كتبت .. إبتهال مخلوف
لم تكن أهرامات الجيزة، بالنسبة لإسحاق نيوتن عالم الرياضيات والفيزياء الإنجليزى الشهير، واحدة من عجائب الدنيا السبع فقط أوالمعجزة المعمارية التى صمدت آلاف السنين، إنما بابًا سحريًا يقوده إلى كشف أسرار الكون ومعرفة متى ينتهى العالم وفقًا لنبؤات الكتب المقدسة، والأهم أن فهم أسرار الهرم الأكبر كانت وسيلة لديه لإثبات نظرية الجاذبية التى تمثل أسس علم الفيزياء.
هذا ما أسفرت عنه ملاحظات نادرة لم تنشر كتبها "نيوتن" أواخر القرن السابع عشر فى أوج نشاطه العلمى، يحاول فيها كشف لغز أهرامات الجيزة واعتقاده أنها مفتاح لأسرار الكون العميقة وزمن نهاية العالم،وتم بيعها أمس الثلاثاء فى مزاد للمخطوطات الثمينة نظمته دار "سوثبى" الشهيرة ، بنحو 400 ألف جنيه استرلينى أى نحو 7 ملايين جنيه.
يسلط المخطوط المكون من ثلاث وريقات محترقة أطرافها الضوء على جانب آخر لعالم الرياضيات الذى وضع أسس الفيزياء التقليدية والميكانيكا، ووضع قوانين الحركة وقانون الجاذبية، وهو شغفه الشديد ببناء أهرامات الجيزة وأسرار علم الكيمياء لدى الفراعنة علاوة على علم اللاهوت.
وأوضح موقع "ساينس ألرت" المختص فى العلوم أن أسحاق نيوتن دون فى تلك الأوراق تأملاته حول هرم خوفو وأسرار عبقرية بنائه، واعتبر أن المهندس الفرعونى اعتمد على وحدة قياس تسمى "الذراع الملكى" فى تصميم الهرم وقياس أبعاد حجراته وممراته والمداخل وقارن نيوتن بين تلك الوحدة ووحدات القياس الأخرى مثل حساب جريفز للقدم الرومانية والقدم الباريسية وقدم راينلاند والقدم الفينيسية.
وقًدر نيوتن فى المخطوط أن الذراع الملكية تعادل جزء من مائة من عرض الهرم الأكبر وهى تساوى 52 سم،وللمخطوط المكون من ثلاث صفحات قصة طريفة، حيث أنه تعرض للحرق وحسب دار "سوثبى" فإن "دايموند" كلب الصيد الذى كان العالم يقتنيه وثب على طاولة فأوقع شمعة على صفحاته، لكنه نجا ويظهر فى المزاد بعد ما يقارب 300 عام من وفاة "نيوتن" الذى مات عام 1727 ميلاديًا.
ويعتقد أن أسحاق نيوتن كتب الملاحظات فى ثمانينيات القرن السابع عشر عندما كان يتعرض لهجوم من أترابه فى جامعة كامبريدج والأوساط العلمية بسبب نظرية الجاذبية وآرائه الدينية، وفقًا لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية.
ويصف "جابرييل هيتون" خبير المخطوطات فى دار سوثبى الملاحظات بأنها رائعة لأنها تنقل لنا كيف كان نيوتن يحاول كشف لغز الأهرامات،وأرجع اهتمام العالم بدراسة الأهرامات أن نيوتن أمضى وقتًا طويلًا من حياته وهو يحاول تحديد الفترة الزمنية المحتملة لنهاية العالم وفقًا للنصوص المقدسة عند اليهود.
وتتضمن الأوراق ملاحظات عن أبعاد الهرم الأكبر وحجراته وحسابها وفقًا لوحدة القياس الفرعونية "الذراع الملكية التى استخدمها بناة الأهرام، وكان يرى أن المصريين القدماء هم وحدهم من امتلكوا أسرار علم الكيمياء وكانوا قادرين على قياس محيط الأرض.
ويحتمل أن العالم كان يأمل أن يثبت فى المخطوط نظريته الأشهر عن الجاذبية ومعرفة متى ينتهى العالم و وتفسير أسرار الكتب المقدسة والمعابد وذلك عن طريق فك رموز وحدة القياس الفرعونية "الذراع الملكى".
وأسحاق نيوتن (1642 - 1727) هو عالم إنجليزى رائد مازالت إسهاماته ونظرياته فى الرياضيات والفيزياء والفلك تشكل أساس العلم الحديث مثل قوانين الجاذبية والميكانيكا والحركة والتفاضل والتكامل، شغل منصب رئيس الجمعية الملكية فى بريطانيا العظمى وكان عضوًا فى برلمان بلاده وتولى منصب دار سك العملة وفى عام 1705 منحته الملكة "آن" لقب سير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق