علاء الدين ظاهر
كشفت نشوى أبو زيد المشرفة علي اعمال الترميم بقبة قانصوة أبو سعيد من قبل الادارة العامة للقاهرة التاريخية تفاصيل الأعمال التي تمت في القبة،والتي أعلنت وزارة السياحة والآثار مؤخراً مشروع ترميمها وتنسيق الموقع العام لها.
القبة التي تقع في القرافة الشرقية بصحراء المماليك تم ترميمها بالتعاون مع وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية،وجميع الأعمال تمت تحت إشراف الإدارة العامة للقاهرة التاريخية وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، والجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الفاطمية بوزارة الإسكان.
وقالت نشوي ابو زيد:ترجع هذه القبة للسلطان الملك الظاهر أبو سعيد قانصوه الأشرفي قايتباى ،الذي تولى عرش مصر عام 1498 وهو اقل من 30 سنة مستمرة في الحكم من سنة 1500 م،وهو خال السلطان الناصر محمد ابن قايتباي .
وتم بناء القبة على الطراز المملوكي حيث تتكون من أربع جدران على شكل متوازي مستطيلات من الحجر الجيلي،وبنيت بنظام الحوائط الحملة والحجر المشهر مدماك أبيض مائل للصفرة ومدماك احمر مستخدمة للأكاسيد الحمراء المخلوطة بوسيط صمغي.
وتابعت:عند الدخول الي القبة وجدت الكثير من عوامل التلف، وكان يجب أن نقوم بعمل التوثيق الفوتوغرافي أولا باستخدام الكاميرات الرقمية الحديثة،وذلك لرصد الوضع الحالي للقبة.
وتم توثيق كل وجهة على حدة،وبدانا أولا بالواجهة الشمالية الغربية اتجاه صلاح سالم مقابل القبلة،ثم الواجهة الشمالية الشرقية"المدخل"،ثم الواجهة الجنوبية الشرقية اتجاه الأوتوستراد وجهة القبلة،وأخيرا الواجهة الجنوبية الغربية مقابل المدخل،وتم توثيق كافة العناصر المعمارية بالقبة الأثرية قبل وأثناء وبعد العمل.
ثم قمنا بالتوثيق المعماري لأعمال الواجهات الخارجية عن طريق الأوتوكاد،كما تم توثيق مظاهر التلف من تآكل وتقشر وبقايا أسمنتية وعوالق وتكلسات واجزاء ضعيفة وشروخ واملاح وفقد في الاحجار.
وأشارت إلي أنه تمت أعمال الرفع والرصد المساحي، والفحص والتحاليل للأحجار والمونات،وبعد دراسة حالة الاثر وكل المشاكل التي تعرض لها بدأنا في عملية الترميم والتنظيف الميكانيكي للأحجار،باستخدام طريقة الضغط الهواي لإزالة العوالق والتكلسات الاسمنتية.
وقمنا باستخدام كمادات لاستخلاص الاملاح السطحية، وحقن الشروخ واستكمال الأجزاء المفقودة في الأحجار وتوريد وتركيب احجار جديدة أماكن الأحجار المستهلكة تماما وطوالتي لا تصلح للاستخدام مرة أخرى،وفك وإعادة تركيب الأحجار لإستعدالها طبقا للإشراف الأثري، وتم عمل كحلة للعراميس وتوريد وتركيب الشبابيك الجصية.
كما تم توريد وتركيب مصبعات معدنية والشبابيك الخشبية وأرضيات رخام 100،كما تم توريد وتركيب بلاط معصراني جديد،وذلك بعد أعمال عزل السطح وعمل الاختبارات اللازمة.
وطبقا لبيان سابق للوزارة،تم الانتهاء من أعمال الترميم الإنشائي والمعماري للقبة والذى تضمنت تدعيم الحوائط والأساسات، وأعمال تنظيف وترميم واجهات القبة الأربعة ومنطقة انتقال خوذة القبة وهلالها النحاسي، وتركيب الشبابيك الجصية المعشقة بالزجاج الملون لتغشية شبابيك رقبة القبة والقندليات مما أضفى على القبة وأنارتها من الداخل طابعها الأصيل بألوان ساهمت فى اظهار عناصرها المعمارية بشكل مميز.
كما تم تركيب نظام إضاءة جديد داخلية وخارجية للقبة، بالإضافة الى أعمال الترميم الدقيق حيث تم الانتهاء من ترميم المحراب والقبة من الداخل، وكافة الرنوك والأشرطة الكتابية المزخرفة بهم وتنظيفها وتثبيت ألوانها وإظهارها، مع مراعاة الأصول الفنية والأثرية المتبعة.
أما عن أعمال تنسيق الموقع العام المحيط بالقبة،شملت تبليط ورصف المنطقة ووضع أحواض نباتات ملائمة لطبيعة الأثر وتركيب اللوحات التعريفية الخاصة بالقبة بالإضافة إلى تركيب كاميرات للمراقبة.
وتاريخيا فإن قبة السلطان قانصوه أبو سعيد أنشئت عام904 هجرية /١٤٩٨ميلادية علي يد السلطان المملوكى الجركسي قانصوة أبو سعيد فى نفس عام تسلمه للسلطنة لتكون مدفنا له،لكنها عرفت مؤخرا "بقبة الغفير" لأنها كان تستخدم كسكن لحارس المنطقة "الغفير" وسميت الترب التى تقع حولها بنفس الاسم "ترب الغفير".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق