علاء الدين ظاهر
كشف الباحث الأثري محمد حمدي متولي عن مفاجأة تاريخية تمثلت في كنيسة مندثرة كانت ضمن المنشآت الموجودة في قلعة صلاح الدين الأيوبي،وذلك في رسالة حصل بها علي الدكتوراة من قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار في جامعة القاهرة 2011.
الرسالة كانت بعنوان"الساحة الشمالية الشرقية لقلعة الجبل بالقاهرة منذ العصر الأيوبي حتي عهد الخديوي إسماعيل"دراسة أثارية وثائقية جديدة"،تحت إشراف أ.د.أمال العمري أستاذ الأثار والفنون الإسلامية ووكيل الكلية سابقا،وأ.د.علي أحمد الطايش أستاذ الأثار الإسلامية بالكلية.
وفي الرسالة جاء أنه استعان صلاح الدين الأيوبي بعدد كبير من الأسري الفرنج يصل إلي خمسين ألف أسير سنة 1117 م في تشييد الأسوار وأعمال أخري، وبالتالي فكان لابد من أن يوفر لهم مكانا لإقامتهم،بالإضافة إلي مكان للعبادة.
وطبقا للرسالة،كانت تقع كنيسة القلعة في الجهة الشرقية من الساحة الشمالية الشرقية (القسم الحربي)للقلعة وذلك في الموضع الذي توجد به حالياً الحديقة المتحفية، وكانت تقع الكنيسة في وسط مساكن تعرف بمساكن التتر.
وعن كيفية وجود كنيسة داخل القلعة (مقر الحكم )، فالمعروف عن صلاح الدين الأيوبي مدي تسامحه مع كافة الأديان واحترامه للديانة المسيحية،فقد أظهر مواقف دلت علي نبله وأخلاقه العالية منها معاملته الطيبة لأسري الصليبيين في معركة حطين ( ٥٨٣ ه/ ١١٨٧ م).
كما أظهر صلاح الدين عندما فتح القدس احتراماً بالغًا للأماكن المقدسة المسيحية، فعندما طلب منه بعض المسلمين هدم كنيسة القيامة انتقاماً لما ارتكبه الصليبيون بحق الأماكن المقدسة الإسلامية،رفض طلبهم رفضاً قاطعاً،بل ضاعف من الحراسة علي الكنائس وغيرها من أماكن العبادة المسيحية.
واستمرت هذه الكنيسة قائمة طوال العصر الأيوبي حتى عهد الناصر محمد بن قلاوون،ويرجح أنها لا تختلف عن التخطيط المعماري عن الكنائس المشيدة في العصر الأيوبي ككنيسة الأنبا بيشوي بدير البرشا وكنيسة القديس يحنس بدير أبن حنس.
والتي يتبع جميعها التخطيط البازيلكي الذي يتألف من مستطيل الشكل يقع مدخله في الناحية الشرقية، وتتكون الكنيسة من الداخل من ثلاث بلاطات رأسية أكثرها اتساعاً وارتفاعاً البلاطة الوسطي عن البلاطتين الجانبيتينن ، بواسطة صفين من البائكات.
وفي الناحية الشرقية توجد حنية الكنيسة الرئيسية علي شكل نصف دائري في معظم الأحيان،حيث كان يوضع بهذه الحنية كرسي للأسقف علي جانبيه مدرج رخامي لبقية رجال الدين،علي أنه يقابل الحنية في الضلع الغربي من البناء وعلي نفس محور الحنية باب الكنيسة الرئيسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق