25‏/03‏/2021

أمنحتب الأول ..حكم 20 عاما وأمّن حدود مصر الشمالية والغربية والجنوبية بثلاث حملات كبرى

علاء الدين ظاهر

أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى أن أمنحتب الأول هو الإبن الثانى لأحمس الأول والملكة أحمس-نفرتارى و ثانى ملوك الأسرة الثامنة عشر عصر الدولة الحديثة (1525-1504 ق.م) واستغرق حكمه كما ذكر مانيتون عشرون عامًا.




وبعد توليه الحكم مباشرة قام بالدفاع عن حدود مصر الغربية حيث انتهز الليبيون فرصة وفاة أحمس لغزو الدلتا فتوجه اليهم أمنحتب على رأس جيشه وهزمهم وحلفائهم واتجه بعد ذلك بجيشه إلى النوبة لظهور التمرد والعصيان بها وأستطاع تأمين حدود مصر الجنوبية والقضاء على العصيان وقام بعدها بحروب في آسيا.




وهو مصور على لوحة صغيرة من الخشب محفوظة بمتحف اللوفر وهو يضرب أمراء البلاد الأجنبية، كما نراه فى مشهد آخر واقفًا في عربته على أهبة مطاردة عدوين وقد أمسك بهما وهما في حالة إغماء واهتم امنحتب بالشئون الداخلية للبلاد ووجه إليها جهوده، وتميز عصره بالاستقرار والرخاء




وينوه الدكتور ريحان إلى منشئات هذا الملك ومنها بوابة فى الجانب الجنوبى من معبد الكرنك نقش عليها "لقد أقام الملك أمنحتب تذكارًا لوالده آمون رب طيبة بوَّابة عظيمة، ذرعها اثنان وعشرون ذراعًا، عند واجهة المعبد المزدوجة، وقد صنعها من حجر «عيان» أى من الحجر الجيري الأبيض المستخرَج من محاجر طرة" وكذلك يشير النقش إلى بناء بيته (آمون) وتأسيس معبده وإقامة بوابته 




كما أقام أمنحتب بمناسبة الاحتفال بعيد سد (العيد الثلاثيني) معبدًا صغيرًا في النهاية الشمالية من جبانة طيبة الغربية كما بنى لنفسه معبدًا جنائزيًا لخدمة روحه «كا» في الصحراء فى نهاية الجزء الجنوبى من جبانة طيبة الغربية، وهذا المعبد يؤلف الآن جزءًا من الخرائب المعروفة بمعبد مدينة هابو.




ولكنه عند بنائه كان قائمًا بمفرده، والظاهر أنه كان بجوار هذا المعبد حديقة تحيط ببحيرة صناعية لا تزال بقاياها موجودة، وقد كشف عن تمثال جميل لهذا الملك في هذا المعبد وهو الآن بالمتحف المصرى وقد رسِمت على قاعدته صورة والدة الفرعون الملكية أحمس نفرتاري.




ويتابع الدكتور ريحان بأن أمنحتب الأول أقام معبدًا تكريمًا لوالده أحمس الأول فى العرابة المدفونة وبعض المبانى فى الكاب وفى معبد كوم أمبو أقام محرابًا من الحجر الأبيض المستخرج من طرة، وفي شط الرجال وهو وادٍ صحراوى بالقرب من جبل سلسلة بين الأقصر وأسوان، هناك نقشًا لمهندس بناء يُدعَى «بنيتي».



ويدل على أنه كان يعمل في عهد هذا الملك والفراعنة الثلاثة الذين خلفوه لقطع الأحجار وفي سلسلة نفسها نشاهد لوحة محفورة في الصخر عليها صورة هذا الملك مهداة من موظف يدعى «بينامون» وهذا النشاط في تلك المحاجر التي يستخرج منها الحجر الرملي، يدل على استعماله في عهد الأسرة الثامنة عشرة لأول مرة فى بناء المعابد التي كان يستعمل فى إقامتها الحجر الجيرى المجلوب من طرة.


كما يوجد لهذا الملك آثار فى المتحف المصرى والمتاحف العالمية منها مائدة قربان من الجرانيت الأسود بمتحف برلين وإناءان أحدهما بمتحف برلين والآخر باللوفر


 وتوفى أمنحتب الأول بعد أن حكم عشرين عامًا، وقد خلد لنا «إننى» مهندس فن العمارة حادث وفاته في الكلمات التالية في نقوشه التي تركها لنا عن حكم هذا الملك إذ يقول "ولما أمضى جلالته حياته في سعادة وسنين سلام، رفع إلى السماء وانضم إلى إله الشمس وذهب معه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق