علاء الدين ظاهر
تحل في مارس الحالي ذكرى مرور قرنين ونصف من الزمان على ميلاد مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا "4 مارس 1769 م"،ويحتوي متحف المركبات الملكية علي واحدة من أهم وأندر اللوحات المعروضة،وهي عبارة عن بورترية ل"محمد على باشا الكبير"
حيث يظهر به الوالي محمد علي باشا (مؤسس مثىغ الحديثة)، وهو يمتطي جواده ومن خلفه منظر طبيعي أو معركة بحرية، وتعتبر هذه اللوحة من أهم وأندر اللوحات، حيث أنها اللوحة الوحيدة لمحمد على وهو يمتطي الجواد.
وعمل الفنان في هذا البورتريه على إظهار "محمد علي" في جسم رشيق وهذا على عكس الواقع،حيث أن الرسام أراد أن يظهره في هذه الهيئة ليبدو بتلك العظمة و الهيمنة)، كما برع الفنان في اللوحة حيث تستطيع أن ترى اللوحة من كل الإتجاهات بنفس الرؤية الأمامية لها"مثل: بورترية الموناليزا"،وكأن الوالي ينظر إليك وهذا لإبراز الهيمنة والسيطرة.
وعن حياة محمد علي باشا،فهو محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي، مؤسس الأسرة العلوية، ولد محمد علي في 4 مارس 1769، وتوفي في 2 أغسطس1849م، وهو من مدينة قولة بمقدونيا باليونان، حكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848، ووصف بأنه «مؤسس مصر الحديثة».
واعتلى عرش مصر عام 1805 بعد مبايعة أعيان البلاد ليكون والياً عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه "خورشيد باشا"، واستطاع بذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به أن يستمر في حكم مصر طوال تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك والياً على مصر لأكثر من عامين.
ونشأ يتيماً، حيث توفيت والدته وهو في السادسة من عمره، ومات كل إخوته وكانوا سبعة عشر أخ في حياة أبيه،وقد أدخل " محمد علي باشا" العديد من الصناعات والزراعات الجديدة في مصر مثل: صناعة السفن وزراعة القطن واليوسفي.
وبمناسبة اليوسفي يقال ان سبب تسمية اليوسف افندي بهذا الاسم قصة صغيرة مشوقة،حيث فوجيء "محمد علي باشا" بإصابة ابنه "طوسون" بمرض الطاعون، ومات بعد أقل من 24 ساعة، حين قام الأطباء بتحليل المرض، حزن محمد علي حزناً كبيراً وتأثر تأثراً كبيراً، و لم يخرج من حالته إلا بعد فترة.
وفي إطار اهتمام "محمد علي باشا" بالتجارب الزراعية عام 1830م ، أمر بإرسال مجموعة من أشجار العنب والتوت والليمون والتين، المستحضرة من الآستانة (اسطنبول حالياً في تركيا)، حيث قام بتخصيص 100 فدان بجوار حديقة شبرا لزراعة هذه المزروعات الأوروبية.
كما قرر أن يتعلم الفلاحين المصريين كل النُظم الخاصة بزراعة هذه الفواكه، وكان الذين يعلمون المصريين أغلبهم من الذين أرسلهم محمد علي للخارج في بعثاته التعليمية.
فأرسل 30 شخصاً لتعليمهم زراعة تلك الأصناف على يد ثلاثة تلاميذ عادوا من بعثات علمية لفرنسا وإيطاليا، وكان أحد هؤلاء الطلبة هو يوسف أفندي، الذي عند عودتهم من فرنسا حصلت ريح شديدة، سببت إقامة العائدين معه نحو ثلاثة أسابيع في جزيرة مالطا، وتصادف في تلك المدة أنه رست سفن حاملة أشجاراً مثمرة من جهات الصين واليابان، فاشترى منها يوسف أفندي هذا ثمانية براميل بها شجر مثمر من النوع المعروف الآن باسم اليوسفي.
وعندما وصل الإسكندرية وجاء وقت مقابلة محمد علي باشا إلتمس يوسف أن يحمل معه بعضاً من هذه الفاكهة، التي كان قد اشترى أشجارها، وعندما تناولها محمد علي باشا أعجبته وسأل عن اسم الفاكهة، وكان يوسف سأل قبل ذلك بعض الحاشية عمن يحبه محمد علي من أولاده أكثر من غيره، فأخبره أنه يحب طوسون باشا، فقال يوسف له: إن اسمها هو "طوسون"، فتبسم محمد علي، وقال: ما اسمك؟ قال يوسف.
فأمر محمد علي بتسميتها "يوسف أفندي" التي تقال أحيانا "يوسفي"، وأمر بزراعة هذه الفاكهة الجديدة في حديقة قصر شبرا، فعرفت منذ ذلك الحين باليوسف أفندي، ومنذ ذلك الحين أصبح الإسم الشائع لهذه الفاكهة هو يوسف أفندي، إلى أن صار على لسان العامة، بعد ذلك “يوستفندي” أو يوسفي، وأمر محمد على أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي، حيث كان يشرف عليها بنفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق