20‏/01‏/2021

جريمة في حق التاريخ..ترميم يطمس معالم محراب ومئذنة مسجد زغلول الأثري برشيد..صور

علاء الدين ظاهر

كشفت مجموعة صور حصلنا عليها،عن تشويه كبير تعرض له مسجد زغلول برشيد الأثري في رشيد،والذي وصفه البعض بأنه بمثابة طمس معالم الأثر وخاصة المحراب الذي ضاعت ملامحه المميزة بدعوي الترميم والصيانة.



مصادر في الآثار قالت مئذنة المسجد تمثل رمزا لبطولة شعب رشيد،والتي تم الحفاظ عليها حتى تم ترميم المسجد الذي افتتح في العام الماضي، وقد تم طمس معالم المئذنة وتغييرها تماما،ويمكن التأكد من ذلك بمقارنة صور المئذنة قبل وبعد الترميم.


من جانبه عبر أ.د.محمود درويش أستاذ الاثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا عن إستيائه الشديد مما حدث،وقال أنه تم ارتكاب خطا آخر من الاخطاء التي لا تحصى بالمسجد،حيث تم تجديد المحراب بصورة تخالف الأصول الأثرية تماما،رغم وجود صورة كان يجب على المرممين مراعاة الترميم بناءا عليها.



ويعد درويش من أبرز علماء الآثار والتاريخ الذين كتبوا عن رشيد وتاريخها ومن أبرز عشاقها وما بها من آثار،وله موسوعة ضخمة ومهمة عن رشيد نشرتها مؤسسة الأمة العربية للنشر والتوزيع"2017".




وفي الجزء الثاني من الموسوعة تم تأريخ المسجد بثلاث مراحل،المرحلة الأولى ترجع إلى العصر المملوكي، عام 775هـ (1373م) في عهد السلطان شعبان بن حسين وأقيمت على يد فيروز الصلاحي ويرجع إليها القسم الشمالي من المسجد الغربي المكون من مسجد مستطيل تقريباً يتكون من صحن وثلاثة أروقة ويتكون رواق القبلة من خمس بلاطات.


أما الرواقان الجانبيان فيتكون كل منهما من ثلاث بلاطات، كذلك الجدار الغربي والمئذنة الغربية والمدخلين اللذين يقعان على جانبها، وقد بقى المدخل الشمالي الغربي الذي ثبت عليه اللوح الرخامي الذي يرجع إلى العصر المملوكي. وكانت تتوسط الصحن ميضاء وصهريج، وللمسجد بابان في الناحية الشرقية مقابلان للبابين الغربيين. 


والمرحلة الثانية ترجع إلى الحاج علي زغلول (حوالي 956هـ/1549م)، وهي تجديد المسجد على الأصول المملوكية، وتوسيع المسجد نحو الجنوب وبناء حواصل ووقفها على المسجد . وعرف المسجد في نهاية هذه الفترة باسم "المسجد المعروف قديماً بالشيخ عبد القادر السنهوري" .


والمرحلة الثالثة ترجع إلى الحاج محيي الدين عبد القادر (995هـ/1587م) ، ويرجع إليها إنشاء منزل الميقاتي في الزاوية الجنوبية الغربية في موضع حواصل زغلول، وإنشاء المدخل الغربي المؤدي إلى رواق القبلة في موضع المدخل القديم كذلك المدخل الذي يقع على يساره.


 وتوسيع المسجد نحو الشرق بإنشاء بلاطتين، وإنشاء السقف المكون من قباب ضحلة، وإنشاء المدخل الشمالي والسبيل بالزاوية الشمالية الغربية كما قام بإنشاء الميضأة والمراحيض شمالي المسجد، والباب الواقع في الزاوية الشمالية المؤدي من الميضأة إلى المسجد. 


كما تم توسيع المسجد نحو الشرق في موضع قصر فيروز الصلاحي، بإنشاء القسم الشرقي منه والذي يتكون من صحن وثلاثة أروقة ويتكون رواق القبلة من أربع بلاطات، ويتكون الرواق الغربي من بلاطة واحدة.


أما الرواق الشرقي فيتكون من خمس بلاطات يزيد عددها نحو الشمال ليصل إلى ثماني بلاطات، كما قام بإنشاء بابين لهذا القسم أحدهما بالواجهة الشرقية والأخر بالواجهة الشمالية، وكذلك إنشاء المئذنة الشرقية، وعمل دكة المبلغ التي تحمل اسمه "العبد الفقير إلى الله تعالى الحاج محيي الدين عبد القادر". 


وبعد هدم قصر فيروز الصلاحي وتوسيع المسجد على يد الشيخ محيي الدين عبد القادر أصبح مسجد القصر جزء من هذا المسجد، وكانت تحيط به بوائك محمولة على عقود من الطوب.


وعلى ذلك فإن القسم الشرقي من المسجد لم يكن موجوداً في عام 956هـ (1459م)، وهو تاريخ وثيقة وقف الحاج على زغلول، وقد أنشئ هذا القسم في عام 995هـ (1587م).


 أما القسم الغربي فيرجع إلى الحاج علي زغلول الذي أنشأه على الأصول المملوكية، وقام بتوسعته شرقاً وجنوباً في عام 956هـ (1549م)، وهو تاريخ تحرير وثيقة وقف المنزل الذي أنشأه مع المسجد، وكان يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية وجنوبي قصر فيروز الصلاحي الذي حول محله القسم الشرقي. 


وقد ألحقت بهذا الجامع إضافة أخرى من الجهة الشرقية في عام 1016هـ (1608م)، على يد الخواجا أحمد الرويعي، كما أنشأ حوله مجموعة كبيرة من المباني وساقية لإمداد مرافق الجامع بالمياه.


وربما يلفت النظر أن واجهة القسم الشرقي من المسجد لا تسير مع واجهة القسم الغربي والسبب في ذلك يرجع إلى أن المنطقة التي تقع جنوبي القسم الشرقي كان يشغلها منزل الحاج علي زغلول، وقد كان موجوداً أثناء التوسعة التي قام بها الحاج محيي الدين عبد القادر وقبل توسعه الحاج علي زغلول.


والدليل على ذلك الانحراف الواضح بالزاوية الجنوبية الشرقية من القسم الغربي من المسجد، ومما يؤكد ذلك أيضاً أن هذا القسم لا توجد به محاريب، وأن المحراب الذي ينسب إلى أعمال التوسعة الأخيرة هو الذي كان يقع شرقي القبة قريباً من القسم الغربي.


وعن تاريخ المئذنة الغربية قال:هذه المئذنة ترجع إلى العصر المملوكي، عام 775هـ (1373م) في عهد السلطان شعبان بن حسين وأقيمت على يد فيروز الصلاحي مع القسم الشمالي من المسجد الغربي والذي قان بتوسيعه نحو الجنوب الحاج علي زغلول (حوالي 956هـ/1549م).


وقد جاء في كتاب الرخيتو يكتبون التاريخ (حملة بريطانيا العظمى على مدينة رشيد عام 1807 في ضوء وثائق الأرشيفات البريطانية)، تأليف أ. د. محمود أحمد درويش ونشر نفس المؤسسة أن مآذن رشيد لعبت دورا هاما لمراقبة وتنبيه حامية المدينة بقدوم الجيش الإنجليزي كذلك ترديد الإشارات لبدء الهجوم على العدو، وكانت المئذنة الغربية لمسجد زغلول أولى المآذن التي لعبت هذا الدور، لذلك قام الإنجليز بقصفها بمدافعهم أثناء الحملة. 


وحتى وقت قريب كانت هذه المئذنة التي تمثل رمزا للعزة والفخار لشعب رشيد الذي انتصر على أعظم جيوش العالم ومرغ أن قادته في الوحل في معركة سجلها التاريخ، محتفظة ببقايا التدمير السافر وشاهدا على هذه الجريمة.


 حيث لم يتبق منها إلا القاعدة المربعة وجزء من الدور الثاني المثمن، بعد أن قاموا بضربها بالمدافع،وقد كشفت شهادة فرانسيس إيكارد، المترجم الفوري للعقيد أوزوالد أحد قادة الحملة الثانية، أن إطلاق النار من البطاريات الإنجليزية ألحق أضرارا مادية، كان منها المساجد القريبة من الأسوار ومنها مسجد زغلول إلى جانب مسجد العباسي الذي كان يجاور طابية العباسي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق