علاء الدين ظاهر
ساعات قليلة تفصلنا عن حدث ثقافي وأثري ضخم شحذت له الدولة بمختلف أجهزتها ليخرج في أفضل وابهي صورة..موكب المومياوات الملكية الذي يضم 22 مومياء ستغادر ميدان التحرير إلي متحف الحضارة،لتستقبل بعد الإفتتاح زوار المتحف وكأنها تقول لهم.. أهلا وسهلا بكم في أرض التاريخ.
ومن خلال مصادرنا وزيارات سابقة قمنا بها إلي المتحف وتجولنا فيه،حصلنا علي الشكل النهائى للقاعة التي ستعرض فيها المومياوات،والتي يتم التعويل عليها لتكون مصدر جذب قوي للمتحف.
ويمكن الوصول إليها عبر القاعة الرئيسية للمتحف التي تعرض العديد من القطع المميزة لتعطي الزائر فكرة متكاملة عن الحضارة المصرية وأهم إنجازاتها عبر عصورها المختلفة،من ما قبل التاريخ وحتي العصر الحديث والمعاصر،ما توارثه المصريون من ثقافة تقليدية أو ما يعرف بالموروث الشعبي.
وقاعة المومياوات يتم النزول إليها عبر سلالم لتبدو وكأنك تنزل الي مقبرة أسفل الأرض،وإمعانا في ذلك ستجد القاعة جدرانها سوداء اللون، بحيث تعطي للزائر مع الإضاءة الخافتة والملائمة جو المقابر والعالم الأخر والذي كان في عقيدة المصري القديم،لتبدو وكأنك داخل واحدة من المقابر في وادي الملوك بالأقصر.
وعندما يدخل الزائر إلي القاعة،سيجد كل مومياء في الفاترينة الخاصة بها وبجوارها التابوت الخاص بها في فاترينة عرض منفصلة،ومع كل فاترينة توجد بطاقة شارحة لصاحب كل تابوت.
كما توجد أيضا شاشات تعرض قصة كل مومياء وكيف تم العثور عليها وتاريخ صاحبها،كذلك الأمراض التي كانت تعاني منها المومياء، وما إذا كانت أجريت عليها أشعة في السابق ونتائج هذه الأشعة.
ويعد اكتشاف المومياوات الملكية واحداً من أعظم الاكتشافات الأثرية وأكثرها غرابة في تاريخ الإنسان،في هذه الحالة، لم تكن روائع فنية، بل أجسادًا مقدسة لبناة الحضارة المصرية في عصر الدولة الحديثة ، أولئك الذين آمنوا بالحياة بعد الموت وخصصوا جزءًا كبيرًا من ثروتهم لقهر الموت.
ووفقًا لمعتقداتهم، فقد حفظوا أجسادهم من أجل أرواحهم،وقاموا بنحت مقابرهم فى صخور الوادي على الضفة الغربية للنيل بالقرب من عاصمتهم في طيبة، وزودوهم بكل ما يلزم للحياة بعد الموت،وبعد ذلك تم إغلاق مداخل المقابر وإخفاء الغرف، حتى تظل المومياوات محفوظة إلى الأبد وتلعب دورها في عالم آخر ، موطن الروح في الحياة بعد الموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق