14‏/10‏/2020

مفاجأة..ديلبيسيبس البرونزي غادر بورسعيد والرخامي باقي فيها داخل القنصلية الفرنسية


علاء الدين ظاهر

شهدت الأيام الماضية جدلا كبيراً حول نقل التمثال الشهير لفردناند ديلبيسيبس من بورسعيد إلي الإسماعيلية،خاصة أنه مسجل في الآثار العام الماضي،وسيتم عرضه في متحف قناة السويس بالإسماعيلية


لكن المفاجأة أن ديلبيسيبس لم يغادر بورسعيد وحتي الآن هو موجود هناك،قد تبدو القصة غريبة لكنها حقيقة،فالتمثال تم نقله وفي نفس الوقت لم يغادر بورسعيد.


الدكتور أحمد رجب المتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة قال:ما لا يعرفه كثيرون أنه هناك تمثالين لديليسيبس،الأول الذي يعرفه أغلب الناس وضعته شركة قناة السويس البحرية  على المدخل الشمالي لقناة السويس ببورسعيد في 17 نوفمبر 1899م أثناء الاحتفال بمرور ثلاثون عاماّ على افتتاح القناة وتخليداّ لذكرى ديليسيبس.


و التمثال برونزي يبلغ ارتفاعه 7.50متراّ،ويصور ديليسبس ممسكاّ بيده اليسرى بخريطة لقناة السويس،ويشير  بذراعه الأيمن إلى مجرى القناة،والتمثال تحفة فنية رائعة يتميز بالواقعية الشديدة من خلال ملامح الوجه التي تتطابق تماماّ مع الملامح الحقيقية.


و في 24 ديسمبر عام 1956م تم إسقاط التمثال من على قاعدته من قبل أهالي بورسعيد و قوات المقاومة الشعبية على أثر إعلان قرار تأميم شركة قناة السويس،ونُقل إلى مخازن شركة قناة السويس على الضفة الغربية للقناة،وفي 1989 تم إصلاح و ترميم التمثال وظل بالمخازن.


 وتم تسجيله في الآثار يوم 20 فبراير 2019،وفي يوليو الماضي بدأت إصلاحات للتمثال استعدادا لوضعه على قاعدته مرة أخرى،لكن كانت المفاجأة في نقله إلى الإسماعيلية بطريقة كانت مثيرة للدهشة،خاصة أن ذلك تم ليلا.


المفاجأة أنه هناك تمثال آخر لديليسبس في بورسعيد محفوظ بمبنى القنصلية الفرنسية (1283هـ/1866م) بشارع صفية زغلول"أوجيني سابقاّ"وهو نموذج مصغر طبق الأصل لتمثال دىليسيبس البرونزي،ومصنوع من الرخام الأبيض ويرجع تاريخه إلى بداية ق 19 م ويبلغ ارتفاعه 64 سم.


وهذا التمثال الرخامي ذو قيمة فنية وتراثية كونه ضمن مقتنيات القنصلية،حيث أن المبني الخاص بها مسجل ضمن التراث،ومبنى القنصلية حاليا يخضع لاعمال ترميم ليكون متحفاً يتبع هيئة قناة السويس،لأن المبني ملك لها، نظرا لأنه يضم الكثير من المقتنيات التي تحكى تاريخ حفر قناة السويس،وسوف نفرد حلقة خاصة للحديث عن تاريخ وأسرار المبنى قريباً.


ويطرح رجب تساؤلاً مهما:بعيداً عن جدل تأييد أو معارضة فكرة إعادة التمثال البرونزي لقاعدته مرة آخري بالمدخل الشمالي لقناة السويس،هل سيكون مصير التمثال الثاني الرخامي الأبيض بنقله إلى مدينة الإسماعيلية حيث المتحف العالمي لقناة السويس أم لا؟

يذكر أن ديليسيبس لم يكن مهندساّ حيث تخرج من كلية الحقوق بباريس وشغل منصب قنصل لفرنسا في مصر من 1832 - 1838م،وفكرة حفر القناة عرضها على والى مصر محمد سعيد باشا،وحصل ديليسبس على امتياز حفر القناة عام 1845م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق