19‏/03‏/2021

حكاية أم..الهانم التي أوقفت حياتها علي العمل العام وكفالة المرضى والمساكين والفقراء

علاء الدين ظاهر 

تحتفل العديد من الدول بـ عيد الام في شهر مارس الحالي،وهو يوم يأتي كل عام لتكريم الأمهات وللتعبير عن الحب والتقدير لها ، لما قدمته الأم لهم في حياتهم،فقد قال الإمام الشافعي" واخضع لأمك وأرضها فعقوقها إحدى الكبر"،وسقراط"لم لأطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي" 



أما الشاعر الكبير الراحل جبران خليل جبران قال عن الأم: الأم هي كل شيء فى هذه الحياة هي التعزية فى الحزن الرجاء فى اليأس والقوة فى الضعف‎



ومن نماذج هؤلاء الامهات اللواتي استحققن هذا التكريم ، أمينة هانم إلهامي،وهي كما قال أحمد عبادة الباحث المتخصص في التاريخ بنت إلهامي باشا، ابن عباس الأول، ابن طوسون، ابن محمد علي باشا، وقد تزوجت من الخديو توفيق وأنجبت له الخديوي عباس حلمي الثاني، ومن بعده الأمير محمد علي توفيق ، والأميرة خديجة والأميرة نعمت هانم.



وقد عرفت امينه هانم بـ "أم المحسنين" ، فقد أوقفت حياتها علي العمل العام وكفالة المرضى في الجمعيات الخيرية ، واعاله المساكين ، وإلأحسان على الفقراء ، حتى ان الكثير من المصريين كانوا لا يعرفون لها اسماً سوى «أم المحسنين».



وأمينة هانم إلهامي حرصت منذ البداية على تعليم أولادها الفنون الإسلامية وكافة الفنون ، وعندما سافر ولديها الأميران عباس، ومحمد، للدراسة بالخارج ، كانت بينها وبينهما رسائل متبادلة، ويظهر لنا لنا من هذه الرسائل أنها كانت تطلب منهم أن يحافظا على الصلوات في أوقاتها، ثم أوصتهما بتعلم الفنون والموسيقى.



وانعكست هذه التربيه علي ابنائها ، فكانت سببًا في حب ابنها الخديوي عباس حلمي الثاني ، والأمير محمد علي توفيق للتراث والتحف والأثار ، فالخديوي عباس حلمي الثاني الذي تم عهده إنشاء أغلب وأهم المتاحف في مصر ، كما أنه ساهم في صيانة وترميم الكثير من الآثار الإسلامية، وأنشأ لأجل ذلك لجنة مهمه جدا عرفت بلجنة حفظ الآثار العربية والتي يرجع لها الفضل في حفظ المباني التراثية الإسلامية والقبطية ، حتي لقب عن استحقاق بـ «أبو المتاحف المصرية» .



اما ابنها الثاني الأمير محمد علي توفيق ، صاحب القصر الشهير قصر المنيل ، والذي عرف بحبه للفنون عموما وخاصة الفنون الأسلامية ، وهذا ما يظهر جلياً في القصر والذي أوصي بإهداؤه للشعب المصري بعد وفاته، وبالفعل تحول القصر إلى متحف به الكثير من التحف النادرة والتي لا تقدر بثمن،وحينما توفيت فى يونيو 1931 نعاها المصريون بحزن شديد ، وأعلن الحداد الملكى عليها لمدة عشرين يوماً.



وفي عدد مجلة المصور بتاريخ 26 يونيو 1931 من مجلة «المصور» تقول : «ماتت أم المحسنين وغربت عن مصر.. طالما كانت أشعتها واسطة الحياة لكثيرين من الفقراء» ماتت أم المحسنين بعد حياة طويلة ضربت فيها المثل فى الجود والسخاء وأعمال البر والإحسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق