علاء الدين ظاهر
قال عصام أحمد آدم صالح مفتش آثار بمنطقة آثار الخارجة بالوادى الجديد أن الإنسان استطاع من خلال جمعه بين الفكرين العلمي والأسطوري أن يتوصل إلى فهم الكون من حوله، وظهرت فكرة الأرواح نتيجة لعجز الإنسان عن تقبل فكرة الموت، ففى البداية صور الإنسان الروح بشكل مادي، إذ جعلها تحتاج إلى الغذاء والمأوى.
وتابع في دراسة له بعنوان"القرابين والمذابح من أقدم العصور إلى الفترة القبطية- دراسة فلسفية أثارية لأصل النشأة وعوامل التطور":من هنا نشأت ظاهرة تقديم القرابين،وألفت القرابين جزءً مهماً من عبادة الأمم القديمة، بل كادت أن تكون العلامة الفارقة عندهم للدين.
وقال الباحث أنه هدف من بحثه إلي دراسة القرابين والمذابح من خلال الاطلاع على أصل نشأتهما ومراحل تطورهما والعلاقة بينهما، وفلسفة كل منهما عند الشعوب والحضارات التى اعتمدت عليهما كركن أصلي وجزء أساسي من العبادة عندهم، وصولًا إلى الفترة القبطية التى كان لها قربانها ومذبحها الخاص بها.
وطبقا للدراسة التي قدمها للنشر العلمي في إتحاد الأثريين العرب،فقد كان الإنسان القديم يتصور بعقله أن القرابين أوقع فى نفوس آلهته من أي شيئ كان، فقدمها علي كل شيئ وجعلها عبادة يتقرب بها إلى آلهته،وكان الذبح هو الشعار الدال على الإخلاص فى الدين وعلامة التعظيم.
لذا كان الارتباط وثيقاً بين المذبح كمكان للذبح والقربان كقربة للإله على مر الأزمنة والأمكنة، وتغير مفهوم المذبح من مجرد كونه مكان تذبح عليه الذبائح إلى مكان تقدم من خلاله القرابين.
واستمر هذا الارتباط وثيقاً حتى بلغ أوج ازدهاره متجسداً فى المذبح القبطي،الذى جمع صاحبه بين الفكر القديم والمعتقد الجديد، فإذا به يقدم طقساً عقدياً يعتمد على رمزية متجذرة فى نفسه ومتأصلة فى وجدانه منذ أجداده الأقدمين، استطاع من خلاله أن يلم شعث أساطير وتصورات من سبقوه، ويجسده كاملاً فى مذبحه داخل كنائسه وأديرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق