28‏/01‏/2021

معجزة معمارية..باحث يكشف حكاية سرداب الثوار في العصر العثماني بالقلعة..فيديو

علاء الدين ظاهر

كشف حسام زيدان الباحث الأثري وأدمن جروب فريق سراديب للوعي الأثري قصة بئر الحلزون في القلعة وحكاية سرداب الثوار في العصر العثماني،وذلك ضمن الجولات الأثرية التي يقوم بها مع فريق سراديب.

لمشاهدة الفيديو من هنا

وقال:أمر السلطان يوسف بن أيوب المعروف بصلاح الدين، وهو لقبه، ببناء قلعة للحماية فوق هضبة المقطم لتطل على عواصم مصر الإسلامية الأربعة، الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة، لتكون مقرًا للحكم أيضًا، وأمر ببناء سور يحيط بالعواصم الأربع.



كما أمر بحفر بئر داخل القلعة وأُطلق على البئر "بير يوسف" نسبة إليه، كما عُرف أيضًا "ببير الحلزون" نظرًا للطريق الحلزوني المؤدي لأسفله، وقد كلف بتنفيذ تلك الأوامر وزيره بهاء الدين قراقوش، وكان البدء ببناء القلعة في عام 572 هـ. 



ويُعد بئر يوسف، الوسيلة الأولى لتزويد القلعة بالمياه، معجزة معمارية فذة، حيث يبلغ عمقه في قلب الصخر 90 مترًا، على مستويين، مستوى أول 50 مترًا، ومستوى ثان 40 مترًا، وتم تزويد البئر بسواق لرفع المياه من عمقه إلى المستوى الأول، ثم بسواق لرفعها إلى سطح البئر في صهاريج معدة لتلقي المياه. 



يقع البئر حاليًا خلف جامع الناصر محمد بن قلاوون في القلعة، حيث يجب أن تدور حول المسجد كي تصل إلى الباب المؤدي إلى البئر، ويصفه المقريزي قائلًا "وهذه البئر من عجائب الأبنية، تدور البقر من أعلاها فتنقل المياه من نقالة في وسطها، وتدور الأبقار في وسطها فتنقل المياه من أسفلها، ولها طريق إلى الماء ينزل البقر إلى معينها في مجاز"



ويُفهم من كلام المقريزي هنا أن البئر مجهزة بشكل ميكانيكي بارع، حيث نُظمت السواقي بشكل يضمن وصول الماء من هذا العمق إلى أعلى البئر، فتنزل الأبقار إلى مستويين، الأول 50 متر حيث هناك سواق تأخذ المياه من أسفل ذلك العمق.



 حيث تم حفر أسفل المستوى الأول 40 متر أخرى فترتفع المياه للمستوى الأول، ثم تدور الأبقار في أعلى البئر فترفع المياه إلى السطح، أمر يصعب تخيله ويجب أن نزور البئر ونهبط ونرى ونستمتع بهذه المعجزة التي نجح المصريون في تنفيذها بذلك العصر. 



ذكر القاضي ناصر الدين شافع في كتابه عجائب البنيان أنه يُنزل إلى هذه البئر بـ 300 درجة، ومما نقله المقريزي أيضًا أن جميع هذا الحفر هو نحت في عمق المقطم، ليس فيه بناء، ولما أراد بهاء الدين قراقوش أو نوابه توسعة البئر للزيادة في مائها فوسع في نقر الجبل فخرجت عين مالحة غيرت حلاوة مياهها، ويبدو أن حفر هذا البئر كان بعد موقعة حطين حيث ذكر أنه استخدم آلاف من أسرى الفرنج في نحته. 



وحسب ما نقل لنا ابن زنبل الرمال المؤرخ، أن هذه البئر كانت متصلة بالنيل بواسطة سرداب، حيث كانت مياه النيل تصل إليه، فلما انصرفت مياه النيل من هذا الجانب جف السرداب، وذكر بركات البيطار، أنه في زمن العثمانيين استطاع الثوار التسلل من ذلك السرداب حيث يقول على لسانه لابن زنبل الرمال "انهم دخلوا من هذا السرداب قبل غروب الشمس وخرجوا من البئر وقت الضحى" أي استغرقوا ليلة كاملة في العبور والصعود، ثم يُكمل البيطار قائلًا، "فلما وصلنا إلى البئر قعدنا وأخذنا راحة وأكلنا ما تيسر من أكله ثم أسرعنا في الطلوع وتفرقنا داخل القلعة". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق