15‏/03‏/2021

أبواب القاهرة التاريخية..من هنا مر ملوك ومجاذيب وقعوا في هوي مدينة المعز..تقرير

علاء الدين ظاهر

رصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أسوار وأبواب القاهرة التاريخية عبر العصور


موضحًا أن القاهرة التاريخية المدينة الوحيدة فى العالم التى بنيت لها ثلاثة أسوار فى العصر الإسلامى فى فترات تاريخية متعاقبة الأول سور بناه جوهر الصقلى والثانى سور بدر الجمالى والثالث سور صلاح الدين الذى بناه بهاء الدين قراقوش.




 وحين جاء جوهر الصقلي يقود قوات الخليفة المعز لدين الله الفاطمي من القيروان إلى مصر كان في مقدمة ما عنى به إنشاء مدينة القاهرة وأحاطها بسور من الطوب اللبن يضم ثمانية أبواب باب زويلة وباب الفرج في الجنوب ، وباب الفتوح وباب النصر في الشمال وباب القراطين الذي عرف فيما بعد بباب المحروق وباب البرقية في الشرق وباب سعادة ثم باب القنطرة في الغرب 


ويضيف الدكتور ريحان أن بدر الدين الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الفاطمي أعاد بناء القاهرة الفاطمية عام 480هـ / 1087م وبنى حولها سور من الأحجار الضخمة لم يتبق منه إلا بقية ضئيلة موجودة في شارع الجيش أما الأبواب الثلاثة : باب الفتح ، وباب زويلة ، وباب النصر فق قام ببنائها ثلاثة إخوة وفدوا إلى مصر من أرمينيا بأمر من بدر الجمالي




ويقع سور القاهرة الشمالي بشارع البنهاوى امتداد شارع جلال المتفرع من شارع الجيش وقد شيد هذا السور بدر الدين الجمالي للدفاع عن القاهرة ويمتد هذا الجزء من سور القاهرة من لوحة الملك فاروق (لوحة مسجل عليها المرسوم الخاص بقطع السور لتوسيع شارع الجيش ) مرورا ببابي النصر والفتوح ممتدًا 30م بعد باب النصر،أما باقي السور فهو من أعمال الناصر صلاح الدين.


 ويرصد الدكتور ريحان نعالم باب الفتوح شمال القاهرة بجوار جامع الحاكم بالجمالية وقد شيد فى عام 480هـ /1087م يتكون من برجين كبيرين بارزين لكل منهما حجرتان للدفاع والمراقبة وفتحة المدخل معقودة بعقد نصف دائري أسفله باب ضخم عبارة عن مصراعين خشبيين مصفحين يعلوهما عتب حجري من صنجات معشقة ويفضى الباب إلى دركاة مستطيلة في جوانبها ثلاث دخلات عميقة .




وباب النصر بالجهة الشمالية من سور بدر الجمالي وشيد في عام 480 هـ /1087م طبقًا للنص التأسيسي الذي يعلو باب الدخول ويتكون من برجين كبيرين بارزين مربعين نقشت عليهما أشكال بعض آلات الحرب من السيوف والتروس المستوى الأول والثاني منهما مصمت، ويتم الوصول إلى الطابق العلوي لهذين البرجين مِن درج خلفي داخل الحصن،وقد استُخدمت هذه البوابةَ ، وغيرها في عهد الحملة الفرنسية والذين حولوا فتحات المزاغل الضيقة إلى فتحات للبنادق أو لفوهات المدافع .


و باب زويلة بالضلع الجنوبي لسور القاهرة وسمي زويلة نسبة إلى قبيلة من البربر بشمال أفريقيا انضم جنودها إلى جيش جوهر عند فتح مصر وكان الباب الأصلي الذي بناه جوهر عبارة عن بابان متلاصقان يقعا عند مسجد ابن البناء الذي يعرف اليوم باسم زاوية العقادين بجوار سبيل العقادين بشارع المعز لدين الله.




 وقد أزيل الباب الأصلي وبنى بدر الدين الجمالي بدلهما باب زويلة القائم حاليًا ويطلق عليه العامة باب المتولي بسبب جلوس متولي حسبة القاهرة في عام 485هـ ـ 1092م ، أى بعد بناء بوابتي النصر والفتوح بحوالي خمس سنوات ويعتبر هذا الباب أحد أبواب ثلاثة فقط بقيت من أبواب القاهرة الفاطمية وأن البوابة الأولى كانت بفتحتين متجاورتين ، فلما جاء المعِزُّ لدين الله إلى القاهرة بعد أن أسَّسها جوهر، دخل من الفتحة اليُمنى فتفاءل الناس بها وتركت اليسرى لخروج الجنازات.


والعنصر الجديد في هذه البوابة هو المقعد الذي وضع فوق عقد فتحة الباب، وكان المقعدُ مخصَّصًا للمراقبة العسكرية ، ولما ضُمت القاهرة إلى العواصم بسور واحد، استغلَّ المقعد لمراقبة الأسواق وخروج المحمل ، ويؤدي الباب إلى دركاة مربَّعة بفتح نافذتين بذيل البرج الشمالي متصلان بمسجده الجامع.




وهذه البوابة لها شهرتها في التاريخ المملوكي والعثماني حيث شنق عليها الكثيرمِن الأمراء وكبار رجال الدولة ولم يتوقف استخدامها لتعليق رؤوس المشنوقين عليها إلا في عصر الخديوي إسماعيل.


وبخصوص سور صلاح الدين يشير الدكتور ريحان إلى أن صلاح الدين شيد سور القاهرة الشرقى حيث أمر بهاء الدين قراقوش ببناء أسوار القاهرة عام 566 هـ وقد أقام قراقوش سورًا دائريًا على القاهرة وقلعة الجبل والفسطاط يدعمه عدة أبواب منها باب البحر، وباب الشعرية، والباب المحروق.




وقد كشفت حفائر الفسطاط التي بدأت عام 1912 وانتهت عام 1920 عن القسم الشرقي القائم من سور صلاح الدين بين القلعة وحدود الفسطاط من الجهة الجنوبية، ويقع السور الشرقي "سور صلاح الدين" بشارع جلال وبمحاذاة شارع باب الوزير وشارع صلاح سالم .


 وكان يدعم هذا السور برج نصف مستدير جنوب برج الظفر يليه بعد ذلك جهة الجنوب الباب الحديد ثم ثلاثة أبراج نصف دائرية ثم يقطع السور شارع الشيخ صالح الجعفري ويمتد السور بعد ذلك جنوبا فى شارع الشيخ صالح الجعفري ويقع به أحد أبواب بدر الجمالي وهو باب التوفيق والذي عثر عليه عام 1954.




ويتابع بأنه تم إنشاء مجموعة أبواب مرتبطة بسور القاهرة الذى بناه صلاح الدين وهى باب الشعرية الذى أزيل عام 1884 والباب الأحمر بالقلعة ويعرف ببرج المقطم وباب البحر أنشأه صلاح الدين في السور الشرقي ولا تزال آثاره باقيةحتى اليوم و باب الوزير ويقع بين الباب المحروق وقلعة الجبل وما زال موجودًا حتى الآن.



 والباب المدرج أقدم أبواب قلعة الجبل أنشأه صلاح الدين سنة 579 هـ، ولا يزال موجودًا على يسار الداخل إلى القلعة و باب السلسلة يطل على ميدان صلاح الدين في القلعة ويعرف بباب العزب و باب السر خصص لأكابر الأمراء وخواص الدولة ويعرف الآن باسم الباب الوسطانى.



وينوه الدكتور ريحان إلى أن باب الشعرية شيده صلاح الدين الأيوبي في السور الشمالي بين باب البحر والخليج المصري وينسب إلى طائفة من البربر المغاربة كانوا يشتهرون باسم بنو الشعرية وقد ذكره المقريزي في خططه ويقع حي باب الشعرية حاليًا بين حي العباسية شرقًا وحي باب الخلق والسيدة زينب جنوبًا وقد أطلق علماء الحملة الفرنسية على باب الشعرية اسم باب العدوي لوجوده مقابل جامع العدوى الكائن بأول شارع الفجالة عند تقاطعه بشارع بورسعيد



وباب الخلق وكان في الأصل باب الخرق، كان يقع على رأس الطريق الموصلة من باب زويلة إلى ميدان باب الخلق المعروفة الآن بشارع تحت الربع، أنشئ في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب في سنة 639هـ/1241م الذى أمر فيها بإنشاء قنطرة باب الخرق على الخليج المصري تجاه الباب المذكور لأن المباني امتدت في زمنه على جانبي تلك الطريق التي تعرف بشارع تحت الربع خارج باب زويلة. 



وكان الميدان الذي يفتح عليه باب الخرق يعرف أيضًا بميدان باب الخرق ولاستهجان كلمة الخرق ولأن هذا الميدان يمر فيه خلق أى كثير من الناس استبدلت مصلحة التنظيم في عهد الخديو إسماعيل هذه الكلمة وسمت الميدان باب الخلق ويعرف اليوم بميدان أحمد ماهر.



ولفت الدكتور ريحان إلى باب اللوق حيث كانت تمتَد أرض اللوق قديمًا من ميدان عابدين الحالي شرقًا إلى المجرى الحالي للنيل غربًا، ومن حي المنيرة جنوبًا إلى شارع فؤاد «26 يوليو» حاليًا. وفي عام 1241 أنشأ السلطان نجم الدين أيوب، قنطرة عند باب الخلق ليعبُر عليها من القلعة إلى الميدان الذي أنشأهُ في «اللوق»، وأنشأ بهِ مكان يُدعى «منظرة». 



وأنشأ الصالح أيوب، ميدان باب اللوق، ليلعب بهِ وفرسانه لعبة «الأكرة» وكان لهذا الميدان سور وباب لدخول الفُرسان واللاعبين والجمهور وسمي الباب "باب اللوق". لسببين الأول أنّ الأرض كانت ليّنة، أو كانت «تُلاَق لوقًا» والرأي الآخر يقول أن اللوق أو «اللّق» هي الأرض المُرتفعة



وباب الوزير أحد أبواب سور القاهرة الشرقي الذي أنشأه صلاح الدين الأيوبي في المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل، فتحه الوزير نجم الدين محمود بن شروين المعروف بوزير بغداد وقت أن كان وزيرًا للملك المنصور أبو بكر بن محمد بن قلاوون في سنة 842هـ/1341 .



ولهذا عرف من ذلك الوقت باسم باب الوزير وإليه ينسب شارع باب الوزير وقرافة باب الوزير. جدده الأمير طراماي الأشرفي صاحب القبة المجاورة للباب في سنة 909هـ/ 1503م. وهذا الباب لا يزال قائماً إلى اليوم.



وباب الغوري (البادستان بخان الخليلي) في منتصف سوق الخليلي، وهذا المدخل باق على حاله بنقوشه وكتاباته. ويقرأ عليه الكتابة الآتية: "أمر بإنشاء هذا المكان المبارك السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره". وهذا الباب شاهق مرتفع، حلي عقده بمقرنصات أحيطت بزخارف وقد غطي بمقرنصات جميلة تنتهي بطاقية بها لفظ الجلالة.



وبوابة الملكة صفية أنشئت في العصر العثماني سنة 1019هـ/1610م في شارع الداودية المتفرع حاليًا من ميدان الملكة صفية بقسم الدرب الأحمر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق