08‏/05‏/2021

أول صلاة عيد بقلعة إسلامية من 834 عاما..صور

علاء الدين ظاهر

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن قلعة الجندى بجنوب سيناء مسجلة كأثر من الآثار الإسلامية عام 1989م،وتبعد 100كم جنوب شرق السويس .



وبناها السلطان صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى،وتضم مسجدين ومصلى لصلاة القيام والعيدين عبارة عن مكان مكشوف له محراب يحدد اتجاه القبلة في جدار طوله 15.9م وبنى المحراب من الحجر المنحوت وعرضه 80 سم وعمقه 84 سم،وهى أول ساحة تقام لصلاة العيدين داخل قلعة إسلامية لها شكل معمارى ومحراب يحدد اتجاه القبلة.


ويوضح الدكتور ريحان بأن قلعة صلاح الدين بالقاهرة كانت بها ساحة أو إيوان ولكن ليست لصلاة العيد ولكن لمد موائد الطعام بعد صلاة العيد وهذه الساحة بنى عليها جامع محمد على بالقلعة وكانت صلاة العيد تقام بجامع الناصر محمد داخل القلعة.



 وقد انفردت قلعة الجندى بجنوب سيناء بساحة خاصة لصلاة التراويح،والتى ارتبطت بشهر رمضان بشكل كبير وصلاة العيدين، والتراويح جمع ترويحة وتطلق فى الأصل على الإستراحة كل أربع ركعات .



وهى صلاة أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأمر الناس بها فى شهر رمضان سنه14هـ ومن جميل ما اعتاد عليه الوالى عنبسة بن إسحاق عام 238هـ أنه كان يخرج وحده فى ظلمات الليل وينادى فى شهر رمضان بالسحور



ويتابع ريحان بأن الجامع الكبير بالقلعة يضم مئذنة بقيت قاعدتها بالطرف الغربى من واجهته الشمالية الغربية،وله مدخل معقود بعقد مدبب يعلوه بقايا شرفات وتعد واجهته الجنوبية الشرقية من أهم الواجهات، حيث كان يوجد بها النص الإنشائى للجامع والصهريج الموجود أسفله وهو الآن بمتحف الفن الإسلامى بباب الخلق.


 وتوجد بهذه الواجهة فتحة باب تؤدى للصهريج أسفل الجامع كما تتميز الواجهة الشمالية الشرقية بوجود شباكين ويتوج كل شباك عتب حجرى به زخارف إشعاعية تخرج من دائرة مركزية تنتهى بأشكال محارية.


وينوه الدكتور ريحان إلى أن تخطيط الجامع من الداخل مستطيل مقسم إلى ثلاثة أروقة وكان يسقف الجامع سقف مسطح من براطيم خشبية (كتل خشبية ممتدة بين طرفي السقف وتغلف بالتلوين والتذهيب) من فلوق النخيل مازالت بقاياها.


ولفت إلى أن قلعة الجندى كانت تقع على الطريق الحربى الشهير لصلاح الدين بوسط سيناء الذى أطلق عليه طريق صدر – أيلة "العقبة" والقلعة الثانية هى قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون بطابا وكان لهذا الطريق الدور الأكبر فى انتصار صلاح الدين على الصليبيين فى معركة حطين الشهيرة واسترداد بيت المقدس



 ويوضح الدكتور ريحان أن لسيناء دور عظيم فى الحضارة الإسلامية حيث دخل الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه مصر عن طريق سيناء متخذًا طريق رفح – العريش - الفرما حيث وصل العريش 10 ذى الحجة 18هـ الموافق 12 ديسمبر 639م ولم يجد أى نوع من المقاومة ثم العريش فالفرما فى أول محرم 19هـ الموافق 2 يناير 640م وكانت سيناء أول منطقة بمصر تضاء بنور الحضارة الإسلامية



ويؤكد الدكتور ريحان أن العصور الإسلامية تتابعت على أرض سيناء وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضارى من خلال آثار إسلامية عديدة الدينية منها والحربية والمدنية وتعددت أماكن الصلاة فمنها المسجد الجامع الذى يشترط فيه وجود المنبر لإقامة كل الصلوات وصلاة الجمعة والمسجد لإقامة الصلوات عدا صلاة الجمعة لعدم وجود منبر والمصلى وهو مكان مكشوف لصلاة القيام فى رمضان وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة وكانت هذه المنشئات القوة الروحية كما كانت مدرسة لطرز العمارة والفنون الإسلامية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق