15‏/11‏/2021

العذراء والقديس والميمر..حكاية 3 مخطوطات قبطية مهمة في المتحف المصري بالتحرير..صور

علاء الدين ظاهر

لم يكن الموت ابدًا يعني في الفكر المسيحي انتهاء علاقة الأحياء بالمتوفين،وإنما هو إمتداد لعلاقتهم بهم ولكن اخذت تلك العلاقة شكلًا آخر،وهو ما كشفته چيهان عزمي أمين عهدة المخطوطات بالمتحف القبطي،وذلك علي هامش معرض الآثار المؤقت في المتحف المصري بالتحرير بعنوان"تبجيل الموتى في مصر عبر العصور"



المعرض يضم عددا مميزا من قطع الآثار القبطية،حيث قالت جيهان عزمي:استلم الاولون هذا الفكر انطلاقًا من الآية المذكورة في الكتاب المقدس "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم". 



وجاء المعني شاملًا الآباء الجسدين والمرشدين الروحيين، والمعلمين سواء من الآباء البطاركة أو آباء الرهبنة أو القديسين والشهداء الذين تعترف الكنيسة بقداستهم، فتطلب شفاعتهم باعتبارهم قد اجتازوا الآلام الأرضية. وتذكر فضائلهم ودورهم الذي قدموه سواء في الحفاظ علي الإيمان والتعليم السليم مكرسين ذواتهم أو منهم من قدم حياته شهيدًا. 



واشتمل الأدب القبطي والمحفوظ لنا في المخطوطات القبطية علي العديد من سير الأسلاف، وكيف تبجلهم الكنيسة في طقوسها بصفة دائمة. 



ويذخر المتحف القبطي بعدد من هذه المخطوطات منها علي سبيل المثال، الثلاثة مخطوطات المعروضة في معرض "تبجيل الموتى في مصر عبر العصور بالمتحف المصري"، فهي تجمع شخصيات اجتمع علي تبجيلها فئات عدة وليس مسيحيو مصر فقط.



ففي المخطوط الاول نجد ذكر فضائل العذراء مريم وتواضعها طالبين شفاعتها، والعذراء مريم من الشخصيات التي اجتمع الناس علي حبها فنجد مسلمي مصر قبل مسيحيها يتسابقون علي تسمية بناتهم باسمها،والمخطوط جزء من الأبصلمودية الذي يحوي تسابيح وتماجيد للملائكة والعذراء مرتبة كلُ في يوم تذكاره. 



والمخطوط الثاني رسائل القديس أنطونيوس لتلاميذه يوصيهم باتباع سير القديسين ويزودهم بالنصائح الروحية وتعاليم الرهبنة، وهذه التعاليم جالت العالم لتصبح الرهبنة الأنطونية هي الأساس الذي بُنيت عليه الرهبنة في العالم. 



أما المخطوط الثالث فيحوي ميامر لعدد من القديسين والميمر هو سيرة القديس شاملًا حياته وفضائله ويُقرأ ميمر القديس في تذكار عيده،ويشتمل هذا المخطوط علي قصص عن رئيس الملائكة ميخائيل والذي يرمز دائمًا لانتصار الخير علي الشر في الفكر المسيحي.



 وبه أيضًا ميمر القديس يوحنا المعمدان، القديس المبجل في الديانات الثلاثة السماوية، ويُكرم في المسيحية باعتباره الذي مهد الطريق أمام السيد المسيح بتعاليمه للشعب، وتعيد له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار استشهاده في الثاني من شهر توت في بداية السنة القبطية.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق