علاء الدين ظاهر
من الأشياء المثيرة في قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة أنك إذا زرتها ستجد أول مومياء تستقبلك فيها صاحبها يسمي الملك الشهيد أحد أعظم ملوك مصر،والذي كان موضع جدل كبير خلال الأيام الماضية بسبب الطريقة التي مات بها،والتي تباري المتخصصون في التعليق عليها ما بين مؤيد ومعارض.
هل تشوقت لمعرفة من هذا الملك صاحب القصة المثيرة؟..هو الملك سقنن رع الذي كشف قصته مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والاثار،مشيرا إلي أنه منذ حوالي شهر ظهرت دراسة نشرت فى إحدى المجلات الأمريكية لعالم أثار مصرية وطبيبة أشعة جامعة القاهرة،وذكرا فيه أن الملك سقنن رع الذى بدأ فى الدفاع وطرد المحتلين الهكسوس قتل نتيجة أسره وتقييده وقتله ؟! نتيجة عدة مظاهر ظهرت من فحص موميائه بالأشعة.
وقال شاكر:جميع الاستنتاجات الواردة بالبحث المنشور عن سقنن رع هى محل تخمينات ولا يوجد ما يؤيدها علميا من أدلة أثرية،ولا ندرى لماذا إتجه ناشرى الدراسة لهذه الافتراضية؟،والدراسة ليس لها أى ظل تاريخى وكل الكلام الذى ذكر يسبقه( ربما ويحتمل).
والملك سقنن رع تاعا، الثانى هو الملك قبل الأخير فى الأسرة ١٧ وأمه تتى شيرى وزوجته أياح حوتب وأبنه كامس وأحمس،وقد بدأ سقنن رع رحلة الكفاح ضد الهكسوس وأستشهد ودفن فى ذراع أبو النجا فى البر الغربى بالأقصر،وظلت المومـياء مدفونة أصلاً في ذراع أبو النجا، ثم أعيد دفنها لاحقاً في تابوتها الأصلى في خبيئة الدير البحري، حيث قام الكهنة فى الأسرة ٢٠بعد عدة حوادث لسرقات المقابر الملكية بتجميع مومياوات الملوك وإعادة دفنها فى خبيئة الدير البحرى بالبر الغربى بالأقصر.
ووجد جسم هذا الملك الذي أستشهد في الأربعينات من عمره في حالة سيئة من الحفظ إلا أن المـخ ما يزال موجوداً في تجويف الجمجمة، كما أن فـم المومياء يحتفظ بطقم كامل من الأسـنان الصحية وتملأ رأس الملك الشهيد الكثير من الجروح الشديدة،فيوجد طعنة خنجر خلف الأذن والتي ربما انهالت عليه الضربات بعدها، كما حطم خده وأنفه بضربات بالمقـامع ويوجد أيضاً قطع نتج عن بلـطة حرب مخترقاً العظم أعلى جبهة الملك.
وقد تعرضت هذه الموميات للعبث على يد لصوص المقابر القدماء عند سرقات المقابر الشهيرة فى أيام المصريين القدماء أنفسهم (بردية سرقات المقابر) وما كان يفعله اللصوص فى المقابر للأستيلاء على التمائم التى كانت توضع فى الأكفان الكتانية أثناء التحنيط ، ثم الأخطاء التى وقع فيها الكهنة عند إعادة تكفين ودفن الملوك بعد تكرار سرقات المقابر ، ثم للعبث الحديث والفحص غير المنظم وغير المتجرد عند الأكتشاف( ولنا فى كارتر نموزج عندما دمر مومياء الملك توت لفصل القناع الذهبى).
و الأقرب الى المنطق والعقل انه توفى فى ميدان المعركة بالبلطة، واخذ من قبل رجاله الى طيبة وتم تحنيط جثته، فكيف يتم أسر ملك من قبل اعداءه ويتركوا جثته لتحنط وتدفن لتصل الى مثواها الاخير القبر ومنه الى العالم الاخر،وهل كان من اخلاق الهكسوس تسليم جثته للمصريين لكى يحنطوها وهم كانوا يعلمون تماما عقيدة المصريين أنه لا بعث الا بجسد،وفى أسوأ الظروف كانوا سيشوهون جثته او حرقها ومحوها لكى يحرموه من البعث ونحن لم نعلم فى هذا الوقت وجود معاهدات لتسليم ضحايا الحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق