01‏/10‏/2020

حكاية المدرسة الإيطالية في بورسعيد وشاب يحميها بغصن الزيتون والسيف..صور

علاء الدين ظاهر 

شهدت مدينة بورسعيد قبل عشرات السنين تواجدا كبيراً للجالية الإيطالية والتي تركت عدداً من المنشآت المعمارية التراثية المتميزة،ومنها المدرسة الإيطالية والتي كشف لنا قصتها د.أحمد رجب مفتش الأثار والمتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة.

 

قال رجب:المبني يعرف بمبنى القنصلية الايطالية وهذا خطأ،وبعد الدراسة و البحث في الوثائق و ترجمة اللوحات التأسيسية للمبنى اتضح انها مجمع مدارس خاص بالجالية الايطالية،حتى أنه كان بالجهة الغربية ورشة لتعليم الصنايع " كما جاء بالوثيقة"

 

ولأن وقت انشائها كان تعداد الجالية الايطالية في بورسعيد  2521 نسمة، فكانت هناك الحاجة لوجود مدرسة خاصة بها للحفاظ على عادات و ثقافات و لغات ابنائها،حتى لا تذوب في جوف المجتمع المصري.

 

ويقع مبنى المدرسة الايطالية بحي الافرنج ( الشرق حالياّ) بشارع جمال عبد الناصر (شارع الملكة فريدة سابقاّ)،وشُيد عام 1328هـ/1910م في عهد ملك ايطاليا ايمانويل الثالث، على يد المهندس كارلو جوالاندرى كما هو مثبت على اللوحة التأسيسية، و تتبع المدرسة طراز عصر النهضة .

 

و في عام 2015م التقيت بسيدة إيطالية Graziella Callery أثناء زيارتها لبورسعيد حيث منزل العائلة و مدرستها أثناء الطفولة "المدرسة الإيطالية" ، و هي حفيدة Simonin  اكبر و اشهر العائلات الإيطالية،والتي كانت تقيم في بورسعيد منذ افتتاح قناة السويس.

 

وروت لي الكثير من الذكريات و الاحداث عن الجالية الإيطالية و المدرسة،وكان اهمها أنه في اعقاب عدوان 1956م كان للمدرسة دور كبير في حماية العائلات الإيطالية ، حيث اختبأت بداخلها العائلات من غارات الحرب.

 

وما يلتف انتباه المار من امام المدرسة وجود نصب تذكاري لجنود غاية في الروعة من الحرب العالمية الأولى بالواجهة الجنوبية الشرقية، وهو عبارة عن تمثال من البرونز لشاب بارتفاع تقريبا 1.20 متر، يرتدى التوجا ( رداء خارجي ابتدعه الرومان لكلاّ من الرجال و النساء) يرفع ذراعيه بمستوى الكتف ممسكا باليد اليمنى غصن زيتون أما اليد اليسرى فيقبض بها على سيف.


و يوجد أسفل كل ذراع لوحة رخامية سُجل عليها 22 اسما للجنود الايطاليين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، و يقف التمثال على لوح رخامي سُجل عليه باللغة الإيطالية  

forti di civiche virtù all’appello della patria accorsero e la vita immolarono per la grandezza d’Italia

من اجل الذين لبوا نداء الوطن وضحوا بأرواحهم من اجل ايطاليا العظمى.

 








 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق