علاء الدين ظاهر
بدأ متحف كفر الشيخ اليوم الإثنين في استقبال زائريه وذلك بعد يومين من افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي له عبر الفيديو كونفرانس،حيث تفقد محافظ كفر الشيخ المتحف للاطمئنان على سير العمل.
للإطلاع علي بقية ألبوم الصور هنا
وحرص الدكتور السيد البنا مالمشرف العام على المتحف علي إستقبال المحافظ والزوار،مشيرا إلي أن المتحف يقع بجوار جامعة كفر الشيخ على جزء من أرض حديقة صنعاء خصص بقلب العاصمة مجاوراً لجامعة كفر الشيخ على مساحة حوالى 6760م م2، تصميمه المعمارى فريد ذو شكل دائري ، يشتمل على عدد ثلاث قاعات عرض متحفي ومخزناً للآثار الحق به معملاَ للترميم ، وكذلك بالمتحف قاعة لكبار الزوار وأخرى للمحاضرات والاجتماعات وقسم للتربية المتحفية و كافتيريا و بيت للهدايا إضافة إلى القسم الإدارى للعاملين بالمتحف وعدد من المبانى الخدمية الملحقة.
والمتحف يستعرض التاريخ الإقليمى للمحافظة من خلال اللقى الآثرية التى تم الكشف عنها بنطاقها ، وتم الاستعانة بعدد من القطع المكتشفة من مواقع آخرى لإثراء العرض المتحفى ، وتنقسم قاعات العرض المتحفى إلى القاعة الرئيسية :- والتى تنقسم بدورها إلى مستويين.
المستوى الأول ويعرض فيه المقتنيات الآثرية التى تم الكشف عنها بـ"تل الفراعين" أشهر تلال المحافظة الآثرية والتى كانت تعرف قديما بــ" بوتو" وهي أول عاصمة لأول دولة مصرية بشقيها مصر السفلى والعليا قبل قيام مملكة الجنوب بإعادة توحيد شطري مصر على يد الملك "مينا" أو "نعر- مر" عام 3200 ق.م تقريباً، و كذلك يُعرض بهذا المستوى دلائل قصة الصراع بين "حورس" وعمه "ست" والتى دارت وقائعها بجزيرة "أخبيت" - يعتقد أنها قرية شابة الحالية بمركز دسوق- المجاورة لــ"بوتو" والتى إنتهت بتولي "حورس" مقاليد حكم مصر بعد أن سانده فى ذلك أهل "بوتو" ، ولذا اعتبرت مدينة مقدسة وأضحت زيارتها والحج إليها مصدراً وحيداً لإضفاء شرعية الحكم للملوك التى تربعوا على عرش مصر على شاكلة "حورس".
ويعرض المستوى الثانى من القاعة عدداً من المقتنيات التى تؤرخ لعصور الحضارة المصرية القديمة المتعاقبة (عصر ما قبل التاريخ – وعصر الدولة القديمة والحديثة والملكية وكذلك تستعرض فنون عدة مثل الطب والصيدلة والبيطرة والزراعة والآداب والفنون ، الهدف منها تعريف طلاب الجامعات والمدارس بتطور هذه العلوم واستحواذ المصريين القدماء على النصيب الأكبر فى إبتكارها وتطويرها ، وكذلك تعرض عدداً من اللقى الآثرية التى تؤرخ للعصر اليونانى الرومانى والفترة القبطية وخاصة فيما يتعلق بمدينة سخا وكنسيتها مع التركيز على عرض المقتنيات التى تشير إلى رحلة العائلة المقدسة ، وتختتم القاعة بعرض لعدد من المقتنيات التى ترجع لفترة العصر الإسلامى والمكتشفة بمدينة فوه وغيرها من المدن بكفر الشيخ.
وقاعة المعتقدات الآخروية هى قاعة جانبية بالمتحف ويُعرض فيها عدد من اللقى الآثرية التى تشير إلى إيمان المصريين القدماء بعالم آخر يحيون فيه حياة تمنوها على شاكلة حياتهم على أرض مصر دون غيرها لشدة ولعهم بها وحبهم لها ، وتتجسد فى معروضات هذه القاعة العديد من الأدلة والشواهد الآثرية على قيامهم بعدد من الطقوس الجنائزية كالتحنيط و دفن موتاهم فى توابيت تنوعت أشكالها وأنواعها داخل مقابر حفرت خصيصاً لهذا الغرض ومعهم العديد من التقدمات والأثاث الجنائزي ، وزينوها بنحت تماثيل لمعبودات إعتقدوا بأنها تساعدهم فى البعث الآخروى.
وقال البنا أن مواعيد عمل المتحف طوال أيام الأسبوع من 9 صباحاً _ 4 مساءًا،حتى يتمكن الزائرين من الاستمتاع بمشاهدة القطع الأثرية المميزة الموجودة به، كما تم وضع مسار للزيارة خاص بذوي الاحتياجات الخاصة.
وسيناريو العرض يدور حول أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، بالإضافة الي إلقاء الضوء على مجموعة من الموضوعات مثل: تاريخ مدينة بوتو القديمة أحد العواصم المصرية القديمة.
كما يكشف عن روعة تراثنا الإسلامي لقربه من مدينه فُوَة المعروفة بتاريخها الطويل وطابعها المتميز، ويعرض أيضا آثار مسيحية رائعة، حيث تحمل الكنيسة بسخا بالمحافظة الذكرى العطرة لزيارة العائلة المقدسة.
كما يبرز سيناريو العرض المتحفي بعض الموضوعات،خاصة تريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة،مثل الطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفر الشيخ؛ إلى جانب تسليط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ أحد المسارات التي عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية
وتجدر الإشارة الي أن ترجع فكرة إنشاء متحف كفر الشيخ إلى عام 1992، بعدما خَصصت محافظة كفر الشيخ قطعة أرض بمساحة 6800 متر مربع داخل حديقة صنعاء لإنشاء متحف قوميّ يوثِّق التراث الثقافيّ ويهدف إلى نشر الوعي الأثريّ والحضاري بتراث محافظة كفر الشيخ والمحافظات القريبة منها.
وقد بدأت الأعمال الإنشائية للمُتْحَف في عام 2002، ولكنها توقفت في عام 2011، ثم استُكمِلَت بعد ذلك في عام 2018، بعد توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة السياحة والآثار ومحافظة كفر الشيخ في عام 2017، حيث بلغ إجمالي تكلفة المشروع 62 مليون جنيهًا مصريّا.
وقد لعبت كفر الشيخ دوراً حضارياً هاماً عبر العصور، ويظهر ذلك من خلال القطع الأثرية المميزة بدءً من الأدوات الحجرية كالأواني والأختام التي ترجع إلى ما قبل عصر الأسرات والعصر العتيق والتي تعكس الحياة اليومية والحِرَف والصناعات، حيث كانت بوتو مركزًا لصناعة الفخار والكتّان حتى العصر الرومانيّ، ثم تنتقل إلى تاريخ الطب والصيدلة والهندسة عبر العصور. وأخيرا تعرض لاهم المقتنيات وبعض المكتشفات الأثرية من نطاق المحافظة خلال العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، حتى العصر الإسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق