17‏/11‏/2021

القديس مار مينا العجايبي..حكاية أيقونة من المتحف القبطي إلي المتحف المصري بالتحرير

علاء الدين ظاهر

كشفت سماح عشم رئيس قسم الايقونات بالمتحف القبطي أن أيقونة في معناها كلمة يونانية تعني منظر أو صورة، ثم أصبحت في الإصطلاح الكنسي تطلق علي اللوحات الخشبية التي تحتوي صورا بالألوان تمثل قديسين أو أحداث أو موضوعات دينية،وهي تعني صورة دينية مدشنة ( أي وضع عليها زيت مقدس ) 


والمتحف المصري بالتحرير يشهد حالياً معرض أثرى بعنوان تبجيل الأسلاف"تبجيل الموتى في مصر عبر العصور"، بناء على تعاون مشترك بين وزارة السياحة والآثار و الجامعة الأمريكية بالقاهرة،حيث مجد المصريون الموتى عبر العصور المختلفة، سواء كانوا ملوكًا أو أفراداً ذو أهمية خاصة أو أفرادًا من العائلة 



وتابعت سماح عشم قائلة:الأيقونة لها رسالة تقوم بدور تعليمي له فاعليته،فمن خلال لغة الألوان البسيطة توضح تعاليم وتنطلق بمشاعر المؤمنين الي التأمل فيما تحمله الأيقونة،والتي تعتبر عظة وكتاب مرسوم مسجل بلغة بسيطه يقرأها كل الناس حتي البسطاء.



وعندما نتأمل الأيقونة لانقف عند حدود جمالها بالوانها، ولكن الي شخص صاحب الأيقونة لما قدمه من حياته من أمانة وحب لله، حتي بذل حياته من أجله، مما يدفع الشخص الذي ينظر للايقونة متأملا حياة هذا القديس ويحاول أن يتمثل به في حياته.



ولدينا في المتحف القبطي العديد من مدارس الأيقونات المختلفة مثل الأيقونات القبطية واليونانية والروسية وغيرها من المدارس المختلفة التي تتميز بسماتها،ولكل مدرسة سماتها المختلفة عن الأخري.



فتتميز الأيقونة القبطية بإبراز ملامح الوجه،فرؤوس الأشخاص ضخمة والعينان واسعتين مستديرين ،والوجوه مرسومة موجهة ليس بينها صورة جانبية ، وأن رسمت علي هذا النحو ، فما إن يصل المصور إلي الصدر والوجه حتي يرسمها مواجهة.



 وهو مانلاحظه في أيقونة الشهيد مار مينا العجايبي وهذا يعني حضوره ازاء الأخرين لان الوضع الجانبي يقطع المشاركة الشخصية،حيث نال شهرة لم ينلها أي شهيد مصري،وكان القديس مارمينا قديس مصري،وُلد حوالي سنة 285 م. ببلدة نقيوس مركز منوف بمحافظة المنوفية

                        

والتهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على الفقراء والمحتاجين، وإذ اشتهى تكريس كل وقته وطاقاته لحساب مملكة الله ترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303 م) وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها.



 وبعد خمس سنين من الرهبنة سمع بالأضطهادات فترك الصحراء وذهب ليقطع رأسه بحد السيف،ويتصور علي الأيقونة وهو يمتطي جواد ومن اسفل الأيقونة شكل غير أدمي يمثل الشر الذي أنتصر عليه القديس (القرن الثامن عشر ).



جدير بالذكر أن الأيقونة البيزنطية لها أيضا هذه السمة، من حيث إتساع العيون ورسم القديس بوضع أمامي، والرؤوس الضخمة والأعين المتسعة علامة علي البصيرة الداخلية لحياتهم، مثل أيقونة السيدة العذراء وهي تحمل السيد المسيح،وعلي رأسه تاج بين الملاك ميخائيل والقديس يوحنا ط،ومن أسفل منظر يمثل خمسة قديسين في ثلاث صفوف (القرن الثامن الميلادي )



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق