علاء الدين ظاهر
فى الذكرى 33 لعودة طابا يروى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار حكاية ثلاث ثمرات من دوم طابا يحتفظ بهم منذ 33 عامًا.
وقد شهد مراحل ما قبل التحكيم واستلام طابا فى 19 مارس 1989 وكان مفتشًا للآثار بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا يحكى بهم للشباب والأجيال قصص البطولة والكفاح فى قضية طابا.
يروى الدكتور ريحان بأنه كان يمر بالسلك الشائك الذى يفصل بين طابا التى تم استلامها والبقعة المتنازع عليها بطابا والتى تبلغ مساحتها 1020متر مربع والتى تضم شجر الدوم وفندق سونستا فى ذلك الوقت والذى تحول اسمه إلى هيلتون طابا الآن.
وكان وقتها مفتشًا آثار بجزيرة فرعون بطابا ويمر بين يوم وآخر حين الذهاب لشراء مستلزمات تفتيش آثار طابا اليومية من المحلات بطابا للاستمتاع بجمال خليج العقبة ويزرف الدمع حين مشاهدته لطابا المحتلة وشجر الدوم السيناوى الذى يؤكد سيادة مصر على طابا وهو يظلل على من يغتصبون الأرض ويستغلون ثرواتها ويستمتعون بجمالها وظل أشجارها.
وكان حلم الدكتور ريحان بأن يعيش يومًا ليجلس تحت ظل شجر الدوم وهى تحت السيادة المصرية حتى جاء يوم 19 مارس 1989 ورفع العلم المصرى على طابا ودخل إلى منطقة شجر الدوم ليستظل بظلها المصرى
ولم تكتف هذه الشجرة الخالدة بأن تظلله بل شاركته فرحته بالنصر وأهدته ثلاث ثمرات تساقطت بجانبه يحتفظ بهما منذ عودة طابا ليحكى من خلالهما لكل شعب مصر قصص البطولة ومعنى الانتماء والحب لهذا الوطن الذى تجسّد فى أروع صوره فيمن ضحوا بأرواحهم وبأجزاء من أجسادهم حتى تم النصر فى أكتوبر المجيد وبمن استكملوا المسيرة بعقولهم وعلمهم وفكرهم ومثابرتهم وتصميمهم على عودة الحق حتى عادت طابا للسيادة المصرية.
ويطالب الدكتور ريحان بتسجيل أسماء أبطال هذه الملحمة فى ذاكرة مصر بحروف من نور وعلى رأسهم المؤرخ يونان لبيب رزق صاحب كتاب (طابا قضية العصر).
واللواء بحرى محسن حمدى رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة وكل أبطال الملحمة وتدريس هذه الملحمة لطلبة الثانوية العامة
وأوضح أن أشجار الدوم توجد بالقرب من ساحة العلم بالمدينة على شاطئ خليج العقبة، وطالب الحاكم الإسرائيلي في ذلك الوقت أن يشتري عددًا من هذه الأشجار بمبالغ مالية كبيرة من الشيخ مسمح كبيش شيخ قبيلة الأحيوات بالمنطقة، ولكن الشيخ رفض قائلًا "إن أشجار الدوم ليس ملك لبدو سيناء فقط ولكنها ملك لجميع المصريين".
وينقل عن الشيخ إبراهيم سالم جبلي شيخ مشايخ سيناء قوله (إن البدو يتوارثون الأشجار جيل وراء جيل، ومن بينها أشجار الدوم التي توجد في مدينة طابا، والتي توارثها أبناء قبيلة الأحيوات من الأجداد، ومعروف أن كل قبيلة تمتلك أشجار نخيل أو دوم أو زيتون يجري توزيعها على الورثة، وكل وريث يعرف عدد الأشجار التي يمتلكها.
وأن الهدف من شراء الجانب الإسرائيلي لهذه الأشجار هو أن تكون الأشجار ملكه وتصبح دليل أمام محكمة العدل الدولية على أحقيتهم لامتلاك هذه المنطقة، ويطالبوا بأحقيتهم في المنطقة كونها مملوكة لهم بعقود مثبته من أهالي المنطقة.
وينقل الدكتور ريحان عن نعوم بك شقير فى كتاب تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيها قوله (والدوم: وهو نادر فيها، وقد كان منه ثلاث أشجار على عين طابا، فحُرقت واحدة وكُسرت أخرى، ولم يبقَ إلَّا دومة واحدة، ولعلها الدومة الوحيدة في الجزيرة كلها) ويقصد شبه جزيرة سيناء
ولفت الدكتور ريحان إلى أن نخيل الدوم من النخيل المعمرة لآلاف السنين ويأخذ سنوات طويلة حتى يثمر تتعدى ثلاثة عقود ويتحمل درجة الحرارة العالية وقلة المياه لأن جذوره تمتد فى أعماق الأرض لأكثر من 1000 متر بحثًا عن المياه الجوفية
ونخلة الدوم متفرعة تفرعًا ثنائى الشعبة ويصل ارتفاعها من 15 إلى 20م وينتهى كل فرع بحزمة من الأوراق مستديمة الخضرة بديعة المنظر والدوم غنى بفيتامين أ – ب وبه عناصر مضادة للأكسدة ويساعد فى علاج الربو وتضخم البروستاتا وإنبات الشعر وخفض نسبة الكوليسترول فى الدم وإبطاء نمو الخلايا السرطانية وينقع ثمار الدوم فى الماء لمدة لأكثر من 6 ساعات ويتم تقليبه من وقت لآخر ثم يسخن على النار ولا يغلى لتعقيمه وقشرته تؤكل وغير ضارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق