24‏/09‏/2020

آخر مدينة إسمها مصري فرنسي يحرسها الملك وعلاقتها بلعنة أصابت الأسرة العلوية..صور

علاء الدين ظاهر

كشف د.أحمد رجب مفتش الأثار والمتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة حكاية مدينة لها نصيب من التاريخ المصري،ومكانة لا تنكر في آثار وتراث العصر الحديث،خاصة أنها آخر مدينة تحمل اسماّ ملكياّ في مصر.

عن بور فؤاد نتحدث،حيث قال رجب أنها تعد من أرقى و اجمل المدن المصرية والعالمية،وتتميز بموقعها الجغرافي المتميز الذى يربط بين قارتي أفريقيا و آسيا، بما ان مصر من الدول عابرة القارات، نظراّ لوقوعها بقارة افريقيا بينما تقع مدينة بورفؤاد في قارة آسيا على البر الشرقي لقناة السويس.

وبورفؤاد كلمة مركبة من كلمة پورت الفرنسية و معناها ميناء و كلمة فؤاد و هو الملك فؤاد الأول (1917 – 1936م)،فقد اصدر الملك فؤاد الاول قرار بإنشاء مدينة جديدة على الشاطئ الشرقي لقناة السويس امام بورسعيد، و الذى وافق عليه مجلس الوزراء بجلسته المنعقدة في 20 يوليه 1925م.

و تم الاحتفال بافتتاح المدينة يوم الثلاثاء الموافق 21 ديسمبر 1926م، و اطلق عليها اسم الملك فؤاد، وفى 29 أغسطس سنة 1939م صدر قرار وزير المالية رقم 42 بفصل بورفؤاد عن زمام مدينة بورسعيد محافظة القنال،و يكون لها زمام مالي مستقل لتصبح مدينة قائمة بذاتها.

و يرجع التفكير في إنشائها منذ عام 1907 م، فمع زيادة حركة الملاحة لقناة السويس و تزايد عدد السكان بمدينة بورسعيد و عدكم كفاية مساحة الأراضي المتاحة،وامتداد مدينة بورسعيد جهة الغرب لوجود الجبانات و شمالاّ البحر المتوسط و جنوباّ بحيرة المنزلة و القناة شرقا .

و من هنا رأت شركة قناة السويس ضرورة عقد اتفاق مع الحكومة المصرية للتوسع و انشاء مدينة على الشاطئ الآسيوي الشرقي للقناة و استغلالها لإنشاء مستودعات و ورش و مساكن للعمال، و مع مرور الوقت و زيادة الحركة العمرانية على البر الشرقي أصدر الملك فؤاد القرار بإنشاء مدينة جديدة.


و اول ما يقابل المتجه من مدينة بورسعيد إلى مدينة بورفؤاد عبر المعديات ميدان 6 أكتوبر،و يتوسطه نصب تذكاري لتمثال للمك فؤاد الأول مصنوع من البرونز و الذى أقامته شركة قناة السويس ، وقام الملك فاروق عام 1951م بزيارة لمدينة بورفؤاد على اليخت الملكي " المحروسة" احتفالاً باليوبيل الفضي لنشأة المدينة، ولإزاحة الستار عن تمثال والده الملك فؤاد الأول.


وفى أعقاب ثورة يوليو عام 1925م تم رفع التمثال عن قاعدته ، والقائه مهملاً في  ظلام أحد مخازن هيئة قناة السويس بالترسانة ،  باعتباره أحد رموز العهد الملكي البائد، حتى عام 2001م تمت إعادة التمثال لقاعدته مرة اخرة بعد تطويره وتجديده بترسانة بورسعيد ،لكنه لم يمكث على قاعدته إلا عشرة أيام فقط حيث ان القوى الشعبية بالمحافظة رفضت وجود التمثال بحجة انتمائه الى العهد الملكي،وتمت إعادته مرة أخرى لمخازن ترسانة بورسعيد البحرية،وتم تنصيب التمثال للمرة الثالثة في 19 فبراير 2016م حتى يومنا هذا.




وكشف رجب حكاية مثيرة عن لعنة حرف (ف) الذى تفاءل به الملك فؤاد، حيث يقال أن الملك قابل أحد المنجمين وأكد له أن حرف “الفاء” سيكون خيرا له في حياته ، و يبعد عنه سوء الطالع ، و تصديق فؤاد الأول لتلك الكلمات دفعه إلى المبادرة بإطلاق أسماء تبدأ بحرف الفاء على بناته ( فوزية – فايزة – فايقة – فتحية ) و على ولى العهد “فاروق” و من بعده الملك فاروق الاول (فريال فاروق – فوزية فاروق – فادية فاروق).

حتى أن اسم الملكة فريدة اختاره لها الملك فاروق و اسمها الأصلي “صافيناز ذو الفقار” لتكون ملكة مصر ،وربما لم يدركوا انه أيضاّ الحرف الاول من كلمة فقر و فراق عن الوطن و الاهل، و الذى كان نهاية أسرة الملك فاروق في المنفى بعيداّ عن الوطن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق