06‏/02‏/2021

القـربية.. هنا تاريخ السقا وتجار سقط المواشي

علاء الدين ظاهر 

يمتلئ الدرب الأحمر بعشرات المناطق الضاربة في التاريخ ويفوح منها عبق التراث وعشقه،ومنها منطقة القربية التي كشف حكايتها الباحث الأثري حسام زيدان عضو مؤسس فريق سراديب للوعي الأثري.


اللوحة للفنانة هاجر إيهاب..الصورة
 للفنان عمر النعماني

قال زيدان:القربية ذكرها المقريزي، كجزء من حارة المنصورية، وقال عنها "هذه الحارة كانت كبيرة"، وتخصص أهلها في صناعة قرب المياه، من جلود الحيوانات، ومع انتهاء مهنة السقا انتهت صناعات القرب، ولكن المنطقة ظلت متمسكة بصناعات أخرى من الجلود.  


واشتهرت منطقة القربية بعدة أسواق منها سوق بيع سقط المواشي، "سوق السقطيين"، الكرشة، والفشة، ولحمة الراس، الكوارع"،وقال علي باشا مبارك عن شارع القربية في الخطط التوفيقية، "ابتداؤه من شارع باب زويلة وانتهاؤه شارع الحمزية وطوله 156 متر به حوانيت معده لبيع القرب والدلاء".  


وبه حارة "الخشيبة" وفيها "بيت صحة تمن الدرب الأحمر"، وبه حارة القربية بداخلها زاوية رضوان بيك أنشأها عام 1060 هـ وأوقف عليها أوقافًا وبجوار الزاوية المدرسة المعروفة بمدرسة القربية يتعلم فيها الأطفال فنون المدارس الميرية، وعين لها الديوان مؤدبون ولها امتحان كل عام. 


ومدرسة القربية هي أول مدرسة أهلية أنشئت في القاهرة عام 1284هـ وأصل المبنى كان بيتًا من بيوت الأوقاف وهي من أحسن المدارس وأنفعها وبها ما يزيد عن 200 تلميذ.


ويقول مبارك، بنهاية شارع القربية، زاوية تُعرف بزاوية المأمونية ولها أوقاف، وفى مقابلتها سبيل يعلوه كتاب، وبوسطه حمام يعرف بحمام القربية وهو برسم الرجال والنساء، وفى مقابلته ضريح يقال له ضريح سيدى علي نجم الدين عليه قبه صغيرة وله شباك على الشارع، مذكور في وقفية الست نفيسة البيضا أنها وقفت هذا الحمام.


 وكان في الأصل حمامين أنشأهما الحاج أحمد السعاوي وزوجته فأخذتهما الست نفيسة وجعلتهما حمام واحد، وكان خطهما يُعرف باسم البراذعيين العتيق وكان الحمام يعرف بحمام الوالي لقربه من باب زويلة محل إقامة الوالي في ذلك الوقت ومذكور في الوقفية أيضًا أن هناك زاوية بقرب الحمام تعرف بزاوية الشيخ "مانونيا" وعرف الحمام بحمام القربية والزاوية بالزاوية المأمونية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق