علاء الدين ظاهر
يعد تحتمس الثانى هو الملك الرابع من الأسرة الثامنة عشرة خلال عصر الدولة الحديثة حكم خلال 1493-1481 ق.م،وعثر على جثتة في مخبأ بالدير البحري فوق المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت والتى سترافق الموكب الملكى إلى متحف الحضارة.
ويؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى أن تحتمس الثانى هو ابن تحتمس الأول من زوجته الثانوية "موت نفرت" وهو الابن الوحيد الذي عاش لأبيه واعتلى العرش بعد موت والده وتزوج من أخته غير الشقيقة حتشبسوت وحدث أن مرض تحتمس الثاني بمجرد اعتلائه للعرش، ولما لم يكن له ابنًا في ذلك الوقت فقد قامت زوجته وأخته حتشبسوت بالحكم من وراء الستار.
وقد أنجبت حتشبسوت ابنة واحدة من الملك تحتمس الثانى وهي الأميرة "نفرو رع" التي وضعتها في أول عهد هذا الملك؛ ولذلك أعيدت أواصر الزوجية بينه وبينها أملًا فى إنجاب ولد يتولى العرش ولكن الأقدار جاءت على عكس ما أرادت.
ووضعت أنثى سمتها "مريت رع حتشبسوت" وبذلك ضاعت عليها آخر فرصة في إبقاء الحكم في يد ابن لها وقد ذكر بعض المؤرخين أنها قتلت زوجها تحتمس الثانى للاستيلاء على الحكم بعدما فشلت في انجاب طفل منه يتولى الحكم من بعده ومن ثم يظل الحكم في يديها.
ويضيف الدكتور ريحان أن تحتمس الثاني بعد توليه الحكم قام بالقضاء على العصيان والتمرد في كوش بالنوبة ونصب لوحة بانتصاراته عند الشلال الثالث وقد عمد إلى تأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس في سيناء، كما قام بحملة إلى سورية على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين .
وكان الحال فيها آمنًا على وجه العموم حيث أن المصريون لم يتدخلوا في شؤون عبادات سكان البلاد المفتوحة، كما أرسل حملة إلى النوبة وهزم الثوار هناك وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعى، وسجل ذلك على لوحة تذكارية تمت إقامتها بين أسوان وفيلة نصها "لما علم جلالته بذلك، ثار الفهد، وأقسم أنه لن يترك أي رجل من أولئك حيًا".
وعن آثار هذا الملك يشير الدكتور ريحان أنه إلى لوحتين عثر عليهما بجوار الشلال الثالث كانت نتيجة الحملة الذى شنها ضد النوبيين ليؤكدا وصول نفوذه إلى نفس المكان الذي وصل إليه نفوذ من سبقوه من الملوك. ولكنه توفى بعد فترة وجيزة من وضع اللوحات. كما أقام البوابة الثامنة بالكرنك ونحت تمثالين له أمام هذه البوابة واقام معبد في شمال مدينة هابو بالأقصر أكمله ابنه تحتمس الثالث، كما توجد له آثار في معبد قمة وفي سمنة بالنوبة كما وجد له تمثال في الفنتين.
وعثر على مومياء تحتمس الثاني في خبيئة بالدير البحري بعد أن عبث ناهبوا القبور بها حيث أعيد لفها وترميمها ولقد أوضحت الأشعة السينية التي أجريت على المومياء أنها لرجل في الثلاثينيات من العمر يغطى جلده طبقة داكنة لا يظن أنها مرض، ربما كانت ناتجة عن عملية التحنيط، كما عثر على الرجل اليمنى مفصولة تمامًا عن الجسد، وكانت أظافر الأيدى والأرجل مقلمة ونظيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق