علاء الدين ظاهر
تعاقبت عليه السنوات الطويلة والتي وان غيرت في ملامحه وبنيانه،لكن يبقي تاريخ هذا المسجد محفورا علي جدران الحضارة المصرية،حيث يُعد أحد أكبر الجوامع الأثرية الباقية على حالها في مصر.
إنه جامع أحمد بن طولون،والذي قال حسام زيدان الباحث الأثري وعضو مؤسس فريق سراديب: تبلغ مساحته ستة أفدنة ونصف.. وتم بناء الجامع في 265 هـ، كما هو مذكور بنصه التأسيسي، وهو مبنى فوق مرتفع صخري يُقال له جبل يشكر.
والجامع يتمتع بعدة مميزات أثرية لعل أهمها مئذنته الملوية والتي تظهر من خلال الصورة، حيث يدور سلمها حولها من الخارج، وليس من الداخل كما هو معتاد، وذلك في تقليد لمئذنة جامع سامراء المعروفة بالملوية.
ومن مميزات الجامع الشرافات التي أخذت شكل صفوف من المصلين، والتي تُعرف أيضًا بعرائس السماء، وهي تظهر للمدقق من خلال الرسم..
ريشة الفنانة .. هنا ألطاف
والشرافات بشكل عام هي العنصر المعماري الذي يوضع فوق حد أسوار المساجد العلوية، وتأخذ عدة أشكال فمنها المسنن ومنها على شكل ورقة نباتية ثلاثية، وتُعد شرافات ابن طولون على شكل صفوف المصلين هي الأندر في العالم.
وفسقية الجامع تظهر أيضًا في الصورة، وتعلوها قبة ليست هي الأصلية فالأصلية اندثرت،والأصلية هي التي أنشأها أحمد بن طولون حيث كانت فوارة يعلوها قبة مذهبة ترتكز على 10 أعمدة رخامية، يلتف حولها 16 عمود من الرخام أيضًا، فرشت أرضيتها بالرخام
وكان يتوسطها قصعة رخامية تفور بالمياه.. سطحها العلوي كان يحيط به درابزين من خشب الساج عليه علامات الزوال، واحترقت تلك الفوارة في عام 376 هـ أوائل العصر الفاطمي.
وأمر بتجديدها الخليفة العزيز بالله أو أمه السيدة تغريد فجددت عام 285 هـ، ولكنها احترقت أيضًا، وأقيم مكانها القبة التي تظهر بالصورة وهي من إصلاحات وتجديدات السلطان حسام الدين لاجين للمسجد عام 696 هـ، نُقشت من الداخل بالخط الكوفي بآيات تشير إلى الوضوء وأسفلها فسقية عبارة عن حوض رخامي مثمن الأضلاع كان يُملأ بالمياه للوضوء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق