11‏/11‏/2020

النسيج حكاية تاريخية .. الحرير للأباطرة والقباطي أرقي الأنواع والأصباغ للأغنياء فقط

علاء الدين ظاهر

كشف مجدي شاكر الخبير الأثري حكايات وقصص النسيج فى مصر القديمة،وقال:تشهد المناظر التي تزين جدران المقابر بأن مصر القديمة كانت تشتهر جداً بإنتاج الكتان والذي صنعت منه معظم المنسوجات المصرية القديمة.


وتابع قائلا:عثر على كرات من الكتان بمنطقة "اللاهون"، ربما تعــود لأواخر الدولة الوسطى،وفي العصر الروماني بدأ في مصر نسج المنسوجات الحريرية،لكنها كانت تخضـع لقيود شديدة من الأباطرة الرومان،فقد أصدر أباطـــــــرة الرومان عدة مراسيم، منها مراسيم أعوام 369، و406، و424 م،ونصُّــــوا فيها على الحد من صناعة الحرير، إلا فيما يخص القصر الإمبراطوري. 


كما صدر قانون عام 438 م، والذي حرَّم نسـج الحرير في مصانع الإسكندرية.،كما ورد في قوانين" جستنيان" أن الحرير القرمـزي خاص بالأباطرة، ولا يصــنَّع إلا في المصانع الإمبراطورية،وربما كان سبب تقييد صناعة الــحرير والحد منها هو قلة وجود مادة الحرير الخام وغلاء سعرها،كذلك ربما نتيــجة لسوء العلاقات السياسية بين "بيزنطة و"الفرس"،وكراهية رجال الدين المسيحي له، إذ اعتبروا لبس الحـرير منافيًا لتعاليم الدين.


 ثم أدخلت خيوط القطن فى العصر القبطي الذى نسج فيه نوع راقى من النسيج المزخرف سمى القباطى نسبه للقبط،وكان الغزل والنسيج والخياطة والملابس نشاطا هاما على جميع مستويات المجتمع وخاصة سيدات الحريم الملكي،وشاركت نساء الفلاحين و العمال فى حياكة الملابس لأسرهم ومقايضة الفائض.  


وقال شاكر:إستخدمت الاصباغ لملابس الاغنياء فقط بالوان محددة ونباتية مثل الأحمر والأصفر أو الأزرق،ولون الكتان الطبيعي الأبيض للعامة،وقد كانت الملابس النسائية عبارة عن قطعة مستطيلة من القماش مطوية مرة واحدة،ومخيطة من أعلي الى أسفل الحافة لعمل الأنبوب،وتمتد من بضع بوصات فوق الكاحلين الى فوق أو أسفل الثديين،و بعضها بأكمام قصيرة مع فتحة الرقبة تربط بالأشرطة ويتم تثبيتها بحمالة عريضة او اثنتين او صدرية.


وانتشر بين نساء الطبقة العليا في الدولة الحديثة استخدام شال من القماش،كما إرتدت الاميرات و الملكات ما نعرفه بالبليسيه كما فى ثوب تفرتارى و نفرتيتى، وكانت الفلاحات والخادمات يلبسن غالبًا ثيابًا تشـــبه كثيرًا ثياب سيداتهن،ومنذ عصر الدولة الحديثة (الأسرات 18-20) وما تلاه، عــــبّرت الملابس عن ثراء شديد، نتيجة للنهضة الزاهرة في هذا العصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق