02‏/04‏/2021

أمنحتب الثاني الذي خدع اللصوص بحيلة ماكرة في مقبرته..قصة تاريخية

علاء الدين ظاهر

يعد أمنحتب الثاني هو السابع بين ملوك الأسرة الثامنة عشر ابن الملك تحتمس الثالث من زوجته الملكة ميريت رع حتشبسوت التي تظهر معه في مناظر على جدران مقبرته وفترة حكمه 1427–1401 ق.م أو 1427–1397ق .م.



وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى أن الملك أمنحتب الثاني حاول الاحتفاظ بالإمبراطورية الآسيوية التي امتلكها والده فقام فى السنة الثالثة لحكمه بإرسال حملة إلى بلاد تخسي في شمال سوريا وكانت أول الحروب التي شنها على آسيا



وقد وجدت نقوش في أمدا والفنتين وأرمنت يفخر فيها بقتله أمراء التخسي السبعة، وقاد في العام السابع من حكمه حملة إلى فلسطين بدأها ببلاد رتنو فأخضع أمراءها، ثم بلدة شماس أدوم وأستولى عليها في مدة قصيرة ثم عبر نهر الأرنت وأستولى على العديد من البلدان والقرى، واتجه بعدها إلى قادش حيث ددان له أهلها بالولاء والطاعة ثم إلى فينيقيا وعاد منها بغنائم كثيرة.



ويوضح الدكتور ريحان أن أمنحتب الثاني كان شغوفًا بالرياضة خاصة ركوب الخيل والرماية وكان مفتول العضلات قوى الساعد، وذلك من خلال لوحة جرانيتية عثر عليها في الكرنك تصف مهارة أمنحتب في استخدام القوس حيث أنه قد فوّق سهامه لتصيب هدفاً من النحاس بسمك 6سم لأربع عشرة مرة متتالية، كما كان له مدرب ملكي للرماية يسمى مين والذي تقلد منصب عمدة طيبة بعد أن حارب ضمن صفوف جيش الملك تحتمس الثالث.



ومن آثار هذا الملك العظيم معبده الجنائزى بالقرب من الرمسيوم وقاعة احتفالات في معبد آمون بالكرنك ونقش في الردهة الأمامية بمعبد كلبشة يقدم القرابين لمعبود النوبة (مروترو حور رع) ولوحة فى محاجر طيبة يظهر بها واقفًا أمام صفين من الآلهة عددهم 13، كما أضاف إلى المعابد التي بناها والده تحتمس الثالث



وينوه الدكتور ريحان إلى مقبرة الملك أمنحتب الثاني رقم 35 وتعرف عالميا باسم KV35 بوادي الملوك على ضفة النيل الغربية المقابلة لمدينة الأقصر وقد اكتشفها فيكتور لوريه مدير عام الآثار في عام 1898م. منحوتة في الصخر تزينها مجموعة كبيرة من الآلهة ونسخة كاملة لكتاب جنائزى هو كتاب امدوات أو ما يوجد في عالم الآخرة 



وفى إحدى الحجرات الجانبية التي استخدمت كخبيئة عثر على 13 مومياء معظمها لملوك نقلوا إلى مقبرته منهم تحتمس الرابع ابنه، وحفيده أمنحتب الثالث والملكة تي والملوك سبتاح ومرنبتاح ورعمسيس الرابع والخامس والسادس وسيتي الثانى وست نخت، بالإضافة إلى صاحب المقبرة الذي وجد داخل تابوته وحول عنقه أكليل من الزهور.



وتتألف مقبرته من ممر شديد الانحدار ينتهى ببئر كاذبة لتضليل اللصوص وبها ممر يؤدى إلي قاعة الدفن التي تحوى التابوت، وقد رفع سقفها على ستة أعمدة وزينت جوانبها بصورة الملك بين يدى آلهة الموتى:أوزيريس وحتحور وأنوبيس، ويشبه سقفها السماء بزرقتها ونجومها اللامعة ورسومات جدرانها البديعة باللون الأصفر تعطى انطباع للناظر إليها أنها مخطوطات من البردى محلاة بالصور ومعلقة على الجدران.



وتتصل بهذه القاعدة عدة حجرات جانبية أعدت لوضع الأثاث الجنائزى ثم استخدمت فيما بعد مخبأً لحفظ مومياوات بعض الملوك التي نقلت إليها فى الأسرة الحادية والعشرين بإشراف كبير الكهنة بي نجم لحمايتها من لصوص المقابر وظلت محفوظة في هذا المكان إلى أن تم كشفها مع المقبرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق