيمان من الأتربة، لا تصد ولا ترد. 


جاء أمير الجيوش بدر الجمالي، وكان في ذلك الوقت وزيرًا للمستنصر أبو تميم معد، ووجد العمران يتسع حول القاهرة وخصيصًا في الجهتين الشمالية والجنوبية، فأحاطها بسور ووصله بسور جوهر القائد يمينًأ ويسارًا وفتح فيها أبواب أمام الأبواب القديمة.. أي أنه اتسع بالأسوار في الجهتين.

 

وكان سور بدر الجمالي والذي بدأ بناؤه حسب ما ذكر المقريزي في 480 هـ، جعل الأبواب فيه من الحجارة، والأسوار من اللبن.. 

ولكنه جعل جزءًا حجريًا وهي الأجزاء الواقعة بين بابي الفتوح والنصر فهي بالحجر إلى اليوم، وكذلك الأجزاء الواقعة على جانبي باب زويلة فهي من الحجر على مسافة 120 مترًا تقريبًا من كل جانب. 


أبواب القاهرة

كان للقاهرة 8 أبواب في كل جدار بابان.. منها أبواب باقية إلى الآن وهي: 


باب زويلةومكانه القديم :

وهو في الجدار الجنوبي، وكان في الأصل بابين بنتهما قبيلة زويلة أيام جوهر، وكان هذين البابين عن مسجد ابن البناء، ويعرف اليوم باسم زاوية العقادين أو زاوية سام بن نوح، وهي الملاصقة حاليًا لسبيل محمد علي في العقادين، أي أن باب زويلة كان في هذا المكان، فأزال بدر الجمالي هذين البابين وبنى البوابة الضخمة التي تحمل نفس الاسم إلى اليوم، بعد أن اتسع بالسور فصارت في مكانها الحالي. 


باب النصر: وكان مكانه الأول في الرحبة التي أمام جامع الحاكم قرب مكان الباب الحالي في السور الشمالي. 


باب الفتوح: وهو في نفس السور الذي فيه باب النصر، وقال المقريزي أنه رأى أجزاء من باب الفتوح القديم الذي بناه جوهر وكانت الأجزاء الباقية على رأس حارة بهاء الدين بجوار جدار جامع الحاكم. 


الأبواب المندثرة

باب الفرج: لو سرنا في حارة الجداوي من ناحية السكرية، نجد على اليسار جامع المؤيد شيخ، ثم حمام المؤيد، ثم انحناء صغير فيه ضريح يسمى "سيدي فرج" وهو ليس سوى باب الفرج في الجهة البحرية التي منها نسلك الطريق إلى عين شمس. 


والسور الشرقي كان فيه بابان

باب القراطين: والذي عرف فيما بعد بالباب المحروق، وأطلق عليه الباب المحروق بسبب ما فعله 700 مملوك لما حاولوا الهروب من القاهرة بعد معرفتهم بمقتل أميرهم أقطاي، وكانت أبواب القاهرة تغلق بالليل فأوقدوا فيه النيران حتى سقط فهربوا، ومن وقتها عرف بالمحروق. 


وباب البرقية: وكان موضعه إلى الشمال من باب المحروق، ونسب إلى جنود برقة، ثم عرف بباب الغريب. 

 

باب سعادة: في السور الغربي، وسمي نسبة إلى غلام المعز لدين الله وأحد قواده وكان يدعى سعادة بن حيان، وقد سمى الباب باسمه لما دخل منه بعد قدومه من المغرب، وموقعه الحالي الركن الشرقي لمحكمة الاستئناف.


باب القنطرة: وهو الباب الذي بنى عنده جوهر قنطرة فوق الخليج، وموضعه كان على مدخل شارع أمير الجيوش ناحية باب الشعرية.


ثم..  

لما زاد العمران، بدأ صلاح الدين منذ أن كان وزيرًا للخليفة العاضد آخر خلفاء الفاطميين، في بناء سور جديد بالحجر، بدلًا من أسوار القاهرة القديمة التي كانت باللبن، وشمل سور صلاح الدين ما زاد على القاهرة في غربها إلى النيل وفي جنوبها إلى مصر القديمة، واستبقى أجزاء بدر الجمالي الحجرية والأبواب فهي مبنية بالحجر كأروع ما يكون.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق