علاء الدين ظاهر
خطر بات يهدد أحد المساجد الأثرية في المنيا،وهو مسجد علي باشا شعراوي والذي يحمل رقم 1405 ضمن الآثار الإسلامية والقبطية لعام 2000م،ومصدر الخطر من معدات ثقيلة تعمل بجوار المسجد وتهدده بالخطر.
ولم يجد حفيد مؤسس وباني المسجد علي باشا شعراوي إلا أن يطلق استغاثة لكل من محافظ المنيا ووزير السياحة والآثار،طالبا إنقاذ المسجد الذي أسسه جده ويعد من المساجد الأثرية المعروفة بالمنيا.
وقال أن الجامع مغلق منذ فترة بسبب أعمال الترميمات، ولكن عمل تلك الكراكات والمعدات الثقيلة بجوار الجامع أدت لظهور شروخ وتصدعات في جدران الجامع مما يجعله مهددًا بالانهيار.
وأضاف:مسجد علي باشا شعراوي، أحد أهم جوامع المنيا الأثرية، ويقع في حي غرب مدينة المنيا على طريق مصر أسيوط الزراعي، وأنشأه علي باشا شعراوي الذي ولد عام 1849م.
وكان عضوًا في مجلس الأمة عام 1881م، وهو المجلس الذي أُطلق عليه برلمان عرابي، وكانت زوجته الثانية ابنة خالة محمد سلطان باشا، والتي حملت اسمه وعُرفت باسم هدى شعراوي المناضلة المصرية المعروفة.
وقال حفيد الشعراوي، إن الجامع تطوقه مواقف الميكروباص، والتي تتخذ من حرم المسجد من الناحية الشرقية مكان لخدمة ركابها، مما أدى لتراكم الأتربة وعوادم السيارات على واجهات الجامع التي أصبحت في حاجة إلى ترميم دقيق لإزالة ما علق بها، إلى جانب غسيل السيارات بجوار المسجد وانتشار الباعة الجائلين علاوة على أنّ سائقي الميكروباص يتخذون منه استراحة لهم.
وأضاف، تم تقديم العديد من المذكرات إلى منطقة شمال آثار المنيا لدرء تلك السلبيات عن الجامع الأثري، وقد أصبح الجامع مغلقًا بسبب الشروخ ويقوم البعض الان بالحفر بالمعدات الثقيلة بجوار المسجد استغاثة بالحفاظ علي الأثر وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية من السادة المسئولين.
وتابع، الجامع على الطراز العثماني، وله أربع وجهات الرئيسية منها في الجهة الشمالية وله ثلاثة أبواب محورية، وتتميز وجهاته بزخارف نباتية وكتابية دقيقة غاية في الروعة أكسبته طابعًا أثريًا مميزًا، ووجهات المسجد معماريًا تحمل رائحة العصر المملوكي، رغم أن تاريخ إنشاء المسجد يرجع إلى الربع الأول من القرن العشرين، وأرضيات الجامع من الرخام الأبيض.
ووصف حفيد الشعراوي الجامع فقال أنه من الداخل عبارة عن درقاعة مستطيلة، يحيط بها أربعة أروقة، ويغطيها شخشيخة من ثلاث قباب مثمنة الأضلاع مخروطية الشكل ومن الداخل به خمسة أروقه موازية لجدار القبلة، إضافة إلى الضريح الذي يوجد خارج جدار القبلة ملاصقًا له، وهو من الداخل على شكل مسدس تعلوه قبة ذات السمت العثماني، والأرضية من الرخام.
وعن جده قال، كان علي باشا شعراوي من أعيان محافظة المنيا، وكان القائم مقام الخديو في صعيد مصر بأكمله وأحد مؤسسي حزب الوفد، وعند نفي سعد زغلول خارج البلاد تولى علي باشا مسئولية الحراك الثوري في مصر ثم في سائر الأقاليم عام 1919م، وبدأت الثورة في المنيا بلد علي شعراوي، وفي عام 1922م، توفي علي شعراوي ودُفن في ضريحه الملحق بالمسجد.
وختم حفيد الشعراوي كلماته قائلًا، الجامع هو تاريخ لمحافظة المنيا وتروي جدرانه حياة من شيده، ونقوشه تكشف أسرار حضارة تركت خلفها ميراثًا من الفن والثقافة والهندسة المعمارية، وهو بصمة حضارية تُخلد أسماء أصحابه عبر الأزمنة لتصبح دليلًا على التنوع الثقافي والحضاري الذي تميزت به مصر من تراث قبطي وإسلامي ليرسم وجهها الحقيقي وتنوعها الحضاري، الذ يفخر به المصريون على مر العصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق