علاء الدين ظاهر
لا أحد ينكر أن الآثار القبطية تمثل جزءا أصيلا ومهما من تاريخ مصر،ورغم تعددها وتنوعها إلا أن أبرزها وأشهرها هي الأيقونات،وتضم منطقة مصر القديمة مجموعة من الكنائس التي تمتلئ بمجموعة من أروع ما تراه من الأيقونات،كذلك المتحف القبطي الذي تجد علي جدرانه وفي فتارين المعروضات روائع الكنوز والآثار والأيقونات.
قد يسأل البعض لماذا هذه المقدمة؟،والاجابة أنها ضرورية لفهم ما حدث في متحف شرم الشيخ،والذي طلب مجموعة من الأيقونات والمخطوطات الأثرية"12 قطعة أثرية مهمة جدا" من كنائس مصر القديمة والمتحف القبطي بالقاهرة لإقامة معرض عن العائلة المقدسة،لكن المتحف وللأسف الشديد لم يقم المعرض ووضع الآثار في مخزن المتحف وما أدراك ما مخزن المتحف،والمثير أن ذلك طوال حوالي 6 شهور.
علي أن يستمر المعرض حتي نهاية العام 31-12-2021،وتم الإتفاق علي نقل القطع الأثرية من داخل الكنائس إلي متحف شرم الشيخ،مع إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة،وطبقا لمحضر الإجتماع كانت مهمة اللجنة تجهيز ونقل 10 أيقونات أثرية و 4 مخطوطات للمعرض،وعودتها بعد إنتهائه يوم 31-12-2021.
مزيد من التفاصيل جاءت في محضر إجتماع تالي بتاريخ 2-4-2021،وجاء فيه التأكيد علي أن مدة العرض 6 أشهر من 1-6-2021 إلي 31-12-2021،وفي حال طلب مد فترة المعرض يتم التنسيق مع الكنيسة وإستطلاع رأي المجلس الكنسي،كما تم في هذا الإجتماع الإشارة إلي وجود معرض توت عنخ أمون بمتحف شرم الشيخ وسيتم نقله إلي المتحف المصري الكبير.
وعليه يتم العرض علي رئيس قطاع المتاحف للتوجيه وتحديد موعد نقل القطع إلي المتحف المصري الكبير حتي يتوافق ذلك مع موعد المعرض المقترح لأيقونات ومخطوطات رحلة العائلة المقدسة،وإتفقت اللجنة علي العرض علي رئيسي قطاعي المتاحق والأثار الإسلامية والقبطية واليهودية لإتخاذ اللازم والعرض علي الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار.
الغريب والمثير أن المتحف لم يقم المعرض ولو حتي ليوم واحد،رغم أن الكنيسة وافقت علي نقل القطع الأثرية لمتحف شرم الشيخ،لتعرض من 1 يونيو 2021 حتي 30 ديسمبر 2021،علي أن تعود بعدها القطع للكنيسة مرة أخرى وهو أيضاً ما لم يحدث،والقطع منذ نقلها وهي في مخزن المتحف الذي لا يوجد به أي مرمم،حيث أنه كان مفترض متابعتها دوريا وهل هي سليمة أم واصابها تلف؟،حيث أنها مع مرور الوقت قد تتعرض لظروف تلف مع عدم وجود تهوية في المخزن ولا مرممين.
ولا يمكن أن يكون المتحف قد أقام المعرض إذا إدعي البعض ذلك،حيث أن المتحف ولا وزارة السياحة والآثار لم يعلن اي منهما عن المعرض سواء علي صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بهم ولا في أي من وسائل الإعلام المختلفة،وهذا يجعلنا نسأل:من يتحمل مصاريف نقل الاثار هذه وتكاليف الاستنادات الخشب التي تم عملها لتحمل فتارين عرض القطع؟،حيث أن هذه الاستنادات عددها 9 تكلفت حوالي 20 ألف جنيه.
ولنا أن نتخيل ما تعرضت له 9 أيقونات من كنائس مصر القديمة و3 مخطوطات من المتحف القبطي وهي من المخطوطات الرئيسية والنادرة جدا"الانبا زاخرياس"وأكثر المصادر أصالة التي تتحدث عن رحلة العائلة المقدسة،وهذه الآثار ظلت مكدسة في المخزن تحت الأرض،والذي لا يوجد فيه تكييف ولا مقياس للرطوبة ولا ادني معايير الحفاظ علي الأثر،وفوق هذا لا يوجد اي فريق للترميم في المتحف يتابع حالة القطع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق