06‏/04‏/2021

خبير آثار يقترح..موكب المومياوات الملكية فرصة مشروع قومى لتوعية المصريين حضاريا

علاء الدين ظاهر

انتهي موكب المومياوات الملكية علي خير،لكن لم تنته حكاياته،حيث أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أنه لا بد لأى شعب من مشروع قومى يتكاتف عليه الجميع لتحقيقه ويكون هو الهف الأسمى لهذا الشعب وذلك منذ عصر مصر القديمة.

حيث كان بناء الهرم مشروعًا قوميًا تكاتف فيه شعب مصر مع ملكه المحبوب خوفو "خنوم خو آف وى" بمعنى خنوم يحمينى فأنتج أعظم أثر فى العالم، وحديثًا تكاتف شعب مصر بعد نكسة 1967 وكان مشروعه القومى هو النصر ورد الاعتبار وكانت معركة أكتوبر الفاصلة نتيجة هذا المشروع تبعتها معركة السلام وكانت الجزء التكميلى لنصر أكتوبر .

ويتابع الدكتور ريحان ومنذ أكتوبر لم نجد مشروع قومى يتكاتف عليه الشعب بحب جارف مع قيادته السياسية ليضعه هدفه الأسمى ورغم كل الإنجازات حولنا منذ قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى والملموسة لدى الجميع ولكن خلق شعور وطنى وإحساس قومى وعاطفة جياشة للتفاعل مع هذه الإنجازات ودمجها فى مشروع قومى لدولة تحت مسمى " حب الوطن يصنع المستحيل".

أطلقت شرارته مع موكب المومياوات الملكية، حين وصلت الرسالة لكل فرد فى مصر الأطفال قبل الصغار بإحساسهم الصادق والفيّاض بقيمة حضارتهم وعظمة بلادهم وحكمة قائدهم الذى صنع مجدًا أشاد به العالم وسيشيد به إلى ما لانهاية لا يقل قيمة عمن صنعوه ملوك مصر العظماء باعتباره امتدادًا لهم

ومن هذا المنطلق يطالب الدكتور ريحان بأن تكون نقطة البداية لهذا المشروع يوم 3 أبريل لتعمل كل أجهزة الدولة والإعلام على استمرار هذه الصيحة وهذه الشرارة الذى أطلقها رئيس مصر فى منظر رائع وهو يسير بمتحف الحضارة ليستقبل ملوك مصر ليعلن للعالم أن مصر ولدت من جديد فى هذا اليوم .

كما يطالب بتدريس مادة الحضارة فى كل مراحل التعليم وفى الجامعات وأن تكون زيارة الآثار واجبة على الجميع وأن يكتب عنها التلاميذ ويتم تقيمهم كنشاط خاص رئيسى ضمن المناهج الدراسية

ويطالب الدكتور ريحان بأن تبدأ كل أجهزة الدولة فى نشر الوعى الحضارى والسياحى فى كل مكان والسمو بكل مناحى الحياة الحضارية من فنون وأداب وموسيقى ومحاربة كل مظاهر التلوث السمى والبصرى بعد مشاهدتنا لكل هذه الجمال وسماعنا لعذوبة الموسيقى الراقية مما يعنى أننا قادرون على صنع وخلق الجمال وأن تنتشر الفنون التشكيلية خارج القاعات والمعارض المغلقة لتزين الميادين وجدران المترو بدلًا من الإعلانات المنفرة وتزين مياديننا اللوحات والنافورات وأن تمنع كل مظاهر العبث بجمال مصر وأن نخلق بانوراما جمالية لكل موقع سياحى وأثرى فى مصر وكل مكان فى مصر هو موقع سياحى

وعن أهمية الموكب الملكى عالميًا أوضح الدكتور ريحان بأنه سيعيد اكتشاف مصر خاصة للأجيال الجديدة فى العالم التى تابعت الحدث عبر كل وسائل التواصل وكما اكتشف العالم القيمة الحضارية لمصر باكتشاف خبيئة الدير البحرى عام 1881 وخبيئة أمنحتب الثانى عام 1898 والتى أنشأت بما يسمى بالولع بالحضارة المصرية.

وبدأ التفكير فى دراسة الآثار المصرية ليخصص علم خاص بمصر يطلق عليه "علم المصريات" حيث لا يوجد علم فى أى بلد فى العالم باسمها وبدأت أعمال البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار والتى أسهمت فى نشر الوعى بالغرب بقيمة الحضارة المصرية وبدأت الأفواج السياحية تتجه إلى مصر نافذة الحضارة للعالم أجمع .

وأضاف الدكتور ريحان أن هذا الموكب سيدفع الأجيال الجديدة فى أوروبا والعالم وبحب جارف إلى الدعاية المجانية عبر كل وسائل التواصل لآثار مصر مما سينعكس بشكل كبير على زيادة الإقبال السياحى على مصر لمشاهدة هؤلاء الملوك العظام فى موقعهم الجديد والتعرف على معالم هذه الحضارة العظيمة الذى صنعها هؤلاء الملوك بإيدى شعوبهم المخلصة لبلادها وحكامها وهذا سر تفوق الحضارة المصرية على سائر الحضارات وتميزها كقيمة عالمية استثنائية.

وعن أهمية الحدث محليًا أشار الدكتور ريحان أنه سيسهم فى تعزير الانتماء القومى وإحساس الشباب بقيمة بلادهم وحضارتها العظيمة وأن يجدوا القدوة فى هذه الحضارة التى علمت العالم الكتابة والطب والهندسة وسائر مناحى الحياة الحضارية ويبدأوا فى القراءة عنها والحرص على زيارتها مما سيسهم فى تنشيط السياحة الداخلية بشكل كبير

وكذلك رفع درجة الوعى بقيمة هذه الآثار وأهمية السياحة لمصر وهى المصدر الوحيد الذى لا يستفيد منه العاملين بقطاع السياحة فقط بل كل الأنشطة الاقتصادية فى الدولة من زراعة وصناعة ونقل وترويج لكافة السلع وفتح فرص عمل جديدة للشباب واستغلال كل الطاقة العاملة فى مصر

ويختتم الدكتور ريحان بقوله "عاشت مصر حرة وعاشت قيادتها السياسية الحكيمة المايسترو لهذا الإبداع الحضارى، ولوحة شرف لكل العاملين في السياحة والآثار وكل الآثاريين والمرممين والمهندسين والإداريين ورجال الأمن والعمال وكل من ساهم فى هذا الإنجاز التاريخى فهم شرفاء هذا الوطن التى ستحفر أسماؤهم بحروف من  نور"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق