علاء الدين ظاهر
لا أحد ينكر أن مشروع ترميم قصر البارون كان منذ بدايته مصدر سعادة لكل محبي وعشاق التاريخ والآثار والتراث،كون القصر كان دائماً بشكله الغامض مثار إعجاب كثيرين رغبوا في دخوله وتحققت رغبتهم بعد إفتتاح القصر.
لكن بقدر سعادة هؤلاء بقدر حزنهم الآن،حيث لم تمر علي القصر بعد افتتاحه ربما 6 أو 7 شهور الا وبدأت تظهر فيه مشاكل،حيث انتشرت في مواضع كثيرة منه خاصة في المدخل من الخارج ناحية الحديقة آثار رطوبة وأملاح ورشح مياه علي الجدران الحاملة للسلالم والمدخل،وهو ما أثارته الصور التي تم تداولها منذ أيام.
إقرأ أيضا
أنقذوا البارون..الجدران لم تتحمل الرطوبة والوضع قد يصبح أسوأ مع الأمطار..شاهد بالصور
ولأننا في بوابة آثار مصر عهدنا مع قرائنا الصدق والتحقق من المعلومة،فقد نشرنا بداية الصور بعد أن تيقنا من صحتها تماما،ثم بناءا علي عهدنا مع قرائنا قررنا القيام بجولة في القصر لمطابقة كل الصور والحقائق التي نشرناها علي أرض الواقع،وهو ما ننشره في هذا التحقيق الموثق بالصور والفيديو.
إقرأ أيضا
بعد ما نشرته #آثار_مصر..الآثار تعترف بما في البارون..وسمير:رطوبة وأملاح نعمل على إزالتها
بداية جولتنا في القصر جاءت من الخارج عند السلالم الأولي،حيث ظهرت مساحة كبيرة من تشبع ونشع المياه علي جدران حاملة للسلالم وهو مكان كان يلتقط عنده كثير من الزوار صورا فوتوغرافية للذكري وبالتالي مشهد نشع المياه سيكون موجودا في صور كثيرة منتشرة بين الناس.
إقرأ أيضا
الصحافة نشرت والسوشيال ميديا تداولت..بدء إصلاح اضرار الرطوبة والأملاح في البارون
نشع المياه هذا تحول في مواضع كثيرة الي املاح بيضاء وظهرت بكثافة،ثم تقشرت هذه المواضع وبات مشهدها ليس جيدا أمام الزوار،وهذا ليس في المدخل فقط،فقد رصدنا في السطح أيضا تقشر كثير في مواضع عدة،واذا كان التقشير في الاسفل املاح ورطوبة،فما سبب التقشير في الأعلي؟.
إقرأ أيضا
صدمة في البارون..بوابة آثار مصر ترصد الأملاح والشروخ منتشرة هناك..ومصادر:ما تم تسليم مبدأئي..صور
الأمر لم يقتصر علي الأملاح فقط،حيث رصدنا الوان مواضع كثيرة وخاصة مدخل القصر وتماثيله وقد بدت باهتة بشكل واضح لا يتناسب مع اعمال الترميم الذي تمت واعلنت عنها وزارة السياحة والآثار عند إفتتاح القصر قبل 6 اشهر،مما ينذر بأضرار اكبر إذا ما شهد الشتاء الحالي أية أمطار.
كما رصدنا أيضا عدة مواضع في السور الأمامي لمدخل القصر آثار تشققات منذ فترة طويلة،وعلي هذه التشققات آثار محاولات لعلاجها وإصلاحها بمادة قريبة من لون القصر،الا أن هذه التشققات عادت مرة أخرى للظهور،كما أن مواضع إصلاحها بهتت الوانها وبات الفرق واضحا بينها وبين الأجزاء الأخري.
ما سبق كان عن حال القصر لم يكن فقط في المدخل،حيث قمنا بالدوران حول القصر من الخلف ووجدنا نفس الاشياء من رطوبة وأملاح وتشققات،وهذا في الخارج،اما في الداخل فقد استمرت صدمتنا أيضا،وذلك مع ما رأيناه من آثار تشقق في دهانات الاسقف،وهذه التشققات في أغلب الأحيان تكون ناتجة عن جفاف نشع مياه،مما يثير تساؤلات عن ما إذا كان حدث هذا بالفعل؟،واذا كانت الإجابة بلا،فما هو سبب هذه التشققات؟.
بقي أن نقول أننا وجدنا 3 قطع فسيفساء من لوحة الموزاييك بالسطح غير موجودين،كما أن حال اللوحة جراء الزيارات بات سيئا وغطتها أتربة أثرت علي لمعان لونها،وعملا بحق الرد قالت مصادر في الأثار أن القطع ليست مفقودة وإنما خرجت من أماكنها،والثلاث قطع التي خرجت من أماكنها موجودة بحوذة مسئولي القصر وستتم إعادة تركيبهم.
كما سيتم عمل حماية للوحة الفسيفساء باستخدام التقنيات الحديثة مثل الزجاج المضاد للكسر أو غيرها من الوسائل العلمية المعروفة، ولما لم يتم حماية الفسيفساء فوق سطح القصر منذ البداية، فكان الرد أن هناك ما يسمى بالعامل البشري، وهو من أكثر العوامل المؤثرة على سلامة الأثر.
فكان لابد من فتح القصر للزيارة خلال فترة الضمان، كي نضع أيدينا على المواضع التي سيؤثر فيها العامل البشري بالضرر، وحيث أن قصر البارون الأعلى زيارة خلال الفترة الماضية، فقد ظهر أثر العامل البشري، وهو ما سيسهم في وضع أسس مشروع الصيانة للقصر،وسيشرف على القصر فريق من المرممين للصيانة الدورية نظرًا للإقبال الشديد من الزوار والذي سيصاحبه بعض المشاكل، مثل أي مكان مفتوح للزيارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق