22‏/11‏/2020

آل حسين علي أعتاب جينيس..عرضوا بالمتحف الإسلامي أكبر صينية نحاس مكفتة بالفضة..صور

علاء الدين ظاهر

رصدت كاميرا بوابة آثار مصر شيئا مميزا في المتحف الاسلامي،وذلك خلال الإحتفالية التي نظمها بمناسبة اليوم الدولي للفن الإسلامي.


الإحتفالية تضمنت معرضا فنيا تراثيا بعنوان"الفنون جسر العصور"،وعرضت فيه عدة منتجات تراثية يدوية تعكس إمتداد الفن الاسلامي.



وكانت من أبرز المعروضات وتمثل سبقا فنيا عالي القيمة لفن التكفيت على النحاس،والذي يعد من أبرز الفنون الإسلامية،ويضم المتحف كثيرا من كنوز التكفيت.



وخلال الإحتفالية تم كشف الستار عن اكبر صينية مرشحة للتسجيل بموسوعة جينس، من النحاس الأحمر، مكفتة بالفضة، عيار ١٠٠٠ يبلغ قطرها ١٧٠ سم.


والصينية تحكي تاريخ مصر ابتداءا من الحضارة الفرعونية انتهاء بالحضارة الاسلامية،وذلك في سرد ونقش بديع من صنع ال حسين لفن التكفيت. 


والمثير أن الأسرة التي صنعت الصينية تعمل منذ القرن 18 في التكفيت،والموجود منهم حالياً الجيل الخامس والسادس من الأسرة،ويعملون بنفس الجودة.


وحالياً عميد العائلة الحاج حسين،ويمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال،وقد انتدب لترميم وصيانة باب مقبرة الأغاخان 1964 وإستغرقت عاما،كما إشترك في السبعينات في الترميم الدقيق لتحف فن التكفيت في المتحف الإسلامي.


والصينية كانت تحدي للعائلة أصروا عليه وتصدوا له،ولذلك سألنا عماد حسين أحد أفراد العائلة واشترك في العمل،وقال:كنا حريصين علي عرضها أول مرة وكشف الستار عنها في المتحف.


وأوضح أنها تضم رسومات وكلمات من مختلف العصور التاريخية التي مرت علي مصر،ومن العصر الفرعوني هناك معبد الكرنك لما له خصوصية عند قدماء المصريين،وهناك العصر الروماني والعصر الإسلامي وكتابات ونقوش قبطية، وكتابات عبرية من الديانة اليهودية.


وتابع:الحمد الله أن آل الحسين كانوا أصحاب هذا الحدث التاريخي،بصناعة اكبر صينية مطعمة بالكامل بالفضة فى تاريخ فن التكفيت،وهى صينية بإسم مصر الحضارة وأرض الأديان،وتصف تاريخ مصر من العصر الفرعوني مرورا بالعصر الرومانى والقبطى والاسلامى.


واضاف:وقد استغرقت 13 شهر عمل يدوى شاق،ولكن حجم النجاح كان أكبر ومن داخل متحف الفن الإسلامي وبحضور مدير المتحف وعدد كبير من الشخصيات الهامة والمهتمين بالحرف التراثية،حيث تم الكشف عن هذا العمل الفنى النادر،وكل الشكر لمن ساهم فى صناعة هذه التحفة الفنية الفريدة،وكل من كان حريص على نجاحها وإظهارها فى المكان الذي يليق بهذا الفن التراثي.



من جانبه قال الباحث الأثري حسام زيدان أنه يُعد فن التكفيت من أقدم الفنون التي عرفها المصريون، وقد بلغت ذروة هذا الفن وجماله وجلاله في العصر المملوكي وخصيصًا المملوكي البحري


والتكفيت هو تزيين معدن أقل بمعدن أنفس وأغلى منه، فمثلًا نكفت النحاس بالفضة، والفضة بالذهب وهكذا،وفي هذا الفن المعقد يقوم الفنان برسم لوحته الزخرفية التي عادة ما تكون مكونة من زخارف نباتية وهندسية وطرز كتابية، ورسوم حيوانية، ثم يقوم بحفر خطوط هذا الرسم، ثم يضع أسلاك الفضة الرفيعة، ثم بحرفية ومهارة يدق عليها دقات متتالية فتثبت في مجاريها وتصير جزءً من التحفة.


ولدينا في متحف الفن الإسلامي العديد من النماذج الرائعة للمعادن المكفتة ومنها تحفة ترجع لعصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، عبارة عن كرسي نحاسي مكفت بالفضة، مشهور بأنه كرسي عشاء، وهو في الأغلب كرسي مصحف، أو كرسي لوضع أي شئ كشمعدان أو مزهرية..


وهي تحفة نادرة رائعة يتفرد بها هذا المتحف الرائع، درة المتاحف الإسلامية في العالم، الصانع هو محمد بن سنقر البغدادي السنكري، وسنكري هنا نسبة لحرفته وهي السنكرة.. وهم صناع هذه التحف المعدنية الرائعة، وتاريخ الصناعة، 728 هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق