29‏/10‏/2020

زئبق أحمر ومحترفو النصب وبسطاء طيبون.. عالم آثار يفند خدعة المحتالين للثراء السريع

علاء الدين ظاهر

عادت قصة الزئبق الأحمر في المومياوات للسطح مرة أخري،وذلك منذ أن تم الكشف عن توابيت سقارة قبل عدة أيام،ولانها تسيطر علي عقول كثيرين قررنا سؤال أحد علماء الآثار المشهود لهم عن ذلك ومدي معقولية القصة.


سألنا الدكتور الدكتور مدين حامد خبير الآثار ومدرس ترميم وصيانة المخطوطات والوثائق بكلية الآثار جامعة الفيوم،وقال:انتشرت في الآونة الأخيرة خرافات ومزاعم جوفاء عن احتواء مومياوات التوابيت التي عثر عليها مؤخرا في منطقة سقارة بالجيزة والغريفة بالمنيا والتي يعود أكثرها للعصر المتأخر على عنصر الزئبق ذلك المعدن السائل بكثافته وثقله النوعي العاليين .


وأن كل مومياء قد حوت مقدارا منه بلغ 3 جرامات من اللون الأحمر ، وبحسابها - وفق نظرياتهم - فإنها تدر أموالا بمليارات الدولارات ، هذا عشية زيارة دولة رئيس الوزاراء ووزير الآثار للمقابر المكتشفة والنزول إلى آباراها العميقة لمعاينة ما عثر عليه بها ....ولكن. 


قصة الزئبق الملون أمر واه وقصة واهية مزيفة أبطالها محترفو النصب والتربح غير الشرعي اعتمادا على سذاجة البسطاء وقلة درايتهم في هذا المنحى ورغبة الكثير منهم في الثراء السريع من خلال الشرعية التي أضفاها هؤلاء المزورون المحتالون بوجود ذلك المعدن السائل والضار بالإنسان صحبة مومياوات المصريين القدماء أو في بعض من مكوناتها، وهو أمر لم يرد في هذا الصدد على الإطلاق ، ولم تحو أية مقبرة قد اكتشفت حتى اللحظة إي من مرادفاته أو مركباته 


ولكن وتعقيبا تعليقا على ما ورد وتقدم أنه في الظروف العادية يختلط الزئبق بأية مادة ملونة ليأخذ لونها بشكل فيزيائي لا يرقى للتفاعل الكيميائي ، حتى أنه عند غسله يفقد لونه الجديد عائدا إلى لونه الفضي الحقيقي ثانية ، وهو أمر لا جدال فيه .


غير أنه وتحت ظروف كيميائية خاصة من الضغط والتحفيز يتفاعل الزئبق كيميائيا مع عدد من الملونات ليأخذ لونها الأحمر ، الأخضر والأسود مثلا في عملية كيميائية وتفاعل استثنائي يعرف بالملغمة Amalgamation ليعطي مملغما Amalgam يختلف في صفته الكيميائية عن الزئبق الخالص وهي المستخدمة في عمليات التعدين.


 فضلا عن دخوله في تفاعلات معطية مركبات كيميائية تحويه لا تعبر عن صفته الخالصة المنشودة من قبل هؤلاء ككبريتيد الزئبق والزئبقيك والمستخدمة في إنتاج العديد من الملونات كمواد الزنجفر من السنبار الطبيعي والفرمليون الصناعي وغيرها، وهي مواد سامة قطعا، غير أن عنصر الزئبق Hg يتم الحصول عليه من تسخين مركب كبريتيد الزئبق Hg S واستقبال أبخرته التي تمثل قوام هذا العنصر المعدني السائل.


وأن ما آثار تلك القضية العثور على قارورة تحوي سائلا بنيا لزجا بمقبرة "آمون تف. نخت" من الأسرة 27 التي اكتشفت في تابوته المغلق في أربعينيات القرن الماضي واحتفظ بها في متحف التحنيط بالأقصر، ولم يكن السائل إلا خليطا من ملح النطرون والراتنجات وبقايا راشح تحنيط جسد المتوفى من الدم مع مواد عضوية رخوة أخرى.



واضاف:ونهاية لا يؤسس كل ما تقدم وما ورد لدفع البعض بفرضية العثور عليه بمقابر المصريين القدماء أو مومياواتهم ، فهو نصب وافتراء وكذب وتضليل يراد به العبث بعقول البسطاء ومن على شاكلتهم والحصول على مال حرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق